إضافة استطلاعات الخروج من مراكز الاقتراع بدا حزب يساري معارض متّجها الأحد للفوز في الانتخابات التشريعية في مواجهة قادة الحرس القديم في كوسوفو، بعدما رفع شعار مكافحة الفساد في بلد ينهشه الفقر والاضطرابات السياسية، وفق استطلاع أجري لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع. وتشهد كوسوفو التي كانت إقليما تابعا لجمهورية صربيا ولا تزال تسعى إلى الاعتراف بها بشكل كامل على الساحة الدولية، خامس انتخابات تشريعية مبكرة منذ إعلان استقلالها العام 2008. وستكون الحكومة التي تنبثق من انتخابات الأحد، الثالثة منذ بدء تفشي فيروس كورونا قبل عام. وفاقم وباء كوفيد-19 الصعوبات الاقتصادية في البلد الفقير وأودى بحياة أكثر من 1500 شخص في وقت لا يزال التلقيح بعيد المنال. وقال الطبيب صديق كيليميندي لوكالة فرانس برس إن "الناس ينتظرون التغيير، ينتظرون انتهاء مشاكل تزعجهم مثل الفساد والمحسوبية". وأضاف "يجب أيضاً أن نكرّس أنفسنا لمكافحة" فيروس كورونا. ولطالما نجح أبطال الحرب الانفصالية ضد صربيا (1998-1999) في الحفاظ على هيمنتهم على رأس السلطة. وبالنسبة لكثيرين، يجسّد حزب "حركة تقرير المصير" (فيتيفيندوسيي) الرغبة في التغيير. ويحظى هذا الحزب القومي اليساري بزعامة البين كورتي الذي يخوض حرباً ضد الفساد، بشعبية كبيرة في صفوف الشباب والمغتربين. وأظهر استطلاع أجرته أربع شبكات تلفزة لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع نيل أبرز حزب معارض ما بين 41 بالمئة و53 بالمئة من الأصوات. فيما أظهر نيل "الحزب الديمقراطي" الذي أسسه قادة متمردون سابقون شاركوا في الحرب ضد القوات الصربية (1998-1999) كما وحزب "الرابطة الديمقراطية" (يمين-وسط) ما بين 15 و20 بالمئة من الأصوات. هجرة الشباب قال كورتي (45 عاماً) الذي احتجز في سجون الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، بعد الإدلاء بصوته إن "المواطنين يحتاجون إلى ديمقراطية ومؤسسات الشرعية". وهو يؤكد أنه يريد أن يصبح "رئيس وزراء للجميع". ويتّهم أنصاره المتمردين السابقين بالاستيلاء على موارد الدولة والمحسوبية في كوسوفو التي تضم 1,8 مليون نسمة وحيث يبلغ متوسط الراتب الشهري 500 يورو تقريباً. ويبحث الشباب في كوسوفو التي يبلغ معدّل البطالة فيها 50 بالمئة ، عن خلاصهم عبر الهجرة الجماعية إلى سويسرا وألمانيا. وتقول هانمية لوهاي الطالبة البالغة 17 عاماً "ليس لدي أمل بالعثور على وظيفة هنا بعد تخرجي من الجامعة، حتى بعد حصولي على شهادة ماجستير". ويخوض المتمردون السابقون المعركة الانتخابية في غياب عدد من شخصياتهم الرئيسية من بينها الرئيس السابق هاشم تاجي الذي وجه إليه القضاء الدولي في تشرين الثاني/نوفمبر تهمة ارتكاب جرائم حرب. في المقابل، ازدادت فرص فوز "حركة تقرير المصير" بعدما انضمّت إليها الرئيسة بالإنابة فيوسا عثماني (38 عاما) وهي رمز الجيل الجديد من الطبقة السياسية، بعدما انسحبت من حزب "رابطة كوسوفو الديمقراطية" اليميني الوسطي، بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته عبد الله هوتي. مناهضو الفساد يواجهون الحرس القديم في انتخابات كوسوفو الأحدلماذا غضبت صربيا من تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكوسوفو؟انتخابات كوسوفو: الحرس القديم يواجه جيلاً من السياسيين الجدد وتُظهر استطلاعات الرأي أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكوسوفي بزعامة الرئيس السابق تاجي ومتمردين سابقين سيحلّ في المرتبة الثانية (بين 13 و23% من نوايا التصويت) مع برنامج مبني على مكافحة الفقر. ويُتوقع أن يحلّ "رابطة كوسوفو الديمقراطية" ثالثاً. وهو يعد بتقديم مساعدات للشركات والأشخاص المتضررين جراء الوباء. وحلّ حزب "حركة تقرير المصير" (فيتيفيندوسيي) في المرتبة الأولى بفارق ضئيل جداً في الانتخابات التشريعية الأخيرة إلا أنه استُبعد من الحكم من جانب ائتلافات شكلتها أحزاب أخرى. وعام 2020، استمرت حكومة كورتي حوالى 50 يوماً قبل أن تسقط. ويأمل كورتي هذه المرة بالفوز بـ61 مقعداً من أصل 120، وهو العدد المطلوب لتشكيل حكومة. ويوضح محللون أن برنامج الحزب الذي عُرف في السابق بتظاهراته العنيفة، لا يلقى تأييد الجميع بأكمله إلا أن الناخبين سئموا ويريدون وجوهاً جديدة في الحكم. "الملاذ الأخير" تقول مديرة "منصة سيفيكوس" دونيكا إيميني لوكالة فرانس برس إن "الناخبين ليسوا بالضرورة موافقين مع الحزب إلا أنهم يريدون تغيير النخب السياسية". لكنها توضح أن هذا الحزب "هو الملاذ الأخير بالنسبة لكثيرين". وألبين كورتي متّهم من جانب خصومه بأن لديه أهدافاً سلطوية ويمثل تهديداً للعلاقة المميزة التي تجمع كوسوفو والولايات المتحدة. ويتعهّد خصومه بخلق فرص عمل ومساعدة الشركات في مواجهة الأضرار الناجمة عن أزمة الوباء. ومنعت السلطات الانتخابية كورتي من الترشح شخصياً للانتخابات بسبب إدانته بتهمة إلقاء غاز مسيل للدموع في البرلمان. لكن ذلك لن يمنعه من تشكيل حكومة في حال فاز حزبه في الانتخابات. وُخصص عشرون مقعداً للأقليات، نصفهم لنواب صرب قد يكون لهم الكلمة الفصل. ومهما حصل، ينبغي على الحكومة الجديدة مواصلة حوار صعب مع صربيا يُجرى برعاية الاتحاد الأوروبي ويهدف إلى تطبيع العلاقات مع بلغراد التي لا تزال ترفض الاعتراف باستقلال الإقليم الذي كان تابعاً لها.
مشاركة :