أكدت وزارة الزراعة السعودية على علاقة الإبل بفيروس كورونا، وذلك بعد بمسح ميداني في كل من منطقة الرياض والمنطقة الشرقية الحدود الشمالية ومكة المكرمة وجازان من خلال 40 فريقا استقصائيا في المملكة، 8 فرق ميدانية في كل منطقة، 200 كادر بيطري لجميع الفرق. وقد تم فحص أكثر من 32000 عينة من 8000 حيوان وأظهرت النتائج أن 81.5% من الإبل تحمل أجساما مناعية و3.3% من الإبل مفرزة للفيروس، كما تم عزل الفيروس من بعض عينات الإبل ووجد أن إحدى تلك العينات تتطابق جينياً مع الفيروس الذي تم عزله من إحدى الحالات البشرية المصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وعلى الرغم من تواتر الأدلة العلمية التي ترجح وجود دور مهم للإبل في وبائية هذا المرض، إلا أن طرق انتقال الفيروس من الإبل او الحيوانات الأخرى للإنسان ما زالت غير واضحة وتحت الدراسة. وأوضحت الوزارة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته اليوم (الاثنين)، لمناقشة دور وزارة الزراعة في مكافحة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أنها مازالت تبذل كل الجهود الممكنة لتقصي كيفية انتقال فيروس كورونا بين الإبل وفرضية انتقاله من الإبل للإنسان أو العكس، بهدف وضع آلية واضحة للسيطرة على المرض ومكافحته بالتعاون مع وزارة الصحة والجهات الأخرى ذات الصلة داخل وخارج المملكة، حيث تقوم وزارة الصحة بإبلاغ وزارة الزراعة بأي حالة بشرية مؤكدة لها علاقة بالإبل، وبناءً على هذا البلاغ تقوم وزارة الزراعة بتكليف فرق بيطرية متخصصة لحظر حركة القطيع المخالط للحالة البشرية وجمع عينات من جميع القطيع وفحصها بمختبرات الوزارة، وفي حال ثبوت إيجابية أي حيوان في القطيع يتم الاستمرار بفرض حظر الحركة على القطيع وأخذ عينات أسبوعية وفحصها بمختبرات الوزارة إلى حين توقف جميع الحيوانات بالقطيع عن إفراز الفيروس المسبب للمرض، وقد قامت وزارة الصحة بالإبلاغ عن عدد 70 حالة إصابة بشرية مخالطة للإبل بمختلف مناطق المملكة وتمت تغطية جميع البلاغات بالكامل من قبل فرق وزارة الزراعة. وتبين من خلال متابعة البلاغات الواردة أن 17 بلاغاٌ من أصل 70 بلاغاً وجد أنهم لا يملكون حيوانات، و 53 بلاغاً يملكون حيوانات و 10 بلاغات منها لم يتم فحصها نتيجة (التصرف بالحيوانات أما بالذبح أو البيع) و43 بلاغاً تم فحصها كان منها 8 بلاغات فقط وجد بها فيروس المرض. وبينت وزارة الزراعة أنه تم التنسيق حيال ذلك مع وزارة الصحة منذ بداية ظهور المرض وحتى الآن في جمع عينات وترصد وبائي من مختلف حيوانات المزرعة والمخالطين لهذه الحيوانات بمناطق مختلفة بالمملكة بغرض تقصي احتمالية وجود فيروس المرض وعلاقة المرض بالإنسان. وبعد ظهور أدلة تشير لاحتمال وجود علاقة للإبل تحديداً دون بقية حيوانات المزرعة في وبائية المرض، في بداية عام 2014 م ، قامت وزارة الزراعة ممثلة بالوكالة المساعدة لشؤون الثروة الحيوانية بإعداد خطة تقصي متعددة المراحل بالتعاون مع الجهات الدولية، إضافة لبعض الجامعات والهيئات العلمية العالمية. وأفادت وزارة الزراعة بأن من نتائج هذا التقصي الكشف عن وجود أجسام مناعية ضد فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية " كورونا " في عدد كبير من قطعان الإبل التي تم فحصها؛ الأمر الذي يؤكد تعرض تلك الإبل لفيروس كورونا المسبب للمرض في فترة من فترات حياتها.
مشاركة :