الرياض يوسف الكهفي، جبير الأنصاري رفض الأمين العام لاتحاد وكالات الأنباء العربية «فانا» الدكتور فريد أيار، التعليق على عدم تفعيل عضوية وكالة الأنباء العراقية، التي غاب ممثلوها عن أعمال المؤتمر الدولي الرابع لوكالات الأنباء العالمية، وقال إن هذا سؤال يوجه للحكومة العراقية الحالية، مشيرا إلى غياب تمثيلها منذ عام 2003م. ونفى الدكتور أيار في تصريح لـ «الشرق» تعليق الجمعية العمومية لوكالات الأنباء العربية عضوية سوريا، وقال «لم نعلّق عضوية سوريا، ولكن هي من قرر الانسحاب من الاتحاد لأسباب غريبة، وأرجو أن تنتفي هذه الأسباب في المستقبل القريب». 70 وكالة عالمية وانطلقت أعمال المؤتمر الدولي الرابع لوكالات الأنباء في العالم (IV News)، الذي تستضيفه المملكة خلال الفترة من 17 إلى 21 نوفمبر الجاري، تحت عنوان «إعادة تشكيل وكالة أنباء في القرن الحادي والعشرين»، مساء أمس الأول في الرياض، بمشاركة 70 وكالة أنباء عالمية. وقال وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، الذي دشن أعمال المؤتمر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إن المؤتمر يتطلع لأن تكون أنشطته لبنات جديدة في صرح تعاون إعلامي دولي يخدم مصالح الجميع، مبينا أن المؤتمر يكتسب أهمية كبرى في ظل المتغيرات الإعلامية المتلاحقة والتطور المتسارع في جميع مجالات الإعلام ووسائله وتقنياته، إضافة إلى أن ملاحقة تلك التطورات والمتغيرات تمثل سباقا مع الزمن. تقارب وانفتاح وأشار خوجة إلى أن المملكة وهي تضع الحوار والتقارب والتواصل بين أتباع الأديان والحضارات والثقافات في مقدمة اهتماماتها، وقدمت في هذا الصدد عديداً من المبادرات المشهودة، ترى أن هذا التجمع الدولي فرصة مواتية لحوار بنّاء يفتح آفاقا رحبة للتعاون ويزيد من التقارب والتواصل والانفتاح بين أبناء المهنة الواحدة، على اختلاف أدواتها، مضيفا أن المملكة دأبت على دعم العمل الإنساني في أنحاء العالم، والوقوف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في الملمات والشدائد، وهو نهج مستمر لا رجعة عنه. وأشاد خوجة بمستوى التنظيم في المؤتمر، وبأداء الشركة الوطنية «ستار تايم» المعنية بالتنظيم، وكرّم رئيسها شايع القحطاني، كما أشاد بالكادر السعودي من الشباب والشابات الذين كان لهم الدور المميز في طريقة التنظيم والاستقبال ولفت نظر الضيوف وإشادتهم. تبادل خبرات من جهة ثانية، قال رئيس اتحاد وكالات الأنباء العربية رئيس وكالة الأنباء السعودية عبدالله الحسين، إن المؤتمر جاء ليجمع أكبر عدد من وكالات الأنباء في العالم تحت سقف واحد، لافتا إلى التنظيم الذي استطاع جمع 70 وكالة أنباء عالمية وهو ما لم يعهد في المؤتمرات الثلاثة السابقة التي انعقدت في «إسبانيا» فـ «روسيا»، وأخيراً في «الأرجنتين»، مؤكدا أن وجود ممثلي هذه الوكالات هو بهدف الإدلاء بتجاربهم حول عملهم في الوكالات المختلفة، ما سيحقق تبادل الخبرة والمعرفة بين الجميع. وأشار إلى أن الدورة الرابعة للمؤتمر ستركز على المستجدات في مضمار الإعلام الحديث والثورة التكنولوجية الموازية لتطوير آلية العمل الصحافي ومناقشة الملف الاقتصادي لذلك، بالإضافة إلى التبادل الإخباري عبر موقع اتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) على