المراقب للشأن المحلي يدرك أن رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد، المعاد تكليفه (بأمر أميري)، مُستمر في نهج الانفتاح على التيارات السياسية كافة في البلاد (وهو أسلوب ذكي ومرن يُحسب له لا عليه)، في طريقه للتهيئة لمناخ سياسي مستقر يسبق الإعلان عن أسماء أعضاء الحكومة الجديدة المرتقبة، وهو أيضاً للتأكيد وللتذكير فقط أن سمو رئيس مجلس الوزراء هو نوخذة الفريق الحكومي! المفارقة المتكررة التي لا يفطن لها ولا تثبت إلا في ذاكرة المراقب الواعي.. أن معظم تلك التيارات السياسية سبق أن أعلنت التهديد والوعيد وعدم التعاون في حال الإعلان عن إعادة تكليف (بو خالد) وهي ذاتها وكالعادة.. التي يتهافت رموزها أو من يمثلها للمشاركة في تلك الاجتماعات الودية والعملية التي يعقدها سمو رئيس الوزراء وقبولها وترحيبها بأن تكون على طاولته بصفته السياسية! رغم أنها كانت ترفض إعادة تكليفه على رأس مجلس الوزراء! جوهر الأمر.. أن الناس تتذكر.. والمشهد يتكرر.. أنه كلما ارتفع الصياح في الكويت.. كانت نية مطلقيه.. الظفر في المناصب الوزارية القادمة.. وابدا ليس وجعا من تراجع أو تباطؤ هنا أو هناك.. أو من توزير من لا يملك الكفاءة أو النزاهة أو حتى المعايير.. وحدها فقط تلك الشريحة التي قدمت الوطن على التحزب.. التي تتوجع على ديرة تباطأت عقارب زمنها بسبب التعسف السياسي الذي يمارسه بعض نواب الأمة. نترقب الإعلان عن تشكيلة الحكومة كترقبنا لخبر سار.. في شهر يمثل لنا الصبر والنصر والتحرير.. فهل سيواصل المنحنى السياسي.. الهبوط أم سيعاود الارتفاع؟ هل ستقدم الحكومة بجرأة وبجسارة على تسمية وزراء؟ أم أن الحكومة.. ستوافق.. على أسماء؟
مشاركة :