نددت فرنسا وألمانيا وبريطانيا، أمس، بقرار إيران إنتاج اليورانيوم المعدني، والذي قالت الدول الثلاث: إنه يمثل خرقاً لالتزاماتها تجاه المجتمع الدولي. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت سابق من الأسبوع: «إن إيران مضت في خططها في تصنيع يورانيوم معدني، بعدما أبلغت طهران الدول الغربية نيتها إنتاج المعدن، الذي يمكن استخدامه في صنع نواة الأسلحة النووية». وقالت الدول الثلاث في بيان: «نحث إيران بشدة على وقف هذه الأنشطة دون تأخير، وعدم اتخاذ أي خطوات جديدة لا تتفق مع برنامجها النووي». وأضافت: «بتصعيد عدم التزامها بالاتفاق، تقوض إيران فرصة تجدد الدبلوماسية لتحقيق كامل أهداف الاتفاق النووي». وتجازف إيران، بحسب الدول الثلاث، بفقدان فرصة مباشرة الجهود الدبلوماسية لتنفيذ اتفاق 2015 بالكامل بشأن برنامجها النووي، بعدما أنعش تولي الرئيس الأميركي جو بايدن الأمل بإمكانية إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن برنامج طهران النووي من خلال محادثات جديدة بعد انسحاب سلفه دونالد ترامب منها في عام 2018. وقالت باريس وبرلين ولندن: «إن إيران ليس لديها مبررات مدنية موثوق بها لهذه الأنشطة، والتي تعتبر خطوة أساسية في تطوير سلاح نووي»، داعية إياها في الوقت نفسه إلى «وضع حد لها دون إبطاء والامتناع عن أي انتهاك آخر لالتزاماتها النووية». ويؤثر هذا الانتهاك الجديد سلباً على الاتفاق النووي المهدد بالانهيار منذ الانسحاب الأميركي منه وإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران. وشُددت العقوبات في عهد ترامب، ورغم أن الرئيس بايدن أكثر ميلاً للتصالح، قال مسؤولون كبار في إدارته: إن واشنطن لن تتخذ قراراً سريعاً بشأن أي اتفاق مع إيران. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أفادت مساء الأربعاء الماضي، بأنّ إيران بدأت إنتاج اليورانيوم المعدني، موضحة أنها تحققت، في 8 فبراير، من وجود «3.6 جرام من اليورانيوم المعدني في منشأة أصفهان وسط إيران». ولليورانيوم المعدني استخدامات مزدوجة: سلمية وحربية، إذ يستخدم في إنتاج الصواريخ ذات الرؤوس النووية، وسلمياً يساعد في إنتاج وقود نووي أفضل جودة، وله استخدامات في المجال الطبي. وكانت تقارير نشرت في يناير الماضي، وتحدثت عن نية طهران إنتاج يورانيوم معدني في مفاعل طهران للأبحاث. وأقرت طهران بالأمر علناً، قائلة: إن الهدف من وراء ذلك تصميم نوع أفضل من الوقود النووي. وخلال الآونة الأخيرة، تصاعدت وتيرة انتهاكات إيران للاتفاق النووي المبرم عام 2015، فأعلنت مثلاً عن زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات محظورة، رغم صعود إدارة جديدة في واشنطن تريد العودة إلى الاتفاق النووي. وتقول إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إنه على إيران العودة إلى الالتزامات المفروضة بموجب الاتفاق النووي، قبل الحديث عن رفع العقوبات، لكن طهران تريد عكس ذلك. وفي خضم ذلك، تبرز دلائل عديدة على اقتراب إيران من صنع قنبلة نووية، بسبب التحلل من الالتزامات بموجب الاتفاق الدولي.
مشاركة :