مقالة خاصة: الحكومة الأمريكية تواجه امتحانا كبيرا في إعادة فتح المدارس وسط الجائحة

  • 2/17/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تلقى روجر المدرس بمدرسة ثانوية في المنطقة المحيطة بواشنطن العاصمة، التطعيم بالفعل، لكن مدرسته لم تفتح أبوابها بعد. وقال روجر، الذي رفض ذكر اسمه الكامل، إنه يعتقد أن المدارس بحاجة إلى إعادة فتح أبوابها، لأن الأطفال يفقدون التعليم الأساسي في سنوات هي الأكثر أهمية في حياتهم. -- اشتياق إلى إعادة فتح المدارس يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن تحديا كبيرا في مسألة إعادة فتح المدارس، وسط جائحة أدت إلى بقاء ملايين الأطفال في منازلهم وأوقفت العملية التعليمية. وكان قد تعهد في ديسمبر من العام الماضي بإعادة فتح غالبية مدارس البلاد في أول 100 يوم له بعد توليه منصبه. منذ ما يقرب من عام، وملايين الأطفال يدرسون عبر الإنترنت بعد إغلاق المدارس. ويدفع الآباء بشدة لإعادة فتح المدارس، حيث يزداد الأطفال تراجعا في مستواهم الدراسي. وكان لعمليات الإغلاق تأثير سلبي بشكل خاص على أسر الأقليات والأسر ذات الدخل المنخفض، حيث يفقد الأطفال الوجبات المجانية المقدمة في جميع المدارس الحكومية الأمريكية، بالإضافة إلى التوجيه والإرشاد الذي قد لا يتلقاه الأطفال ذوي الأسر المفككة من أولياء الأمور. وقال داريل ويست، الزميل الأقدم بمعهد بروكنغز، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن إعادة فتح المدارس أمر بالغ الأهمية لأن العديد من الأنشطة تجري هناك. فهذه المؤسسات مسؤولة عن تعليم الشباب، وتغذية الطلاب ذوي الدخل المنخفض، وتوفير الرعاية النهارية، وإثراء أنشطة ما بعد الدوام المدرسي للمجتمعات المحلية". وذكر ويست "بدونهم، يواجه الآباء مشكلات على المستويات كافة ويواجهون صعوبة في التعامل مع كل الأشياء التي يحتاجها التلاميذ". وقال كلاي رامزي، الباحث في مركز الدراسات الدولية والأمنية بجامعة ماريلاند، لـ((شينخوا)) إن رؤية المدارس تُفتح "بطريقة كبيرة" ستكون "البرهان على صحة مفهوم المشروع العام لإدارة (بايدن)". ولكن للقيام بذلك، يجب على الحكومة تمرير حزمة الإغاثة من كوفيد-19 التي طرحها بايدن، حسبما أشار رامزي، والتي تتضمن تخصيص أكثر من 100 مليار دولار أمريكي لأنظمة المدارس للتعامل مع الجائحة، وصرف هذه المساعدات واستخدامها. وأضاف رامزي أن حملة التطعيم باللقاح يجب أن تبقي باستمرار على تسارعها. فهدف بايدن هو تطعيم 100 مليون أمريكي في أول 100 يوم له. وقد تم توزيع أكثر من 70 مليون جرعة لقاح وتطعيم أكثر من 52.8 مليون شخص بجرعات من اللقاح حتى صباح يوم الأحد، وفقا لما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. -- معظم الأطفال في "المنطقة الحمراء" كشفت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها يوم الجمعة عن توجيهات جديدة بشأن إعادة فتح المدارس بأمان، تتطلب ارتداء الكمامات، وتحقيق التباعد الجسدي، وغسل اليدين، والحفاظ على نظافة المرافق، وتتبع المخالطين. تنصح التوجيهات المدارس بتنفيذ خطط إعادة الفتح على مراحل وفقا لشدة تفشي المرض في مناطقهم. وتقدم مخططا مرمزا بالألوان يقسم خيارات إعادة فتح المدارس إلى أربع مناطق: الأزرق والأصفر والبرتقالي والأحمر. يتم تشجيع المناطق ذات الانتشار المنخفض للمرض في مجتمعاتها، والتي تحمل اللون الأزرق وسجلت من صفر إلى 9 حالات إصابة جديدة لكل 100 ألف في الأيام السبعة الماضية، أو ذات الانتقال المتوسط للعدوى، والتي تحمل اللون الأصفر وسجلت ما يتراوح بين 10 إلى 49 حالة إصابة جديدة، على دراسة إعادة الفتح أمام عملية تعليمية كاملة يحضر فيها الطلاب إلى المدارس. أما المدارس الكائنة في مناطق بها انتقال كبير للعدوى، والتي تظهر باللون البرتقالي وتسجل ما يتراوح بين 50 إلى 99 حالة إصابة جديدة لكل 100 ألف، قد تدرس إعادة فتح محدودة، طالما يمكنها وضع إستراتيجيات أمان متعددة في الفصل الدراسي. وفي المجتمعات المتضررة بشدة، وهي مناطق تحمل اللون الأحمر وتسجل أكثر من 100 حالة إصابة جديدة لكل 100 ألف، فقد تدرس المدارس الابتدائية بها إعادة فتح محدودة، مع الحاجة إلى تحقيق التباعد الجسدي، ولكن يُنصح بأن تكون الدراسة بالمدارس المتوسطة والثانوية افتراضية فقط إذا لم يتسن تلبية إستراتيجيات التخفيف. وقال الدكتور أنتوني فاوتشي، خبير الأمراض المعدية البارز في البلاد، لبرنامج ((هذا الأسبوع)) على شبكة ((أيه بي سي)) يوم الأحد "أعتقد أنه يمكن القيام بذلك. أعني، من الواضح أنه ليس وضعا مثاليا، ولكن من المهم حقا إعادة الأطفال إلى المدرسة بأكثر الطرق أمانا. بحيث يتوافر الأمان للأطفال، وأيضا الأمان للمدرسين وغيرهم من العاملين في العملية التعليمية". ويعيش حوالي 89 في المائة من الأطفال في الولايات المتحدة في مقاطعة تعتبر منطقة حمراء بها مستويات عالية من انتقال العدوى بكوفيد-19 بموجب التوجيهات الجديدة المتعلقة بفتح المدارس، وفقا لتحليل للبيانات الفيدرالية أجرته ((سي أن أن)). وقد سجلت البلاد أكثر من 27.6 مليون حالة إصابة إلى جانب أكثر من 486 ألف حالة وفاة ذات صلة حتى بعد ظهر يوم الاثنين، وفقا لعملية إحصاء في الوقت الفعلي تجريها جامعة جونز هوبكنز.

مشاركة :