وضع فلورنتينو بيريز نصب عينيه منذ توليه رئاسة فريق ريال مدريد في منتصف العقد الماضي تحقيق دوري أبطال أوروبا وإضافة النجمة العاشرة والكأس الغالي لدولاب بطولات الفريق الممتلئ. حقق بيريز مبتغاه بالفعل بعد أعوام وأعوام من تكوين الجالاكتيكوس وضم أبرز نجوم أوروبا وفاز باللقب العاشر عام 2014 بقيادة الإيطالي كارلو أنشيلوتي ثم تخلى عن أنشيلوتي نهاية الموسم الماضي في قرار فاجئ الجميع ليستبدله بالإسباني رافاييل بينيتث مدرب نابولي. بينيتث حقق في ثلاث سنوات مع نابولي الكأس والسوبر المحلي لكنه فشل في الموسم الماضي في التأهل لدوري أبطال أوروبا بعد أن خسر المباراة الحاسمة أمام لاتسيو في أخر جولة. وسبق لبينيتث أن درب ليفربول وحقق معه دوري أبطال أوروبا عام 2005 في نهائي إسطنبول أمام ميلان والذي عاد فيه بالنتيجة من خاسرة بثلاثة أهداف لتعادل 3-3 ثم حسم اللقاء بركلات الترجيح. وتمت إقالته ليتولى تدريب إنتر ميلان بعد الموسم التاريخي وتحقيق الثلاثية مع جوزيه مورينيو ليحقق مع الفريق السوبر الإيطالي وكأس العالم للأندية ليقال بعد ستة أشهر. ثم تولى تدريب تشيلسي وحقق معه الدوري الأوروبي عام 2013 ليرحل بعدها لنابولي. مسيرة حافلة مليئة بالنجاحات والإخفاقات لمدرب من المفترض أن يعيد بطل أوروبا منذ عامين للطريق الصحيح ويجد التوليفة المناسبة من اللاعبين ويخرج أفضل ما لدى الويلزي جاريث بيل بعد الانتقادات التي طالته. ويعتبر هو أبرز إضافات الفريق في سوق الانتقالات الحالي. الفريق الملكي بدأ سوقه بالاستغناء عن حارسه الأسطوري وخريج أكاديمية الفريق إيكر كاسياس بسيناريو مشابه للاستغناء عن الأسطورة راؤول جونزاليس بعد موسم ليس جيدا من الحارس الإسباني، لينتقل كاسياس لبورتو ويخرج وكيله مهاجما فلورنتينو بيريز متهما إياه بإبعاد الحارس المخضرم ودفعه لترك الفريق. كان الدافع وراء ترك كاسياس يرحل بتلك السهولة هو الوصول المتوقع لديفيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد والخليفة المنتظر لكاسياس في حراسة مرمى ريال مدريد والمنتخب الإسباني والمتبقي في عقده سنة واحدة. قبل أن تفشل الصفقة في اليوم الأخير من الانتقالات بسيناريو درامي وتأخر وصول للأوراق واتهامات متبادلة بين مدريد ويونايتد ليستمر دي خيا مع الفريق الإنجليزي لموسم آخر على الأقل ويضطر مدريد للاعتماد على الكوستاريكي كيلور نافاس هذا الموسم. سوق الفريق كان هادئا على غير العادة. فضم الفريق الكرواتي ماتيو كوفاسيتش من إنتر ميلان ب35 مليون يورو. ودانيلو ظهير بورتو الأيمن ب30 مليون يورو. واستعاد البرازيلي كاسيميرو من بورتو والروسي دينيس تشيرشيف من فياريال بعد إعارات ناجحة. كما تعاقد مع جناح إسبانيول لوكاس فازكيز وحارسه كيكو كاسيا. واستغنى الفريق بالإضافة لكاسياس عن أسيير إيارامندي الذي عاد لريال سوسيداد. سامي خضيرا الذي رحل ليوفنتوس في صفقة انتقال حر. وأعار لوكاس سيلفا لمارسيليا وفابيو كوينتراو لموناكو. السوق كان متوسط المستوى لكن بالنسبة لفريق بحجم ريال مدريد كان سيئا. لم يتعاقد الفريق مع بديل لكريم بنزيمة ليصبح هو قلب الهجوم الوحيد في الفريق مع الاعتماد على خيسي رودريجيز كبديل له والدفع بكريستيانو رونالدو أو جاريث بيل في مركز قلب الهجوم أحيانا. فشل في التعاقد مع ديفيد دي خيا وانتظر حتى اليوم الأخير من الانتقالات ليوافق على طلبات مانشستر يونايتد المادية لكن بعد فوات الأوان. ودانيلو ظهير أيمن من الطراز الرفيع وسيكون إضافة بدلا من داني كارباخال. فيما دعم الفريق وسطه جيدا. فكوفاسيتش بالإضافة لموهبته يعتبر لوكا مودريتش مثله الأعلى ومجاورته في الفريق ستفيده بلا شك. كاسيميرو لاعب ارتكاز تألق مع بورتو الموسم الماضي في دوري أبطال أوروبا. والثنائي سيزيل بعض الضغوطات عن توني كروس ومودريتش. هل يكون بينيتث على قدر المسؤولية وينجح في إعادة الفريق للطريق الصحيح؟ وهل يندم الفريق على التفريط في كاسياس دون ضم دي خيا؟ أسئلة سيتم الإجابة عنها على مدار الموسم الذي قد يكون شاقا على الفريق.