الإمارات .. وجهة عالمية لمحبي سياحة المغامرات

  • 2/16/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

من شيخة الغاوي. أبوظبي في 16 فبراير / وام / تشهد " سياحة المغامرات " في دولة الامارات اقبالا كبيرا من السائحين و انتعاشا ملحوظا خاصة في الصحراء و المناطق البرية و الجبلية في مثل هذا الوقت من كل عام. ويتوافد آلاف الزوار إلى الامارات خاصة في الموسم السياحي الشتوي و ذلك لما تتمتع به الدولة من مقومات طبيعية تحفز المغامرين وتوفر تجربة سياحية متنوعة ومتميزة في استكشاف الطبيعة. و تعمل الجهات المختصة على الترويج للتضاريس الطبيعية التي تزخر بها الدولة و التي تتضمن البيئات المختلفة سواء الجبلية أو البحرية أو الصحراوية وغيرها من البيئات التي تغري المغامرين لخوض تجارب سياحية ممتعة وشيقة. وتتعدد أنشطة سياحة المغامرات لقضاء تجربة فريدة في ربوع الامارات من خلال صعود الجبال الشاهقة والمشي عبر مسالكها الوعرة واستكشاف الصحراء وممارسة تجربة التخييم. و رغم الطفرة العقارية التي تشهدها مدن الدولة إلا أن الصحراء ما زالت تجاور المدن الكبرى بفضائها الشاسع و هدوئها وصفائها فيما قمم الجبال الشامخة تطل من بعيد. و ربما تتوارى سياحة المغامرة و الصحراء عن الأضواء أحيانا في ظل بريق المدن و الفنادق العالمية ومراكز التسوق الفارهة إلا أنها تبقى ممارسة محببة إلى النفوس تحتل موقعا مهما ضمن المنظومة السياحية . فبينما يجد السائح في المدن ناطحات سحاب وجزرا من صنع الإنسان و حلبات سباق "الفورمولا ون" إلا أنه يستطيع أيضا بكل يسر وسهولة التخييم في قلب الرمال البكر و طرق القمم الوعرة والاستمتاع بالشواطئ الرملية البيضاء وصعود القمم الجبلية الفريدة. و تعد الصحراء و المناطق البرية والجبلية في مثل هذا الوقت من كل عام مزارا سياحيا يجذب الأهالي والزوار للاستمتاع بالهدوء بعيدا عن صخب المدينة وتجربة سياحة المغامرة. ويحزم المواطنون و المقيمون والسياح والزوار أدوات التخييم و التجهيزات اللازمة للمغامرات مع اعتدال الطقس من كل عام لتنطلق رحلات التخييم إلى قلب الصحراء وتحديدا إلى المناطق البرية المشهورة مثل منطقة الظفرة وسويحان والعين والخوانيج والبداير والبطائح والراعفة والمزرع. ومهما ابتعد مغامر الصحاري في قلبها تأبى الأبراج السكنية الشاهقة في الامارات أن تغيب عن المكان لتطل من بعيد في الأفق الممتد الذي يقطع صمته هدير محركات سيارات الدفع الرباعي منطلقة إلى قمة التلال الرملية التي تسمى في اللهجة المحلية " العراقيب ". وتستغرق قيادة سيارة رباعية الدفع ساعتين فقط من أبوظبي إلى جبل حفيت في العين و مثلها من مدينة دبي إلى حتا أو جبل جيس في رأس الخيمة أو جبال المنطقة الشرقية حيث القمم والوديان مهيأة تماما للسير لمسافات طويلة إضافة إلى الارتفاعات التي تصل إلى حوالي 2 كيلومتر فوق سطح البحر لتجعل المكان مميزا ويستحق مغامرة الصعود والعودة. وإذا تصادف وقمت برحلتك بعد سقوط الأمطار حينها ستحظى بفرصة التمتع بموسم الزهر البري حين تكتسي التلال بحلة قرمزية اللون والاستمتاع بالإطلالات على الأودية الضيقة مثل وادي العبادلة ووادي حم وحتا والسيجي ووادي الوريعة. و لا داعي للقلق فليست الطرق بطولها شاقة بل ستجد بقعة خلابة مثل وادي الحلو تناسب احتساء فنجان من القهوة