على مدار الأسبوع الماضي، تلقيت شكاوى عديدة من طلبة وأولياء أمور حول عدة تفصيلات متعلقة بنتائج امتحانات الدورة التكميلية لشهادة الثانوية العامة 2020 التي تم إعلانها في الرابع من الشهر الجاري.في الحقيقة، وضعت في ذهني بادئ الأمر احتمالية أن تكون بعض هذه الشكاوى مدفوعة بحاجة أصحابها لتبرير عدم تمكنهم من تحصيل النتيجة التي كانوا يرغبون بها أو التي كان ينتظرها منهم أهاليهم. لكنني بعد أن دققت النظر في التفاصيل وجدت فيها ما يستحق بالفعل التوقف عنده وإثارته بشكل جدي.نعلم أن الأنظمة تسمح لجميع الطلبة بالتقدم لامتحانات الدورة التكميلية في أي مواد يختارها الطالب سواء كان ناجحا فيها ويرغب في الإعادة لرفع درجاته أو كان راسبا ويرغب في تحصيل النجاح، على أن يتم احتساب العلامة الأعلى التي حصل عليها الطالب في المادة التي يعيد الامتحان بها.بناء عليه، يتضمن كشف نتائج امتحان التكميلية العلامات النهائية التي تم احتسابها للطالب في المواد المعادة، وتوضع إشارة النجمة (*) بجانب علامة المادة إذا تم احتساب علامته السابقة فيها لأنها أعلى من علامته في الامتحان التكميلي، بينما تظهر العلامة بدون نجمة إذا احتسبت له نتيجة امتحان التكميلية كونها الأعلى أو إذا لم يكن الطالب قد تقدم لإعادة امتحان تلك المادة أصلا.الغريب في الأمر أن الكثير من كشوف نتائج الطلبة التي اطلعت عليها، تضمنت علامات لمواد قاموا بإعادة امتحاناتها في التكميلية إلا أنها ظهرت بنفس نتيجة الدورة السابقة ولكن بدون إشارة النجمة!هذا الأمر يمكن أن يكون عاديا لو كان هناك احتمال لحصول الطالب على نفس النتيجة في الامتحانين. ولكن حين نعلم أن امتحانات التكميلية تكونت من عدد فقرات مختلف عن امتحانات الدورة العادية وأن علامات الامتحان تم توزيعها على جميع الأسئلة بالتساوي، وقمت بالتأكد من ذلك التوزيع في الدورتين، فإن هذا الاحتمال غير الممكن.لا يمكن أن تكون على سبيل المثال علامة الطالب في امتحان الرياضيات العلمي المكون من 40 سؤالا في الدورة العادية مساوية لعلامته في امتحان التكميلية المكون من 50 سؤالا حين يتم توزيع علامة الامتحان الإجمالية المكونة من 200 على عدد الأسئلة بالتساوي. لذلك عندما يحدث أن تظهر نتيجة طالب في امتحان التكميلية بنفس نتيجته في امتحان الدورة العادية وبدون إشارة النجمة، فهذا يعني أن هناك خللاً ما. هذه الحالة تكررت عند طلبة كثر ومن حق هؤلاء الطلبة أن يكون لديهم علامات استفهام كبيرة على هذه النتائج. الأمر الآخر المثير للاستغراب، هو عدم منح الطالب الحق في معرفة النتيجة التي أحرزها في امتحان التكميلية إذا كانت علامته أقل من السابقة. من حق الطالب أن يعرف علامته أي امتحان تقدم إليه حتى لو لم تكن تلك العلامة هي التي ستحسب له في المعدل. هذه بعض الأمثلة عن تساؤلات الطلبة وأولياء أمورهم حول نتائج تكميلية التوجيهي وهي تساؤلات مشروعة، ينبغي أن يكون لدى وزارة التربية والتعليم إجابات واضحة بشأنها، ليس فقط بهدف إزالة لبس موجود لدى طلبتنا بشأن العلامة والمعدل، وإنما الأهم بهدف حماية امتحان الثانوية العامة الأردني من تراجع مصداقيته ودرجة الثقة فيه وبإدارته.(الرأي)
مشاركة :