وجّه زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل السبت انتقادات لاذعة لدونالد ترمب رغم التصويت على تبرئة الرئيس السابق من تهمة التحريض على التمرد، معتبراً أنه "مسؤول" عن الاعتداء الذ حصل يوم 6 يناير على مبنى الكابيتول. وقال ماكونيل في خطاب عقب التصويت الذي أدى إلى تبرئة ترمب: "لا شك في أن الرئيس ترمب مسؤول عملياً وأخلاقياً عن إثارة أحداث ذلك اليوم". وأضاف: "هؤلاء المجرمون كانوا يحملون راياته. يُعلّقون أعلامه ويصرخون بالولاء له". ووصف ماكونيل تصرّفات ترمب التي أدت إلى ذلك الاعتداء بأنها "تقصير مشين في أداء الواجب". وذهب ماكونيل أبعد من ذلك، مشيراً إلى أن ترمب قد يواجه اتهامات الآن بعد أن ترك منصبه. وقال: "الرئيس ترمب لا يزال مسؤولاً عن كل ما فعله عندما كان في منصبه.. لم يُفلِت من أيّ شيء بعد". ورغم ذلك، قال الجمهوري المتحدّر من ولاية كنتاكي، إنّه صوّت لتبرئة ترمب من تهمة التحريض على التمرّد لأنّه من غير الدستوري على حدّ قوله، أن تتمّ إدانة رئيس في محاكمة عزل بعد تركه لمنصبه. وبرأ مجلس الشيوخ الأميركي الرئيس السابق دونالد ترمب السبت في ثاني محاكمة له خلال 12 شهراً مع قيام زملائه من الجمهوريين بحمايته من المساءلة عن الهجوم الدامي الذي شنه أنصاره على مبنى الكونغرس. وجاء تصويت مجلس الشيوخ بأغلبية 57 صوتاً مقابل 43 صوتاً، وهو أقل من أغلبية الثلثين اللازمة لإدانة ترمب بتهمة التحريض على التمرد، بعد محاكمة استمرت خمسة أيام في نفس المبنى الذي تعرض للاقتحام من قبل بعض أنصار ترمب في السادس من يناير بعد وقت قصير من سماعهم خطاباً للرئيس السابق. وانضم في التصويت سبعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الخمسين إلى الديمقراطيين الموحدين في المجلس لصالح الإدانة. وجاءت هذه الخطوة لاختتام المحاكمة بعد أن أوقف الديمقراطيون والجمهوريون تمديداً محتملاً في الإجراءات يتعلق بتفاصيل الدليل الخاص بمكالمة هاتفية بين ترمب وأحد كبار الجمهوريين خلال حصار مبنى الكابيتول. وجادل فريق الدفاع عن ترمب بأن المحاكمة ما كان يجب أن تعقد من الأساس لأن ترمب ترك السلطة، كما أن خطابه وسط أنصاره محمي بضمان الحق في حرية التعبير التي يكفلها الدستور الأميركي. وبعد تبرئته، وعد ترمب بـ"الاستمرار" في الدفاع عن "عظمة أميركا". ورأى ترمب، في بيان صدر عنه عقت تبرئته، إن محاكمته في مجلس الشيوخ كانت مرحلة أخرى من "أكبر حملة اضطهاد في تاريخ بلدنا".
مشاركة :