أبلغ عدد كبير من متلقي لقاحات فيروس كورونا المستجد عن شعورهم ببعض الآثار الجانبية مثل آلام الذراع، والصداع، والإرهاق، والغثيان، والدوار، وآلام المفاصل والعضلات بعد حصولهم على التطعيم. وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد أكد عدد من الخبراء والهيئات الصحية أن الشعور بهذه الآثار الجانبية «أمر لا يدعو للفزع، بل بالعكس فهو علامة جيدة، حيث يشير إلى فاعلية اللقاح» حسب قولهم. وتقول مجموعة أكسفورد للقاحات، وهي هيئة البحث التي ساعدت في تطوير لقاح «أسترازينيكا»، على موقعها على الإنترنت: «وجود هذه الأعراض يعني في الواقع أن نظام المناعة لديك يعمل كما ينبغي». ومن جهته، يقول البروفسور أندرو إيستون، عالم الفيروسات بجامعة وورويك: «باستخدام اللقاح، يقوم الجهاز المناعي بإفراز البروتينات المعروفة باسم السيتوكينات لمكافحة العدوى. لكن السيتوكينات يمكن أن يكون لها أيضاً تأثير التهابي على الأوعية الدموية والعضلات والأنسجة الأخرى، ويُعتقد أنها تؤدي إلى ظهور أعراض شبيهة بالإنفلونزا يمكن أن تترك الشخص طريح الفراش لبضعة أيام بعد تلقي اللقاح». وتحدث الدكتور مارتن سكور، وهو أستاذ في جامعة كارديف، وكاتب عمود في صحيفة «ديلي ميل» عن تجربته مع بعض الآثار الجانبية التي عانى منها بعد تلقي اللقاح قائلاً: «كنت سعيداً لأنني شعرت بتوعك بسيط بعد تلقي اللقاح». وأضاف: «بعد حصولي على التطعيم بحوالي 6 ساعات شعرت بالبرد والرجفة، وقمت بقياس درجة حرارتي، لأجدها 38 درجة مئوية، فلم أتفاجأ بذلك وتناولت 400 ملغ من الإيبوبروفين، لأنني كنت أعاني أيضاً من صداع خفيف، وبعد ذلك بحوالي ساعة ذهبت إلى غرفتي لأنام فشعرت بتعرق شديد جعلني غير قادر على النوم». وتابع سكور: «في الواحدة صباحاً كانت درجة حراري لا تزال 38 درجة مئوية. ولكن في الساعة 7 صباحاً، عادت إلى طبيعتها وشعرت بأنني بحالة جيدة بما يكفي للخروج والمشي لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات في الهواء البارد». وأشار سكور إلى أنه ظن وقتها أن الأعراض انتهت ومرت بسلام، لكنه بعد فترة شعر بألم شديد في مفصل كتفه الأيسر، ثم في ركبته اليمنى. واستمرت هذه الآلام لمدة ساعة تقريباً قبل أن تختفي وتحل محلها آلام شديدة في الورك الأيمن. وقال سكور: «في اليوم التالي، كان كل شيء طبيعياً مرة أخرى. لم يقلقني أي من هذه الأعراض، فهي علامات على أن نظام المناعة لدي نشط وأنه استجاب للقاح». وأضاف: «الشعور بهذه الآثار الجانبية ليس بالأمر السيئ، بل عليك أن تطمئن إذا حدث لك ذلك». وتُظهر بيانات تجارب لقاحات كورونا أن الأشخاص في العشرينات والثلاثينيات والأربعينيات من العمر أكثر عرضة للإبلاغ عن الآثار الجانبية من أولئك الذين هم في أواخر الخمسينيات وما فوق. ويقول بعض الخبراء إن هذا يرجع إلى كون الشباب لديهم أجهزة مناعية أكثر قوة. ولكن هل يعني عدم شعور بعض الأشخاص بأي آثار جانبية أن اللقاح لم يؤدِ وظيفته؟ يقول الخبراء إنه لا يوجد دليل على أن عدم وجود رد فعل يعني عدم فاعلية اللقاح، مشيرين إلى أن الطريقة التي تستجيب بها أنظمة المناعة للقاحات تختلف كثيراً من شخص لآخر.
مشاركة :