ما يجعل الناس يستيقظون من الصباح والإسراع من أجل أمور دنياهم ومعاشهم هو الأمل، ما يجعل الناس يتحمّلون كل المشاق التي تحدث لهم في طريقهم ويتحمّلون الأذى والفشل والانتقادات مهما كان نوعها هو الأمل.. الأمل هو الذي يضمن لهؤلاء الاستمرارية، عندما يجري الأمل في دمائك فإنك تبدأ بالتخطيط في الحياة، سيكون لديك أهداف وهناك طموحات وأحلام تريد تحقيقها، الأمل الذي في قلبك عندما يكون متوهجاً فإنك تصبح عملياً جدّاً وشغوفاً بالحياة ومصدر للإبداعات والنجاحات، فتجد أنك بسبب الأمل تصهر المستحيل وتجعله في خبر كان، وتجعل المُمكن هو أملك. لكن إن لاحظت الذين يعيشون بلا أمل هم أقرب إلى الموت من الحياة، إنّ الحياة تشكّل لهم جحيم لا يرحم، تجدهم إن لم ينهوا حياتهم بالانتحار فإنهم ينهونها بالاستسلام للظلام والبقاء كنكرة أو على هامش الحياة، فإنّ أي وجود إنساني يحتشد فيه الاستسلام للحياة بلا أمل فهو وجود إنساني ميّت، في حين لو توقفوا فقط عن استصغار أهمية الأمل لتغيّرت حياتهم الآن إلى الأفضل. من دون أمل لن يكون لديك أدنى رغبة في التقدّم خطوة إلى الأمام أو سيتم قص تلك الأجنحة التي تُساعد على التحليق والطيران. وبصورة أخرى إن الأمل هو الطائر الذي يطير بلا ريش وهو القصيدة التي تملأ جوف العاشق بلا كلمات. أملأ حياتك بالأمل، أصنعه، أتقن هذا الفن، نعم إنه فن في الحقيقة، إنّ الأمل ليس معناه أن تنتظر المعجزات تحدث من تلقاء نفسها، بل إنك تفعل الشيء وقلبك مليء بالأمل وأنّ ما تفعله سيؤتي ثماره، وهذا ينتج من ثقتك الكبيرة بنفسك، فكلما زادت هذه الثقة كلما عظُم الأمل، فبالثقة أنت تشعل وقود يحرّكك باستمرار.
مشاركة :