بغداد 14 فبراير 2021 (شينخوا) قبل عيد الربيع الصيني غير نجم الإنترنت العراقي محمد طالب صورة ملفه الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي إلى "رأس السنة الجديدة لبرج الثور" وتغيرت خلفية صفحته الرئيسية إلى مشهد ليلي بتقنية الواقع الافتراضي بزاوية 360 درجة لمدينة تشونغ تشينغ. ففي اليوم التاسع والعشرين من الشهر القمري الثاني عشر من التقويم القمري الصيني، جاء محمد إلى بغداد بالسيارة بعد رحلة تخللتها بعض المشاق والانعطافات، حيث يخطط للاحتفال بعيد الربيع لعام الثور مع أصدقائه الصينيين. وعلق محمد في منزل صديقه الصيني، فانوسا ووضع كلمة "السعادة "، معربا عن أمنياته بالسعادة التي تعني باللغة الصينية "فو" لجميع الصينيين ويبارك لهم بهذا العيد على الرغم من أنه لم يذهب إلى الصين أبدا . وقال محمد لوكالة أنباء (شينخوا)، حيث اعتاد أصدقاؤه الصينيون على التجمع حوله منذ الطفولة "، مشيرا إلى أن كل هذا واضح بالنسبة له ، وهذا العام هو عام الثور، وأنا نمر ، وفي العام القادم سأرتدي ملابس حمراء". محمد طالب فرهود من مواليد 1998، من أهالي مدينة السماوة جنوب العراق، أحب منذ طفولته مشاهدة المسلسل التليفزيوني "رومانسية الممالك الثلاثة"، وأثناء دراسته في روسيا واختلاطه بالطلبة الصينيين هناك تعلم منهم اللغة الصينية وأصبح بإمكانه التحدث باللغة الصينية بطلاقة. ويعد محمد من أصحاب الرأي المعروف على منصات وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت في العراق، فقد نشر العديد من الفيديوهات عن بناء الجسور والسكك الحديدية عالية السرعة في الصين، وانتاج اللقاح الخاص بـ (كوفيد-19)، وعن ذكرى العيد الوطني الصيني وعيد رأس السنة الصينية الجديدة. وبصرف النظر عن مواصلة تعلمه اللغة الصينية بالاعتماد على الذات، فهو مشغول في انتاج ونشر مقاطع فيديوهات قصيرة وأخبار عن الصين كل يوم. ولا تختلف شاشة الهاتف النقال لمحمد كثيرا عن غيره من الشباب الصينيين، حيث يوجد عليها الكثير من التطبيقات الصينية مثل ( Douyin ، Kuaishou ، WeChat ، Alipay ) . وقال محمد أحب تناول الطعام الصيني مع أصدقائي الصينيين، مثل الوعاء الساخن، والشرائح الحارة والمكرونة الساخنة. ويفهم محمد اللغة الصينية ويعرف كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو القصيرة بحيث تمكن حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي من جذب الكثير من الاهتمام وإعادة النشر من قبل العديد من الدبلوماسيين الصينيين والمؤسسات الصينية وموظفي الشركات في العراق. وبعد تفشي جائحة كورونا بمدينة ووهان العام الماضي قدم محمد مدخراته البالغة ألف دولار واشترى بها كمامات وأرسلها إلى زملائه الصينيين في ووهان. إلى ذلك يعرف، الاستاذ لي هوا لاي، مدرس اللغة الصينية من مكتب هان الوطني الذي يدرس في قسم اللغة الصينية بجامعة صلاح الدين بالعراق، محمد الذي يحب المنتجات الالكترونية الصينية، منذ أكثر من عام على الفيسبوك وأثار إعجابه. وقال لي "محمد نشر العديد من الأخبار ومقاطع الفيديو عن الصين على الفيسبوك، ونشر الثقافة الصينية، وأصبح أحد مشاهير الإنترنت الصينيين في العالم الناطق باللغة العربية، كما أنشأ صفحة على الفيسبوك لتقديم المعلومات والمساعدة للصينيين في العراق قدر الإمكان ". ولولا انتشار جائحة كورونا لبدأ محمد حياته الجديدة للدراسة في الصين، التي طال انتظارها. ويفتقر العراق للبيئة والأجهزة والبرامج لتعليم اللغة الصينية، لذلك ليس من السهل أن يتعلم محمد بنفسه أثناء فترة الوباء، حيث يأمل أن يقوم العراق بوضع اللغة الصينية في نظام التعليم مثل المملكة العربية السعودية، كما يأمل في الذهاب إلى تركيا أو دبي لإجراء اختبار الكفاءة في اللغة الصينية ( HSK). وأعرب محمد عن أمله في أن ينتهي الوباء قريبا لتحقيق حلمه في دراسة اللغة الصينية داخل الصين بأقرب وقت ممكن. وقال الاستاذ لي هوا لاي "إن أعظم رغبة لدى محمد هي الدراسة في الصين وتجربة الثقافة الصينية الحقيقية"، مضيفا " آمل أن تتحقق رغبته قريبا، وآمل أيضا أن يتعلم المزيد والمزيد من الشباب العراقيين الثقافة واللغة الصينية، ليكونوا رسلا للتواصل الثقافي بين الصين والعراق". وخلص محمد إلى القول "لدي أصدقاء صينيين، أتمنى للأصدقاء الصينيين سنة صينية جديدة سعيدة واتمنى لهم كل التوفيق في عام الثور".
مشاركة :