الدوحة - الراية: يتمحور العمل اليومي للجنة رعاية العمّال التابعة للجنة العليا للمشاريع والإرث حول تطبيق معايير رعاية العمّال التي حدّدتها اللجنة العليا في كافة المشاريع التي تقوم بها. ويشمل ذلك القيام بالكثير من الزيارات للمشاريع ومقابلة المقاولين والتحدّث مع العمّال للتعرّف على احتياجاتهم فيما يتعلق بإقامتهم. ومن هذه المرافق سكن العمّال الذين يقومون بتشييد ملعب خليفة الدولي. وقد استغل موقع اللجنة العليا www.sc.qa هذه الفرصة للانضمام إلى القائمين على لجنة رعاية العمّال في إحدى زياراتهم. وقال ستيفان فان دايك، مدير التدقيق المالي والتدريب في لجنة رعاية العمّال التابعة للجنة العليا عن الجولة في مقر سكن العمّال: "زرنا منشآتهم السابقة، وقد كانت ذات مستوى عالٍ ويوجد فيها بالفعل 2000 شخص. وقد أعلمتنا الشركة التي يتبعون لها أنه سيكون لديها منشأة جديدة لسكن العمّال وستكون معاييرها أعلى حتى من تلك التي تتبناها اللجنة العليا والتي تشكل الحد الأدنى المسموح به لإبرام العقود مع الشركات. كانت المنشأة مجهّزة الهيكل فقط، ولكن بعد شهرين فقط، كانت مجهزة بمطابخ، من الفولاذ المقاوم للصدأ (ستانليس ستيل)، كما تم إعداد كافة الغرف بحسب متطلباتنا، والانتهاء من المرافق الرياضية الداخلية، وعندما تم إتمام العمل، انتقل العمال إلى المساكن". من جهتها، قالت ميغان جينكينز، مديرة فريق الالتزام بمعايير رعاية العمّال: "أجرينا عملية تفتيش أخيرة قبل انتقال العمل إلى السكن وتجوّلنا في المكان. تفحّصنا أماكن السكن وأدلينا ببعض التعليقات، مثل عدم وجود مرايا فوق المغاسل في الحمّامات. وقد تم أخذ كافة تعليقاتنا وتقييمنا بعين الاعتبار. بدا وكأنه نموذج حقيقي ثلاثي الأبعاد لما رسمناه على الورق. عندما يرى المرء كيف يتحوّل ذلك على أرض الواقع ويتم استخدامه يُدرك أننا كنا نسير على الطريق الصحيح فيما يتعلق بمعايير رعاية العمّال". ليس من قبيل المصادفة أن يهتم فان دايك وجينكينز بكل هذه التفاصيل سواء تعلق الأمر بالجانب النظري أم العملي عند التجوّل في المكان، بالإضافة إلى تقديم اقتراحات لتحسين بعض الجوانب هنا وهناك. والجدير بالذكر أن كلاهما شارك في كتابة معايير رعاية العمّال الخاصة باللجنة العليا والمكوّن من 50 صفحة والذي يتوجب على كافة المقاولين التقيّد به في المشاريع المتعلقة بكأس العالم. وأضاف فان دايك فيما يتعلق بالطريقة التي تم من خلالها تطبيق المعايير في كافة مواقع العمل التابعة للجنة العليا: "إنها بمثابة شراكة. كما أن الشركة نموذج جيد ليس لمجرد تطبيق المعايير، ولكن أيضًا لرفع مستوى الجودة في تطبيقها. يوجد منشأة جيدة جدًا لغسيل الملابس، وصالة الطعام ممتازة. كما استخدموا أجهزة تكييف مناسبة، وتم طلاء الغرف بألوان زاهية وعُلّقت صور على الجدران. ويشرف منتدى رعاية العمّال الخاص بشركة مدماك على ما يتم تقديمه من طعام". يعتبر منتدى رعاية العمّال بمثابة بيئة آمنة للعمّال لكي يطرحوا المواضيع التي تهمّهم مثل الإقامة والطعام والنقل والصحة والسلامة وغيرها من الأمور. ويوجد في كل منتدى ممثل عن كل جنسية من العمّال، بالإضافة إلى ممثل