سيخوض منتخبنا الوطني لقاء مصيرياً مساء اليوم، حين يحل ضيفاً على نظيره وشقيقه الفلسطيني في رام الله لحساب مباريات المجموعة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018 ونهائيات أمم آسيا 2019. ووصلت بعثة الأبيض إلى الأراضي المحتلة، بعدما أمضى منتخبنا يومين في العاصمة الأردنية عمّان خضع خلالها لحصص تدريبية على أرض ملعب صناعي، وحرص جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، على استقبال البعثة لدى وصولها الأراضي المحتلة. وأدى الأبيض مساء أمس الحصة التدريبية الأخيرة على أرض ملعب فيصل الحسيني الذي سيستضيف اللقاء الصعب أمام الفدائي الفلسطيني. تعتبر مباراة اليوم تاريخية في سجل المواجهات بين المنتخبين، خاصة أنها أول لقاء رسمي سيلعب على الأراضي الفلسطينية، كما سيكون منتخبنا صاحب الشرف بكسر الحصار المفروض عن الأشقاء الفلسطينيين. أما في الجانب الآخر، فسيكون اللقاء منعطف طريق بالنسبة للأبيض، خاصة وأن الحصول على النقاط الثلاث، سيشكل خطوة كبيرة نحو التأهل إلى الدور النهائي من التصفيات الآسيوية من أجل تحقيق حلم الوصول إلى بلاد الكرملين. وسيخوض منتخبنا الوطني اللقاء بمعنويات عالية بعدما حقق الانتصار الكبير والتاريخي على حساب المنتخب الماليزي في المرحلة السابقة بعشرة أهداف دون مقابل. ويعول الأبيض على أوراق القوة التي تزخر بها تشكيلة المدير الفني مهدي علي خاصة مع تألق الثنائي عامر عبد الرحمن وعمر عبد الرحمن بعدما لعبا دوراً إيجابياً وبارزا في صناعة الأهداف العشرة التي سجلت في الشباك الماليزية. وظهر عامر عبد الرحمن بأداء هو الأفضل له منذ أكثر من موسم، حيث لعب دور صانع الألعاب ودور رمانة وسط الميدان مع ماجد حسن. أما عمر عبد الرحمن، فقد برهن أنه المهندس والدينامو المحرك لماكينة الفريق الهجومية، بعدما لعب دوراً بارزاً في صناعة الأهداف التي تألق علي مبخوت وأحمد خليل في تحويلها إلى أهداف. ويعتمد الكادر التدريبي على تركيز اللاعبين ورغبتهم الكبيرة في تحقيق الانتصار من أجل إهداء الفوز إلى أرواح الشهداء. وحرص الجهاز الفني والكادر الإداري على تحفيز اللاعبين والتركيز على أهمية نسيان الفوز الكبير على المنتخب الماليزي، كما تم عرض ملخص عن أبرز مكامن القوة والضعف في تشكيل المنتخب الفلسطيني. التشكيل المتوقع أما على مستوى التشكيل المتوقع، فقد يعمد المدير الفني لمنتخبنا الوطني مهدي علي اليوم إلى الزج بنفس العناصر التي لعب بها مباراة ماليزيا بشعار ما تربح به ألعب به. ويعول المدرب على خبرة القائد علي خصيف بين الخشبات الثلاث، أملاً في أن يؤدي الدور الإيجابي في الحفاظ على نظافة الشباك. أما على المستوى الدفاعي، فسيكون مهند العنزي ومحمد أحمد مركز الثقل في محور الدفاع أملاً في إنهاء مصدر قوة المنافس، في الوقت الذي سيبقى وليد عباس مصدر قوة سواء في الشق الدفاعي أو على مستوى مساندة الهجوم وفتح جبهة في الجانب الأيسر. وسيتوجب على لاعبي المحور الالتزام بالدور الدفاعي من أجل مساندة رباعي خط الظهر، مما سيضع مسؤولية كبرى على عاتق كل من ماجد حسن وعامر عبد الرحمن، وإن كان الدفع باللاعب خميس إسماعيل يبقى ورقة وخياراً في يد المدرب المهندس. وسيحتاج حبيب الفردان مرة جديدة إلى استغلال القدرات الدفاعية والهجومية العالية التي يتمتع بها، في حين سيدرك عمر عبد الرحمن أنه سيحظى برقابة صارمة من لاعبي المنتخب المضيف، بينما سيكون الاعتماد الأكبر