بكين 14 فبراير 2021 (شينخوا) "طبعا نعلم جيدا ما هو عيد الربيع بالنسبة للصين، وكان بودي المشاركة بشكل أكبر فيه"، هكذا قالت رائدة الأعمال السورية رولا أديب، التي شاركت بمنتجاتها في معرض الصين الدولي للواردات على مدى ثلاث سنوات وتعد من بين رواد الأعمال العرب الذين يعززون تعاونهم مع الصين بفضل استمرار توسع السوق الصينية. فقبل حلول عيد الربيع، أي رأس السنة القمرية الصينية الجديدة، الذي يعد أهم الأعياد التقليدية في الصين ووافق هذا العام يوم 12 فبراير، انهمكت رولا، بعد إجراء مناقشات مع صديقتها الصينية دونغ جينغ يان المقيمة في مدينة شانغهاي، في عمل التحضيرات اللازمة لطرح منتجات عبارة عن مجموعات من الهدايا الخاصة للعيد من بينها حلوى الراحة بسبع نكهات ومربى الورد ومربى زهر النارنج، هذا إلى جانب معقمات مضاف إليها زيوت عطرية "لتزيد التعقيم وتعطي راحة نفسية"، حسبما ذكرت رولا في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا. كما كثفت دونغ التعاون مع أصدقائها السوريين، حيث أشارت إلى أن العمل المشترك أثمر عن تصميم صندوق على الطراز السوري مكتوب عليه "هدية من سوريا" ويحوي بداخله رسائل تحمل سطورها أبيات من الشعر العربي تنم كلماتها عن معاني الصداقة والحب. وأضافت أنها كلفت فريقا مهنيا بتولي مهمة "البث المباشر" لمقاطع فيديو في الوقت الفعلي لتسويق المنتجات السورية واغتنام فرصتي عيد الربيع الصيني التقليدي وعيد الحب (14 فبراير) لتعريف الصينيين من خلال هذه المقاطع على المصانع السورية المنتجة لسلع يدخل فيها عنصر الزهور إلى جانب اصطحابهم في جولات افتراضية ليستشعروا جمال ثقافة سوريا وحضارتها. وفي ظل أجواء الفرح بقدوم عيد الربيع الصيني، تبدد شعور القلق لدى رولا ودونغ، اللتان شهدتا عاما صعبا بسبب جائحة كوفيد-19. فمن توقف النقل إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية ثم تزايد أسعار الشحن، تكبدت أعمالهما التجارية خسائر. وأكدت رولا أنه في بداية تفشي كوفيد-19 سارعت إلى الاتصال بأصدقائها في الصين والسؤال عنهم، ولكنها أعربت عن ثقتها في قدرة الحكومة الصينية والشعب الصيني على السيطرة على كل جائحة مرت على الصين قبل هذه الجائحة، حيث قالت "استمرت الطمأنينة في نفسي بسبب معرفتي بقدرة الشعب والحكومة الصينية على العمل مع بعض، وبالفعل أثبتوا قدراتهم الجبارة في جهود السيطرة على تفشي الفيروس كما عهدناهم". ولدى الإشارة إلى جهودها في مكافحة كوفيد-19، ذكرت رولا أنه "عندما أصبح وجود الفيروس في سوريا رسميا، قمت بشراء إسطوانات أوكسجين ووضعتها في المعمل مع أجهزة قياس الأكسجة والأدوية التي نُصح باستعمالها مثل مضادات الالتهابات والمميعات لتكون جاهزة في حال حصول أي إصابة في المعمل أو مع عائلاتنا، وبذلك لا نضطر إلى الضغط على تجهيزات الدولة أو انتظار مساعدة خارجية. وبالفعل بعض العاملين معنا اضطروا لاستعمال الأجهزة لأهاليهم وكانت ناجحة جدا". وفي نوفمبر من العام الماضي، أقيمت الدورة الثالثة من معرض الصين الدولي للواردات كما هو مقرر، ما جلب مزيدا من الأمل للسوريين الذين يربطهم تعاون تجاري مع الصين ومن بينهم رولا التي قالت إن "مراقبة الصين وتحضيراتها للدورة الثالثة من معرض الواردات كان مصدر إلهام لنا. وأثبتت الصين بالفعل أنها دولة قادرة على تدارك أكبر الصعاب. ولقد طلبت من صديقتي دونغ أن تقوم بالتسجيل للاشتراك بالمعرض وكان أملي كبيرا جدا بالمشاركة والسفر إلى الصين، لكن وجود الحجر 14 يوما في الفندق تسبب في إلغاء سفري وقامت صديقتي بكافة الأعمال والمشاركة". من المقرر أن تقام الدورة الرابعة من معرض الصين الدولي للواردات في الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر 2021 في مدينة شانغهاي. وقد انطلقت حملة توسيع النشاط الترويجي للمعرض عبر الإنترنت داخل الصين وخارجها منذ يناير. وقد سجلت مئات الشركات للمشاركة في الدورة القادمة. ويعد هذا أول معرض وطني مخصص للواردات في العالم. وفي العام الماضي، نجحت الصين في إقامة الدورة الثالثة من المعرض في الموعد المحدد وبشكل آمن وسط تأثير أزمة كوفيد-19. وبلغت مساحة العرض 360 ألف متر مربع، بزيادة 30 ألف متر مربع عن الدورة الثانية، أما حجم الصفقات فبلغ 72.62 مليار دولار أمريكي، بزيادة 2.1 في المائة عن الدورة السابقة. وشاركت 274 شركة من الشركات المدرجة على قائمة "فورتشن 500" في المعرض العام الماضي، منها ما يقرب من 50 شركة عرضت منتجاتها لأول مرة. وحجز العديد من رجال الأعمال الأجانب أكشاكا بالدورة الرابعة، وبعضهم حجز للمشاركة في دورات المعرض على مدى ثلاث سنوات. وألمحت رولا إلى أن أعمالها التجارية مع الصين تحسنت في الأشهر الأخيرة بالمقارنة مع الأشهر الأولى، ونجحت الكثير من المنتجات السورية في التسجيل في الصين وهناك مكان واسع لتسويقها. وعبرت عن تطلعها إلى المشاركة في الدورة الرابعة من معرض الصين الدولي للواردات والسفر إلى الصين لحضوره، قائلة "نحن نعمل على منتجات جديدة دائما مثل الحلوى والمربيات والمعقمات لعيد الربيع، وأيضا حضرنا منتجات جديدة من الخلاصات الطبيعية مثل خلطة خلاصات مائية للمساعدة في راحة الجهاز الهضمي وخلطة أخرى من أجل الأسنان وطبعا خلطة للأظافر". وأعربت عن تمنياتها بالصحة للجميع في سوريا وخارج سوريا والأمان لسوريا خاصة حاليا في ظل جائحة كوفيد-19 والمقاطعات الدولية ونقص الموارد، مضيفة "وأنا ما زلت أتأمل أن يكون التعامل مع الصين بشكل أكبر". ومن جانبها، تمنت دونغ في السنة الجديدة أن تسنح لها إمكانية السفر إلى سوريا لتعريف المزيد من الشركات والمصانع السورية على السوق الصينية الكبيرة وما تتيحه من فرص جيدة للأصدقاء السوريين.
مشاركة :