شددت السلطات العراقية اليوم (السبت) من اجراءاتها لمنع انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) بعد ارتفاع عدد الاصابات خلال الأسابيع الماضية، وقررت فرض حظر التجول الشامل لثلاثة أيام والحظر الجزئي بقية الأسبوع. وذكر بيان صادر من مكتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أن الأخير ترأس اجتماعا للجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية، بحث مستجدات جائحة كورونا، في ظل تزايد عدد الاصابات بين المواطنين، ومناقشة أهم الاجراءات التي يمكن من خلالها احتواء الفيروس والحد من انتشاره. وأضاف البيان، أن "اللجنة قررت فرض حظر التجول الشامل أيام الجمعة والسبت والأحد من كل أسبوع اعتبارا من يوم 18 فبراير، فيما يكون الحظر الجزئي لأيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس من الساعة الثامنة مساء ولغاية الساعة الخامسة فجرا ولغاية يوم الثامن من مارس المقبل". ووفقا للبيان، سيعاد النظر بهذا القرار حسب الموقف الوبائي. واستثنى من الحظر منتسبي وزارة الصحة والقوات الأمنية والدوائر الخدمية، ومحال بيع المواد الغذائية ومحال بيع الفواكه والخضر، والأفران والصيدليات، على أن تكون أوقات عملها من الساعة الخامسة صباحا لغاية الساعة السابعة مساء خلال فترة الحظر الشامل)، ولا يسمح لها بالبقاء مفتوحة بعد تلك الأوقات ولأي سبب كان، عدا الصيدليات الخافرة (التي تعمل ليلا فقط)، للعمل في ساعات الحظر. وجرى استثناء الاعلاميين من الحظر بشرط الحصول على موافقة وزير الصحة حصرا. كما قررت اللجنة اغلاق مراكز المساج والتجميل والمتنزهات والأماكن الترفيهية والمتنزهات ودور السينما والقاعات الرياضية والمسابح كافة والمولات والمطاعم، لمدة اسبوعين اعتبارا من يوم 16 فبراير، مبينة أن الغلق قابل للتمديد حسب الموقف الوبائي للمرض. وتقرر كذلك منع اقامة مجالس العزاء مع فرض غرامة خمسة ملايين دينار عراقي (أقل من أربعة آلاف دولار) على المخالفين. وشملت القرارات اغلاق المساجد كافة وفتحها في أوقات الصلاة فقط لرفع الأذان، فضلا عن منع اقامة حفلات الافراح في قاعات المناسبات وغلقها من 15 فبراير إلى اشعار آخر، وفرض غرامة قدرها خمسة ملايين دينار على المخالفين. وبخصوص التعليم في المدارس والمعاهد والكليات الحكومية والأهلية، تقرر أن يكون التعليم إلكترونيا بدءا من 18 فبراير ولغاية الرابع من مارس المقبل قابلة للتمديد حسب الموقف الوبائي، ليتم بعدها تحديد موعد الامتحانات الحضورية للمراحل كافة. ويستثنى من ذلك المراحل النهائية لطلبة كليات الطب البشري. وتضمنت القرارات منع سفر المجاميع السياحية من العراق إلى دول العالم كافة وإلى اشعار آخر، وقيام وزارة الصحة باجراء فحص (pcr) لكافة القادمين من المنافذ الحدودية والمطارات. وقلصت اللجنة دوام الوزارات إلى 50 بالمائة من عدد الموظفين. وكلفت اللجنة وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني وقيادة العمليات المشتركة وقيادة عمليات بغداد، مساندة الفرق الصحية الرقابية في جولاتها الرقابية لمتابعة تنفيذ الإجراءات في أوقات الدوام الرسمي وخارجه مع فرض الغرامات بحق المخالفين ولحد خمسة ملايين دينار واحالتهم للمحاكم المختصة. إلى ذلك ذكرت وزارة الصحة في بيان، أنها اجرت اليوم 38411 فحصا في جميع المختبرات المختصة في البلاد وسجلت 2190 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا و1158 حالة شفاء وسبع وفيات. وبلغ مجموع الاصابات الكلي 641628 إصابة ومجموع حالات الشفاء 605980 حالة، في حين بلغ مجموع حالات الوفاة 13164 حالة، ولايزال 22484 مريضا في المستشفيات بينهم 271 يرقدون في العناية المركزة. وكان العراق سجل يوم أمس 2530 إصابة و1008 حالات شفاء و13 وفاة. وظهرت أول إصابة بمرض (كوفيد-19) في العراق بمدينة النجف جنوبي البلاد يوم 24 فبراير العام الماضي لطالب ايراني يدرس في المدينة. وبدأ العراق في شهر سبتمبر الماضي تخفيف القيود المفروضة بسبب (كوفيد-19) وقرر السماح باعادة افتتاح المطاعم مع مراعاة الشروط الوقائية، واستئناف الدوام في مؤسسات الدولة بنسبة 50 بالمائة، واستئناف الانشطة الرياضية والشبابية، وفتح المنافذ الحدودية البرية أمام الحركة التجارية حصرا طيلة أيام الأسبوع، ثم رفع الحظر الجزئي الذي كان يفرضه في الليل. ومنعت السلطات العراقية مؤخرا السفر إلى 20 دولة أجنبية ظهرت فيها السلالة الجديدة من مرض (كوفيد-19). وساعدت الصين، العراق بمكافحة جائحة (كوفيد-19) وارسلت في السابع من مارس الماضي فريقا من سبعة خبراء بقي لمدة 50 يوما في العراق ساعده باحتواء الوباء، من خلال بناء مختبر (PCR) وتركيب جهاز (CT) وهو جهاز متقدم للأشعة المقطعية (في بغداد) كما أرسلت الصين ثلاث دفعات من المساعدات الطبية إلى العراق. وأعلنت السفارة الصينية في بغداد، في الرابع من الشهر الحالي، تبرع الحكومة الصينية بـ 50 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لمساعدة العراق في مواجهة الجائحة.
مشاركة :