على الثنائي مبخوت وخليل من أجل خلخلة الدفاع الفلسطيني والوصول إلى مرمى أصحاب الأرض. منتخب فلسطين أما منتخب فلسطين، فقد استعد للقاء اليوم خير استعداد، خاصة وأنه على موعد مع التاريخ بخوض أول مباراة في تصفيات كأس العالم على أرضه وبين جماهيره. وكان من المقرر أن يلعب الفدائي أول مباراة رسمية على أرضه أمام الأخضر السعودي، لكن اللقاء تم نقله إلى جدة، ليكون لقاء الإياب بين المنتخبين في فلسطين. وخضع المنتخب الفلسطيني لمعسكر إعدادي في ألمانيا، قبل أن يتحول إلى بيروت، حيث خاض لقاء ودياً مع المنتخب اللبناني انتهى بالتعادل السلبي في بروفة عمد خلالها الجهاز الفني إلى تطبيق الأسلوب الذي سيعتمده في لقاء اليوم، وإن كان افتقد بعض العناصر الأساسية. وتكمن قوة المنتخب الفدائي بتواجد مجموعة من اللاعبين المحترفين في تشكيلته، حيث سيعتمد المدرب على كل من عماد زعترة ومحمود عيد وخافيير ميراليس وجوناثان سوريا وماتيوس واليكس نصار وجاكا حبيشة وبابلو برافو. شارات سوداء حزناً على الشهداء قررت إدارة منتخبنا الوطني ارتداء لاعبي الأبيض للشارات السوداء تعبيراً عن الحزن الكبير على الشهداء الذين سقطوا في الأراضي اليمنية قبل أيام. وقام الاتحاد بالطلب رسمياً بارتداء شارة الحزن من الفيفا، قبل أن يتم اتخاذ القرار النهائي بارتداء الشارات حتى لو أدى الأمر إلى فرض عقوبة مالية من الفيفا على اتحاد الكرة في القادم من الأيام. وفي خطوة لافتة، قرر مسؤولو الاتحاد الفلسطيني إلغاء الاحتفالات التي من المقرر أن تقام على هامش المباراة احتفالاً بالوفد الإماراتي، بسبب حالة الحزن، كما سيتم التضامن مع الأبيض وارتداء الشارة السوداء على زنود لاعبي المنتخب الفدائي أيضاً. طاقم تحكيم عراقي للمباراة أسند الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إدارة مباراة منتخبنا وشقيقه المنتخب الفلسطيني إلى طاقم تحكيم عراقي مكوّن من الدولي علي صباح حكم ساحة، ويساعده لؤي صبحي ونجاح رحم، وسيكون واثق محمد حكماً رابعاً. منتخبنا بالأبيض وفلسطين بالأحمر عقد ظهر أمس في فندق موفنبيك برام الله، الاجتماع الفني لمباراة منتخبنا الوطني الأول وشقيقه الفلسطيني في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018 ، وحضر من جانب منتخبنا مترف الشامسي مدير المنتخب وحسان فهد السكرتير التنفيذي لإدارة المنتخبات. وتقرر خلال الاجتماع أن يرتدي منتخبنا الوطني الزي الأبيض الكامل فيما يلعب منتخب فلسطين باللون الأحمر. سفير الدولة بالأردن وعدد من المشجعين يدعمون المنتخب أكدت سفارة الدولة في عمّان حرصها على التواصل مع بعثة المنتخب وتسهيل إقامتها والإسهام في إنهاء إجراءات لازمة فيما تواجد عدد من المشجعين في قاعة استقبال الفندق لمؤازرة اللاعبين قبيل مغادرتهم إلى فلسطين. وقال السفير بلال البدور إن المنتخب في مهمة وطنية تستدعي دعمه والوقوف معه في وقت تتقبّل السفارة واجب العزاء في استشهاد الجنود البواسل في اليمن، مشيراً إلى عدم اتخاذ أجواء احتفائية بالبعثة نتيجة ذلك. وأشار أحمد العلي طالب الدراسات العليا في الجامعة الأردنية إلى حرصه وبعض المشجعين على التواجد في الفندق بقصد تقديم الدعم المعنوي للاعبين، وقال: حضرنا بشكل رمزي للتعبير عن مؤازرة المنتخب وسط ظروف نفسية صعبة وحرصنا على تكرار كلمات مُشجعة أمام اللاعبين والسلام عليهم وشد أزرهم والذهاب بسياراتنا حتى وصول حافلتهم قرب نقطة الحدود.
مشاركة :