أصيب خمسة اشخاص بجروح نتيجة اندلاع حريق في مأوى للاجئين فجر الاثنين في المانيا، بعد رصد حريق سابق في مأوى طارئ للمهاجرين ليلا بحسب الشرطة. وفتحت الشرطة تحقيقا في اسباب اشتعال الحريقين اللذين وقعا بعد سلسلة من حرائق متعمدة استهدفت مساكن لاجئين فيما توافدت ارقام قياسية من اللاجئين الفارين من الحروب والفقر. وافادت الشرطة ان احد الحريقين دمر عشرات المنازل النقالة وادى الى اجلاء 80 لاجئا في روتنبورغ في مقاطعة بادن-فورتنبرغ الغربي. واصيب خمسة اشخاص بجروح بعد ان قفزوا من النوافذ او نتيجة استنشاق الدخان. ولم تستبعد الشرطة ان يكون احراق المباني متعمدا. إلى ذلك اعلنت شرطة المرافئ اليونانية ان عبّارة يونانية انقذت أمس 61 مهاجرا مهددين بالغرق قبالة جزيرة ليسبوس في بحر ايجة المحطة الاولى في رحلة عشرات الآلاف من اللاجئين الذين يتدفقون من تركيا، الى اوروبا الغربية. وقامت العبارة بلوستار 1 التي تؤمن رحلات بين اثينا وليسبوس باطلاق زوارقها في البحر لانقاذ المهاجرين. وقد تمكنت من انتشال 35 من هؤلاء الناجين الذي تم ايصالهم الى ليسبوس حيث التحقوا برفاق لهم تولى زورق للشرطة نقلهم من قبل. التحدي الأكبر لألمانيا أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن اعتقادها بأن التقدير الذي حازته ألمانيا على المستوى الدولي لاستعدادها لاستقبال لاجئين له أهمية تاريخية. وقالت ميركل أمس الاثنين في برلين: "أعتقد أن هذا أمر مؤثر بلا شك... هذا أمر قيّم للغاية بالنظر إلى تاريخنا". وأعربت عن سعادتها بأن "ألمانيا صارت أيضا بلدا يعلق عليه الكثير من الناس من خارج ألمانيا آمالا". وفي الوقت نفسه عبّرت عن تحفظها إزاء تعبيرات الشكر الشخصية الموجهة إليها، وقالت: "لا أتصور أن الأمر يدور حولي وحدي، بل حول البلد وحول الأشخاص حول الكثيرين الذين يقفون في محطة القطار (لاستقبال لاجئين) والكثيرين الذي يرحبون (بهم)". ورأت المستشارة الالمانية ان التدفق الكثيف للمهاجرين "سيغير" المانيا، متعهدة بالعمل على ان يكون هذا التغيير "ايجابيا" للبلاد. وقالت للصحافة "ان ما نعيشه هو امر سيشغلنا في السنوات القادمة وسيغير بلادنا، ونريد ان يكون هذا التغيير ايجابيا ونعتقد ان بوسعنا تحقيق ذلك". وبعد ان تحدثت عن نهاية اسبوع "مذهلة ومؤثرة" شهدت وصول حوالى عشرين الف لاجئ جاء عدد كبير منهم من سورية، عبرت عن ارتياحها للنتائج وكررت قناعتها بان ألمانيا ستتمكن من استقبال اللاجئين الذين يصلون بالآلاف واستيعابهم. أما نائب المستشارة سيغمار غابرييل فقال في مؤتمر صحافي "لا يمكن ان تكون المانيا والنمسا والسويد الدول الوحيدة التي تستقبل لاجئين" معتبراً أن التعامل مع الأعداد الكبيرة للاجئين الذين يصلون ألمانيا حاليا يعد أكبر تحدي يواجه ألمانيا منذ إعادة توحيدها، داعياً للتعامل مع الوضح بمزيج من التفاؤل والواقعية. خشية على "مسيحية أوروبا" قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إن من يصلون عبر حدود جنوب شرق أوروبا هم مهاجرون تجذبهم فكرة الحياة في ألمانيا وليسوا لاجئين. وقال "إذا أرادوا أن يكملوا من المجر فالأمر ليس لأنهم في خطر بل لأنهم يريدون شيئا آخر" مضيفا أن هدف المهاجرين هو ألمانيا والحياة الألمانية وليس السلامة الجسدية. وأضاف أنه دون وجود ضوابط سيشكل اللاجئون عبئا ماليا غير محتمل على الدول الأوروبية وأن هذا سيؤثر على "دول الرخاء المسيحية" في القارة. ودافع الزعيم اليميني الذي قوبل موقفه المتشدد من أزمة اللاجئين في أوروبا بالمديح والانتقاد عن حزمة مثيرة من الجدل من الإجراءات التي ستتضمن نشر الجيش على الحدود قائلا إنه يأمل أن يؤدي ذلك إلى إغلاق الحدود الجنوبية للبلاد بإحكام. وذكر أنه لن يكون ممكنا إصدار تشريع لاستخدام الجيش في المساعدة لحماية الحدود قبل 20 سبتمبر. وكرر أن المجر - على النقيض من اليونان - ستبذل كل ما في وسعها لحماية حدود منطقة شنجن المؤدية للاتحاد الأوروبي. وأكد أوربان أن المجر ليست في "موقف مناهض للإسلام"، كما أعرب عن أمله في ألا تؤثر أزمة الهجرة على العلاقات بين بودابست والدول الإسلامية. طابع إسلامي عربي بدل التركي شدد رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا أيمن مزيك على ضرورة إطلاع اللاجئين الذين وصلوا ألمانيا على "قيمنا الدستورية الأساسية" بأقصى سرعة ممكنة. وقال مزيك في تصريحات لصحيفة "فيلت" الألمانية في عددها الصادر أمس الاثنين أنه يمكن بذلك تجنب نشوب نزاعات. وأكد أنه لا بد من توصيل هذه المعلومات في إطار "تربية وطنية إلزامية". واقترح مزيك "أنه من الممكن أن يكون هناك شيء يشبه جواز دمج في نهاية مثل هذه الدورات". وأكد أن هناك حاجة أيضا للمسلمين المدربين تدريبا خاص والذين من شأنهم أن يساندوا اللاجئين القادمين من الدول الإسلامية. وقال: "لا بد أن ندرب مرشدين للدمج يتقنون اللغة العربية ويعتنقون نفس ديانة اللاجئين"، وأوضح أنه بإمكانه تصور أن هذا الأمر يتمتع بدرجة تأثير عالية. وأعرب مزيك عن اقتناعه أن الإسلام المتعارف عليه في ألمانيا حاليا والذي يتسم بالطابع التركي بشكل كبير حتى الآن سوف يتخذ نهجا "عربيا" إلى حد ما من خلال الكثير من اللاجئين القادمين من سورية والعراق. وقال إن الإسلام الذي يتسم بالطابع العربي سوف يظهر على نحو أكبر في ألمانيا مستقبلا وسوف يكون الإسلام في المانيا بأكمله أكثر تنوعا.
مشاركة :