قال رامي إبراهيم، الباحث في الشئون الدولية، إن الخريطة التي نشرتها أنقرة وتعرض فيها مناطق النفوذ المتوقعة حتى عام 2050، هي جزء حقيقي من مخطط مرسوم منذ تأسيس الدولة التركية على يد، مصطفى كمال أتاتورك في 1923 بناء على اتفاقية لوزان.وأوضح الباحث في الشئون الدولية، في بيان له اليوم الأحد، أنه بعد هزيمة الدولة العمثانية في الحرب العالمية الأولى، وتقسيم المناطق التي كانت تسيطر عليها بين دول الحلفاء المنتصرة، وخاصة بريطانيا وفرنسا، قاد مصطفى أتاتورك حركة تحرير واستطاع هزيمة اليونان عام 1922، التي كانت تحتل جزء كبير من أراضي بلاده وتأسيس الجمهورية التركية لكن أنظاره طوال الوقت كانت على مناطق النفوذ التي فقدتها بلاده.وأضاف، أن حلم الأتراك في استعادة مناطق النفوذ ظل يراودهم منذ تأسيس الجمهورية، إلا أن المتغيرات التي مر بها العالم وظهور قوى جديدة مثل الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي وإعادة تقسيم الخريطة الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، حالت دون استعادة أنقرة لمناطق النفوذ العمثاني القديمة، إضافة إلى ذلك الصراع التركي الداخلي بين العلمانيين والإسلاميين، والتي أثر سلبًا على الأوضاع الاقتصادية هناك.وتابع الباحث في الشئون الدولية، أنه بعد أن أصبح هناك قوى وحيدة تتحكم في العالم وهي الولايات المتحدة التي تتحالف معها تركيا، وانهاك الدول العربية إثر موجة الخريف العربي وظهور التنظيمات الإرهابية، جعلت الفرصة سانحة أمام السياسة التركية للتمدد والتوسع على حساب هذه الدول التي تحارب من أجل البقاء.وقال إبراهيم، إن تركيا وبعد عملية ناجحة في قره باغ، آمنت تمامًا بقوتها، خاصة في ظل حكم رجب طيب أردوغان الذي يستخدم كافة الأساليب المشروعة وغير المشروعة لتحقيق أطماعه، مشددًا على ضرورة تكاتف الدول العربية في مواجهة هذه المخططات حتى لا تستيقظ على ما هو أسوأ.
مشاركة :