نقل المقال من الصينية إلى الإنكليزية موقع chinamil.com وتم تعريبه في موقع الصين بعيون عربية: لطالما كانت سياسة “الصين الواحدة” الأساس السياسي لتنمية العلاقات الصينية الأمريكية. ومع ذلك، لم تصدر إدارة بايدن بعد بيانًا رسميًا حول موقفها تجاه هذه السياسة منذ توليها السلطة. في الثالث من فبراير، بالتوقيت المحلي، سئل ضمن إجتماع دوري عما إذا كانت إدارة بايدن تدعم سياسة “الصين الواحدة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس “نعم… سياستنا لم تتغير…” تبقى كل من بكين وواشنطن في وضع “الانتظار والترقب” فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث شرح يانغ جيتشي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، موقف الصين في بيان له صدر مؤخرا. وشدد على قلق الصين بشأن قضية تايوان، التي تتعلق بالمصالح الجوهرية للصين، ودعا كلا من الصين والولايات المتحدة إلى إعادة العلاقات إلى مسار بناء تنموي يمكن التنبؤ به. ومع ذلك، تستمر إدارة بايدن في الاقتراب من الخطوط الحمراء منذ توليها المنصب، ويبدو أن الوضع على مضيق تايوان يزداد سخونة مرة أخرى، حيث تبحر حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس ثيودور روزفلت باتجاه بحر الصين الجنوبي عبر قناة باشي. تشير التحركات الأخيرة من قبل الولايات المتحدة إلى ازدواجيه واضحة. فمن ناحية، يبدو أنها تطلق إشارات حسن نية لإعادة بناء الثقة المتبادلة مع الصين ومواصلة العمل معًا في المجالات ذات الاهتمام المشترك مثل تغير المناخ. من ناحية أخرى، تستأنف الولايات المتحدة نهج “الغموض الاستراتيجي” تجاه تايوان، وذلك لضمان الاتجاهين وكبح تنمية الصين من خلال لعب ما يسمى بـ “ورقة تايوان”. خلال فترة رئاسة ترامب، تغيرت استراتيجية وسياسة أمريكا تجاه الصين بشكل جذري، مما أدى إلى المواجهة والصراعات في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والعلمية – التكنولوجية والعديد من المجالات الأخرى، وأصبحت الاحتكاكات والتناقضات المكثفة هي الحالة الطبيعية للعلاقات الثنائية بين البلدين. على وجه الخصوص، وقعت إدارة ترامب على العديد من القوانين المتعلقة بتايوان، وواصلت الترويج لبيع الأسلحة لها، بل وأرسلت مسؤولين حكوميين لزيارتها، متجاوزة بشكل خطير الخط الأحمر للعلاقات الصينية الأمريكية. تُظهر نظرة عامة على وجهات النظر والبيانات حول السياسة الخارجية من قبل بايدن نفسه والأعضاء الرئيسيين في فريقه مثل بلينكين وسوليفان وكامبل أن الهدف الرئيسي للإدارة الجديدة على الجبهة الدبلوماسية هو إصلاح الأضرار التي تسببها الأحادية والحمائية والانعزالية التي فرضتها إدارة ترامب. مع التمسك بالبراغماتية، ستولي الإدارة الجديدة أهمية للتعددية، والعمل مع الحلفاء، والعودة إلى المسرح الدولي وإعادة بناء “القيادة العالمية” لأمريكا. فيما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة تجاه الصين، فلن تكون العلاقة المستقبلية بينهما وعرة مثل تلك التي كانت خلال ولاية ترامب، إلا أن الولايات المتحدة لن تتوانى عن محاولاتها لاحتواء للصين أيضًا، مما يخلق حالة يتعايش فيها الاتصال والاحتواء والمنافسة والتعاون بالتوازي. في أول خطاب له عن السياسة الخارجية ألقاه في الرابع من فبراير، أعلن بايدن أن الصين هي “أخطر منافس لأمريكا” وأن بلاده “مستعدة للعمل مع بكين عندما يكون ذلك في مصلحة أمريكا”. من المتوقع أن تستأنف إدارة بايدن نهج “الغموض الاستراتيجي” فيما يتعلق بمضيق تايوان، فعندما يتعلق الأمر بالمصالح الوطنية، فإن السعي وراء أقصى المصالح الوطنية هو جوهر سياسة أمريكا تجاه الصين، وهدفها طويل المدى هو الإبقاء على حالة “لا توحيد ولا استقلال ولا استخدام للقوة” في مسألة تايوان. بهذه الطريقة يمكن أن تبقى سالمة بين الطرفين وأن تبقي الصين على مسافةٍ آمنة إلى أقصى حد ممكن.. (الكاتب Xiong Xing هو باحث أول في مركز دراسات تايوان وشرق آسيا ، جامعة Central China Normal.)
مشاركة :