توقع الخبير الروسي الشهير، ألكسندر نازاروف، أن تشهد السنوات القليلة المقبلة (خلال جيل واحد أو جيلين على أكثر تقدير)، تغيرا ديمغرافيا وعقائديا في القارة الأوروبية، مع زحف المهاجرين العرب للقارة، ومع التمدد الملموس لعقيدة الإسلام في أوروبا. ويرى الباحث الروسي في الشئون الدولية والاستراتيجية «نازاروف»، أن تاريخ البشرية ليس تاريخ الدول، بقدر ما هو تاريخ الأمم بالمعنى الإثني/العرقي للكلمة، أي تاريخ تكوين الجماعات العرقية، أما تكوين الدول فهو قضية ثانوية، وأن سائر الأمم/المجموعات العرقية، تمر بمراحل التطور ذاتها حتى تموت، وتتحلل بين المجموعات العرقية الشابة، بحسب نظرية للعالم والمؤرخ الروسي ليف غوميليوف. ويتساءل: متى تعتنق أوروبا الإسلام ؟ الفتوحات العربية الكبرى .. المرحلة الأولى للعرق العربي وقال ألكسندر نازاروف: كانت الفتوحات العربية الكبرى هي المرحلة الأولى للعرق العربي، مقابلها كانت الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش والحروب الدينية في أوروبا. في هذه المرحلة يكون الناس على استعداد للموت والقتل من أجل عقيدتهم. أما القرون الأخيرة من عمر الإمبراطورية الرومانية، وما نراه اليوم أمامنا في الغرب، وبخاصة في أوروبا الغربية، فهي المرحلة الأخيرة. وفي رأيي..العرب الآن في بداية المرحلة الثانية، لأنهم خرجوا في آخر جيلين أو ثلاثة من «البربرية الاقتصادية» التي يبحث فيها المجتمع عن سبل البقاء، أي أن هناك أبناء كثيرون في الأسرة، وتحظر أي انحرافات عن القيم التقليدية إلى آخره. ولكن، مع نمو الثروة، سوف تمرّ الأمة العربية أيضاً بجميع المراحل. الغرب كحضارة  يعيش آخر ساعاته بشكل أو بآخر، فإن الغرب كحضارة، بالمعنى التاريخي للكلمة، يعيش آخر ساعاته من المرحلة الأخيرة، فيأخذ التحلل أشكالاً عدائية، وتؤدي الأعراف المناهضة للمجتمع إلى كارثة ديموغرافية، فتشفط مثل المكنسة الكهربائية العمالة الشابة من المناطق والحضارات الأخرى. ولن تدمّر الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا كقوى مهيمنة على العالم فحسب، وإنما سيشبه سقوطهم انهيار الإمبراطورية الرومانية أو سقوط بيزنطة، حيث لن يقاتل المواطنون ضعاف الإرادة والمدلّلين، بل سيختبئون. واضاف المحلل السياسي: بطبيعة الحال، فإن مثل هذه العمليات التاريخية تستغرق قروناً عدة، إلا أن تسارع التاريخ الآن ربما يجعل منها تستغرق عدة عقود فقط. البشرية شهدت هجرات كبيرة للشعوب ليست تلك هي المرة الأولى التي تشهد فيها البشرية هجرات كبيرة للشعوب، ونحن نرى أمامنا الآن هجرة جديدة قد بدأت بالفعل، لكنها لم تصل إلى ذروتها بعد. على سبيل المثال، فقد أصبح المهاجرون من الدول العربية والأفريقية الأخرى يشكّلون، وفقاً لبعض التقديرات، حوالي ثلث السكّان، وعلى عكس الفرنسيين الأصليين، فإنهم يحتفظون بقيمهم الدينية، وهم بشكل عام أكثر «تضحية». إسبانيا تصبح «الأندلس».. وباريس «عاصمة إسلامية»  وتابع قائلا: في حالة انهيار الدولار والتضخم العالمي المفرط، فإن توقّف التجارة العالمية، حتى ولو لفترة قصيرة جداً، سيؤدي إلى هجرة هائلة من هذه البلدان. سوف يندفع في هذه الحالة ذلك التيار المكون من عشرات الملايين من البشر إلى أوروبا، التي ستكون هي نفسها في حالة من الفوضى الاقتصادية، ولن تكون قادرة على إغلاق الحدود بشكل فعّال.لذلك أعتقد أنه في غضون جيل واحد، وربما جيلين فقط، من الممكن أن نشهد إعادة تسمية إسبانيا بالأندلس مرة أخرى، وستصبح باريس عاصمة الإمارة الإسلامية الفرنسية.