الإنترنت، ومناقشة الشؤون المالية والتنظيمية للوكالات العربية. دراسات متكاملة وأشار الحسين إلى أن المؤتمر سيناقش جميع المحاور المدرجة على جدول أعماله، وعلى رأسها طرح الفكرة السعودية المتمثلة بوضع عنوان محدد يكون مرادفا لكل اجتماع، بحيث يجري تقديم المقترحات حول الموضوع المحدد لكل اجتماع من قبل مدير كل وكالة أنباء عربية تابعة لاتحاد وكالات الأنباء العربية، وذلك لبلورة الأفكار المقترحة، والخروج بدراسات متكاملة تهتدي بها الوكالات العربية، سواء كانت حقوقا أو تغطيات أو أخلاقيات المهنة أو التقنية، بالإضافة إلى جميع فروع العمل الصحافي الرامية إلى تقديم عمل إعلامي متميز، مبينا أن هذا المقترح لقي قبول أعضاء الاتحاد بالإجماع، وسيبدأ تطبيقه من المؤتمر المقبل، المزمع إقامته في دولة الكويت. تجميد تلقائي من ناحية أخرى، بين الدكتور فريد أيار أن هناك دولاً اختارت تجميد عضويتها في اتحاد وكالات الأنباء العربية، مشيرا إلى أن بعضها لم يسدد اشتراكه منذ عشرين عاماً، وأضاف «هناك قرار من الجمعية العمومية ينص على أن من لم يدفع حصصه في موازنة الاتحاد سنتين فأكثر، يكون قد اختار تجميد عضويته تلقائياً». وفي رد الدكتور أيار على سؤال «الشرق» حول غياب دور وكالة الأنباء الإسلامية الدولية، وعدم وجودها على الساحة بين وكالات الأنباء العربية والدولية، قال «ليس لدي علم بوكالة الأنباء الإسلامية، وهي ليست عضوا في اتحاد وكالات الأنباء العربية، ولا علاقة لنا بها، ولا نعرف عنها شيئا»، وأضاف «كان عندي زميل وهو عبدالوهاب الكاشف الذي تم تكليفه برئاسة وكالة الأنباء الإسلامية ولكن ليس هناك اتصال بيننا مع الأسف الشديد». تجاوزات ومغالطات وأكد أيار أن وكالات الأنباء العربية تعيش مرحلة تطور، وأن لديها كثيراً من المصداقية والشفافية في أخبارها، معتبرا أنها باتت تطرح الصورة والتقرير رغم رسميتها، كما أشاد بتنظيم الدورة الرابعة للمؤتمر، وقال «هو دون شك فخر للمملكة كأول دولة عربية إسلامية تحتضن مؤتمرا بهذا الحجم، وفخر لنا بصفتنا عرباً ومسلمين بشكل عام، لا سيما أنه جاء في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة العربية في الوقت الراهن، ومواجهة الإعلام المضاد، بالإضافة إلى كثير من التجاوزات التي يشهدها الإعلام الإلكتروني، الذي يفتقد كثير منه الدقة والمصداقية». وأضاف «الإعلام الإلكتروني يبقى إعلاما بديلا، فهو غير إعلام وكالات الأنباء والصحف الرسمية التي تمتلك المصداقية والموضوعية في نشر الأخبار، مقابل ما يوجد في الإعلام الإلكتروني من مغالطات». استمرار الدعم من جهته، قال رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء الكويتية الشيخ مبارك الدعيج الصباح لـ «الشرق» إنه سيتم مناقشة موضوع عودة وكالة الأنباء الإسلامية إلى الساحة بالقوة المرجوة من خلال اجتماعات بين دول مجلس التعاون خصوصا، وبين وكالات الدول الإسلامية والعربية بشكل عام، مشيرا إلى أنه من غير الممكن مناقشة هذا الموضوع خلال المؤتمر، باعتباره مؤتمراً دولياً جاء ليناقش المواضيع والمستجدات التي تتعلق بوسائل الإعلام على الساحة الدولية، لافتا إلى أن المملكة العربية السعودية والكويت كانتا من أبرز الداعمين لوكالة الأنباء الإسلامية، وقال «سوف نستمر في