إن وجود الفطريات على لسان الطفل الرضيع تتطلب المتابعة الطبية وتقييم الحالة لتحديد سببها وعلاجها للتخفيف من الآلام التي قد يعاني منها الطفل، فسبب هذه المشكلة هو النمو الفطري غير الطبيعي في فمه، وانتقال العدوى من الأم إذا كانت مصابة بالفطريات أثناء الولادة.الدكتور عماد علي أخصائي أمراض الأطفال في عيادة دانة الإمارات للنساء والأطفال في أبوظبي، يلقي الضوء على هذا الموضوع. أكثر من 5 - 12% من الأطفال يعانون من وجود هذه الفطريات على اللسان، وهي "الكانديدا" التي تظهر على شكل طبقة بيضاء سميكة أو بقع بيضاء صغيرة في الفم، وقد تنتقل إلى الجهاز الهضمي ومنطقة الحفاضة عند الرضيع، وعندها يعاني الطفل من بقع حمراء وتشقق في الجلد وشكوى من آلام متكررة، وأحياناً مغص ما يزيد من بكائه وعدم قدرته على النوم بشكل جيد.إن إصابة الطفل بهذه الفطريات قد ينقل العدوى إلى الأم خلال الرضاعة، فتصاب حلمات الصدر بهذه الفطريات، وقد يحدث بالعكس أن تنتقل هذه الفطريات من الأم إلى الطفل إن وجدت على جلدها أو على الحلمة أثناء الرضاعة أو أثناء الولادة الطبيعية في حال وجود هذه الفطريات في المهبل، الأمر الذي يؤكد على ضرورة علاج الأم من هذه الفطريات إن وجدت قبل الولادة.إن أسباب هذه الفطريات، كما يؤكد د.عماد، عند الأم عديدة منها معاناة الأم من بعض الأمراض مثل أمراض السكري والوزن الزائد والسمنة أو الولادة قبل موعدها، وتناول المضادات الحيوية بكثرة، أو تناول الستيرويدات، وهي جميعها عوامل تؤدي إلى الإصابة بهذه الفطريات والتي تظهر عند الأم عند حلمات الثدي، وهنا تكون أعراضها الشعور بألم شديد عند رضاعة الطفل حتى لو كان في وضع صحيح، إلى جانب حدوث تشققات في منطقة حلمات الثدي وظهور بقع بيضاء.في حال معاناة الأم من هذه الفطريات على الأم: 1 - مراجعة الطبيب المختص والاستمرار في الرضاعة الطبيعية وعدم التوقف عن ذلك. 2 - الحرص على تنظيف اليدين بشكل جيد، وفي حال استمرار الألم أثناء الرضاعة يمكن اللجوء إلى سحب الحليب من الثدي مع الحرص على غسل الحلمات بالماء بشكل دائم. 3 - غسل مضخة سحب الحليب وتعقيمها بشكل مستمر، والغسيل المستمر للمناشف التي يستخدمها الطفل. 4 - العناية بمنطقة الحفاضة وتركها للتعرض للهواء الطلق لمدة 10 دقائق. 5 - تجنب تناول الحلويات والسكريات والعسل والخمائر بما في ذلك الخبز؛ لأنها جميعها تزيد من مشكلة هذه الفطريات.عادة يصف الطبيب للطفل الجل عن طريق الفم، يستخدم من 4 إلى 6 مرات يومياً ولمدة أسبوع، مع قطرة تستخدم عدة مرات يومياً حسب درجة الإصابة وشدتها، كما تعطى الأم مضاداً فطرياً لمنطقة حلمات الثدي ومضاداً فطرياً فموياً للأم، مع التأكيد على أهمية عدم التوقف عن الرضاعة الطبيعية للطفل حفاظاً على سلامته وصحته. وأكد الدكتور عماد علي أن مشكلة الفطريات على لسان الطفل ليست خطيرة، وإنما تؤدي إلى اضطراب الطفل وعدم قدرته على النوم بشكل طبيعي، والشعور بالتململ المستمر نتيجة الغازات الشديدة في البطن التي قد تؤدي إلى إسهال أو قيء.