عن شركة المقاولات. وبالنسبة إلى جينكينز فإن الإنجاز يتحقق في كل مرة يكون لتطبيق هذه المعايير أثر إيجابي على حياة العمال. لكن كان هناك عملية تفتيش مميزة خلال كأس العالم للكريكيت. وتتذكر جينكينز قائلة: "تحوّلت صالة الطعام إلى أكثر مجرد مكان لتناول وجبة العشاء، وأصبحت بمثابة فضاء للترفيه. توجهنا في تلك المرة للتفتيش ليلًا وكان العمّال يتابعون المباراة النهائية بين أستراليا والهند، كان الجو السائد جيدًا جدًا. ونظرًا لكوني أسترالية، فقد بادرتُ بتشجيع منتخب بلادي. زرنا المكان مرارًا في المساء وكان العمّال يلعبون الريشة الطائرة. ومن الطلبات التي تقدموا بها من خلال منتدى رعاية العمّال هو أن يكون هناك ملعب ثانٍ للكرة الطائرة". بالنسبة لأولئك العمّال الذين يتناولون طعام الغداء في الصالة الخاصة بذلك قرب ملعبي الريشة الطائرة، تمثل الابتسامة المرسومة على وجوههم مؤشرًا واضحًا على أنه كان لمعايير رعاية العمّال تأثير جوهري على حياتهم. وقال فيكتور مطر عن ذلك: "الابتسامة قد تعكس أحيانًا الشعور الأفضل، وهم يجعلوننا نشعر أننا أحدثنا تأثيرًا إيجابيًا". وأضاف مطر: "عندما التقينا للمرة الأولى بلجنة رعاية العمّال التابعة للجنة العليا، زاروا أماكن سكن العمّال الخاصة بشركتنا وقد كانت مرافق جيدة. قالوا لنا إنه يتعيّن إجراء بعض التغييرات بخصوص عدد الأشخاص في الغرفة الواحدة لكي يتوافق الأمر مع المعايير. أمهَلونا فترة قصيرة من الزمن لتلبية ذلك، حوالي شهرين، وما قمنا به هو استئجار مبنى جديد على الفور، لدينا 256 غرفة هنا وصالة كبيرة جدًا تبلغ مساحتها 2000 متر مربع. وبادرنا بتقسيم هذه الصالة بحسب متطلبات الدفاع المدني أيضًا. زاروا المكان وأعربوا عن إعجابهم وتساءلوا: هل هذا هو نفس المكان الذي زرناه قبل شهرين؟. من شأن التجوّل في المنشأة الخاصة بسكن العمّال أن يُظهر كيف تحوّلت معايير السكن المذكورة في 50 صفحة إلى واقع فعلي في مساكن عمّال الشركة التي تتولى بناء ملعب خليفة الدولي؛ وينعكس ذلك في المرافق الرياضية، وصالة الطعام والعيران واللبن الجاهزين للعمّال كنوع من المرطبات، وكذلك المعايير الاحترافية في مجال معدات غسيل الملابس وتقديم الطعام. وأضاف مطر: "بدأنا تطبيق معايير اللجنة العليا في كافة مشاريعنا. بالنسبة لنا يستحق الأمر كل هذا العناء. أعمل في هذه الشركة منذ ثماني سنوات، وكان القيام بأمر كهذا بمثابة تحدٍّ. لكني أحصل على دعم الإدارة التي ستستمر في العمل وفق المعايير. إنهم يُقدّرون عملي حقًا وسعداء جدًا. وقد ارتفع كذلك مستوى الإنتاجية. فإذا توافر غذاء جيد ومرافق حسنة وإقامة مريحة ووسائل نقل إلى أماكن الترفيه في يوم العطلة، فإن العامل سيقدّم مجهودًا أفضل. حصلنا على ردود عظيمة من بعض مديري المشاريع الذين لاحظوا بالفعل تغيرًا في الأداء. يشعر العمّال أن الشركة تنفق عليهم، وإن عامَل المرء الآخرين بشكل جيد، فإنهم سيُبادلونه بالمثل". يُذكر أنه يتم تطبيق هذه المعايير في كافة مواقع مشاريع اللجنة العليا. كما يتم حاليًا تشييد أربعة من المباني الجديدة لسكن العمّال في مواقع مختلفة وبمعايير اللجنة العليا.
مشاركة :