الرياض - أعلنت السعودية السبت إحباط هجوم شنّه المتمردون الحوثيون في اليمن باتجاه أراضيها، بعد أيّام على قرار الولايات المتحدة شطب هذه الجماعة من لائحة المنظّمات الإرهابيّة.وصرّح تركي المالكي المتحدث باسم قوات التحالف العسكري الذي تقوده الرياض، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعوديّة الرسميّة، أن "قوات التحالف المشتركة تمكنت صباح اليوم (السبت) من اعتراض وتدمير طائرة دون طيار مفخخة أطلقتها الميليشيا الحوثية (...) لاستهداف مطار أبها الدولي".وتقود السعودية منذ 2015 تحالفاً عسكرياً دعماً للحكومة المعترف بها دولياً التي تخوض نزاعاً دامياً منذ 2014 ضدّ الحوثيين الذين تدعمهم إيران ويكثفون هجماتهم على السعودية.وتطرح محاولات استهداف الحوثيين للأراضي السعودية العديد من علامات الاستفهام بشأن الرؤية التي استندت إليها الإدارة الأميركية الجديدة في إعلان اعتزامها شطب جماعة أنصار الله الحوثية من لائحة المنظمات الإرهابية.ويرى محللون أن "هدية" الرئيس الأميركي جو بايدن لإيران بالإعلان عن التراجع عن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، ربما شجع طهران على الإيعاز لجماعة الحوثي بمزيد من التصعيد بغية الضغط على بايدن حتى يرفع العقوبات المفروضة عليها، دون الالتزام بشرطه أن تذعن إيران للاتفاق النووي وتتوقف عن خرقه أولا.وكان الحوثيون قد استهدفوا الأربعاء مطار أبها الدولي (جنوب غرب)، ما أدى إلى اشتعال طائرة على أرض المطار.كما أعلنت الرياض الخميس أنها اعترضت صاروخا باليستيا وطائرتين بلا طيّار أطلقها المتمردون الحوثيّون باتّجاه أراضيها من اليمن.أثارت الهجمات الأخيرة والاعتداءات في شمال اليمن احتجاج إدارة الرئيس الأميركي التي أوضحت الجمعة أن قادة الحوثيين الرئيسيين ما زالوا مدرجين على القائمة السوداء بصفتهم الشخصية، رغم شطب المنظمة من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية.وكانت منظمات دولية اعتبرت أنّ هذا التصنيف الذي قرره الرئيس السابق دونالد ترامب قبل شهر تقريبا، يعرقل بشكل كبيرة جهود إيصال المساعدات إلى اليم، لكن هجمات الحوثيين المستمرة تستدعي من الإدارة الأميركية إعادتهم للائحة التنظيمات الإرهابية.وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة أنه سيتم شطب الحوثيين رسميا من قائمة واشنطن للتنظيمات الإرهابية الثلاثاء.وكتب القيادي الحوثي محمد علي الحوثي في تغريدة "نعتبر الشطب من التصنيف أمرا إيجابيا" بانتظار "قرارات جديدة" بشأن التدخل السعودي في اليمن.وأعلن بايدن في وقت سابق من هذا الشهر إنهاء دعم بلاده، لا سيما على صعيد التسليح، للتحالف العسكري ضد المتمردين المدعومين من إيران، واصفا الحرب في اليمن بأنها "كارثة إنسانية وإستراتيجية".وأسفر النزاع عن عشرات آلاف القتلى ونزوح ملايين وتسبب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفق الأمم المتحدة، وهي تزداد سوءا مع جائحة كوفيد-19.وحذرت وكالات الأمم المتحدة الجمعة من أن "سوء التغذية الحاد يهدد نصف الأطفال دون سن الخامسة في اليمن في 2021"، وهذا يشمل ما يقرب من 2.3 مليون طفل، منهم 400 ألف قد يموتون إذا لم يتلقوا "علاجًا عاجلًا".وأكدت تقارير إعلامية أن الحوثيين يعرقلون باستمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين خاصة وأن مقر استقبال المساعدات من قبل المنظمات الأممية يتواجد في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين وبالتالي فإن العملية تدار تحت إشرافهم وكثيرا ما يتخذها الانقلابيون وسيلة للضغط على القوات الحكومية وقوات التحالف.