الاماراتية الممزوجة بالهيل بجوار أحد جداول المنطقة. ويقول محمد سالم النقبي - موظف حكومي ومستثمر في مجال سياحة المغامرة والتخييم : " أضحت سياحة المغامرات و التخييم أحد أهم مرتكزات النهوض بقطاع السياحة على مستوى الدولة.. وشغف الصحراء والانعتاق من روتين المدينة يجعل من رمال الصحراء الشاسعة والجبال الشاهقة قبلة مفضلة للإماراتيين والسياح حيث يقضي المخيمون لحظات سمرهم التي عادة ما تمتد يوما كاملا أو يومين". ويضيف : " تعتبر رمال الصحراء والمناطق الجبلية في الامارات كنزا سياحيا و تشكل محطات سياحية مميزة لقرب الخدمات منها حيث تبدأ رحلات الاستكشاف والتخييم في محيط الرمال التي لا يحدها إلا الجبال ". و يذكر النقبي أن الصحاري والمناطق الجبلية في الامارات تحولت إلى مناطق جذب سياحي فباتت الكثبان الرملية والمناطق الجبلية رمزا لاستقطاب السياح من أنحاء العالم كافة للتعرف إلى التراث التقليدي المحلي وبدأ الاهتمام بالترويج للسياحة الصحراوية والجبلية والبيئية يزداد نظرا لارتفاع العائدات المالية . ويقول :" سنويا يزور مئات الآلاف من السياح صحاري وجبال الامارات بهدف التخييم و الاستكشاف والمغامرة " .. و يصف البادية والجبال في الإمارات بأنها كنز تراثي وسياحي يجذب محبي الهدوء والطبيعة .. الأمر الذي جعلها تستقطب مؤخرا مزيدا من الاستثمارات في مجال سياحة المغامرة مثل فندق " بنيان تري الوادي " برأس الخيمة و منتجع باب الشمس و المها في دبي وقصر السراب في منطقة الظفرة ومشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية بالشارقة. بدوره يؤكد هزاع الحبسي "مرشد سياحي جبلي معتمد من هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة" أن الطيران الشراعي بين الجبال واستكشاف الكهوف والبحث عن النقوش الصخرية القديمة عن طريق المرور عبر المسارات الجبلية "الهايكنج" يعتبر من أهم نشاطات سياحة المغامرة التي يشرف عليها ويديرها. و يقول : "القفز من أعلى قمة جبل جيس وهي أعلى قمة في الامارات مع الإماراتي خليفة الغافري تعتبر ذروة متعة المغامرة كما سبق أن استضافت الإمارات أبطال العالم في رياضة الجوجيتسو وبطل العالم طارق السعدي في الطيران اللاسلكي "الهيلوكوبتر". من جانبها تقول السائحة صوفيا جاك من بريطانيا : " تجعل المناظر الطبيعية الخلابة في أنحاء الدولة منها وجهة جذب للباحثين عن المغامرة أكثر فأكثر حيث يمكن التنقل من البحر إلى الجبال إلى الصحراء في أقل من ساعة فقط وبفضل مجموعة من الفنادق الجديدة الطموحة أصبح الآن من الممكن الاستمتاع بهذه الإثارة و أنت مسترخ في منتجع عالمي المستوى". وردا على سؤال.. أجابت : " استكشاف جزء من صحراء الربع الخالي عند زيارة منطقة الظفرة و الصعود إلى قمة جبل حفيت في العين ثم النزول أو تناول وجبة طعام في مطعم بمركز جيس للمغامرة " وهو يقع على ارتفاع 1484 مترا عن سطح البحر لا يقل متعة عند بدء مغامرة الصعود إلى قمة برج خليفة والعودة ". وتضيف :" لم يعد سرا أن الامارات رحبت بعدد قياسي من الزائرين خلال الأعوام القليلة الماضية فإذا كنت متجها إلى احدى المدن الاماراتية الكبرى في رحلة عمل قريبا عليك تمديد رحلتك و زيارة الصحراء والجبال .. أما اختيار الأماكن التي ستزورها في الامارات فيعتمد على نوع الإثارة الذي تبحث عنه ".

مشاركة :