دعمها والحرص على عودتها بقوة». عمل مشترك وجدد الدعيج دعوته إلى ضرورة التعاون بين المؤسسات الإعلامية العربية المختلفة وتعزيز تبادل الأفكار والتجارب والخبرات فيما بينها بما يساهم في تحقيق الأهداف المأمولة، التي يأتي في مقدمتها تطوير الخطاب الإعلامي العربي وإيجاد إعلام قوي وفاعل يواكب طموحات وتطلعات الشعوب العربية. ودعا الشيخ الدعيج الدول العربية جميعا إلى الاقتداء بتجربة اتحاد منظومة مجلس التعاون، واتحاد وكالات الأنباء العربية، والعمل على تشكيل اتحادات مماثلة، تسهم في تصحيح الصورة العربية لدى العالم، والدفاع عن الإسلام لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تنتشر حول الدول العربية على وجه التحديد، مؤكدا أن الاجتماع أسفر عن نتائج إيجابية تصب في مصلحة العمل الإعلامي العربي المشترك، وزيادة التنسيق فيما بين وكالات الأنباء العربية، من خلال طرح أفكار ومشاريع تسهم في تفعيل التعاون، وبالتالي بلورة رؤى مشتركة لتحقيق التعاون وتبادل التجارب والخبرات والاتفاق على تنفيذ خطط وبرامج مستقبلية. منافسة محتدمة وكان رئيس اتحاد وكالات الأنباء العربية رئيس وكالة الأنباء السعودية عبدالله الحسين، قد دشن أمس أولى جلسات المؤتمر، بحضور مديري أكثر من سبعين وكالة أنباء، وكبار مسؤولي مؤسسات تقنية المعلومات والاتصال في العالم. وأكد الحسين في كلمة ألقاها في مستهل الجلسة، أن وكالات الأنباء العالمية مدعوة في ظل التطورات والمتغيرات الإعلامية إلى العمل من أجل دعم أدوارها وترسيخ مكانتها لكي تواجه باقتدار المنافسة التي أصبحت محتدمة بين أجهزة الإعلام على اختلافها للوصول إلى المعلومة ونشرها إلى جانب تحسين قدراتها وتعزيز دورها والنهوض بمهامها وتطوير أداء عملها. وأشار إلى أن المؤتمر يمثل محطة جديدة في العمل المشترك بين وكالات الأنباء في العالم، متطلعاً إلى أن يسهم اللقاء في إرساء التعاون بينها بما يخدم مصالح الجميع، ويضع برامج وخطط عمل مستقبلية تقود إلى الارتقاء بمهنية أعمالها. وسائل مساعدة من جهة ثانية، أكد المدير التنفيذي لوكالة برس أسوسييشن البريطانية كلايف مارشال، على أهمية المؤتمر في ظل ما يشهده الإعلام العالمي من تأثر كبير بتقنيات الإنترنت التي أسهمت في انتشار المعلومة بشكل سريع، داعيا إلى الاستفادة من تلك التقنيات وما أفرزته من شبكات تواصل اجتماعية، بوصفها وسائل مساعدة لتعميم المعلومات في العالم، ولفت إلى التحديات التي تواجه الإعلام التقليدي وصعوبة تكيفه مع النهضة في مجال الإعلام الرقمي. وسلّم رئيس المؤتمر عبدالله الحسين، في ختام الجلسة، هدية تذكارية وشهادة شكر للشريك في مؤسسة ووتر هاوس كوبرز البريطانية نيكولاس جورج لمشاركته في المؤتمر. تصوير احترافي وبعد الجلسة الثانية في أعمال المؤتمر، دشن الحسين برفقة مديري وكالات الأنباء ومسؤولي مؤسسات تقنية المعلومات والاتصال في العالم، معرض الصور المصاحب للمؤتمر، وأجرى جولة معهم أطلعهم خلالها على المعرض، الذي أبرزت فيه وكالة الأنباء السعودية و25 وكالة أنباء عربية وإقليمية ودولية نشاطها الإبداعي في مجال التصوير الفوتوجرافي الاحترافي، قبل أن يتوجه الجميع إلى قرية العاذرية؛ حيث تعرفوا على المعالم التاريخية في القرية والتقطوا الصور التذكارية.
مشاركة :