حوار - مريم الخضير طالبة اعلام في جامعة البحرين:بمجرد قراءتك لإحدى قصصه التي تدور في عالم الخيال العلمي والغموض والرعب، ستسيطر عليك الرغبة في قراءة المزيد من إصدارته التي تجاوزت العشرين رواية، إذ كان له السبق خليجيًا في الكتابة في هذا المجال، مما صنع له اسما لامعا وصيتا ذائعا لدى القراء في المنطقة، إنه الكاتب والروائي الكويتي عبدالوهاب الرفاعي.- نشأتك الأكاديمية كانت بعيدة عن الأدب كونك خريج هندسة كيميائية، وكذلك مجال عملك الرسمي في الهيئة العامة للبيئة، فكيف كانت بدايتك في عالم الكتابة والتأليف؟نشرت أول مقالة لي في دورية تابعة للهيئة العامة للبيئة في عام 1998، وقد لاحظت اعجاب زملائي بأسلوبي في الكتابة مما دفعني لكتابة مقالات أخرى في أعداد لاحقة، ثم اتجهت للكتابة في بعض المجلات كالفتيان والبيئة، وفي العام الذي يليه أصدرت أول كتاب من تأليفي بعنوان «وراء الباب المغلق»، وتوالت بعدها الإصدارات حتى نشرت رواية الأبعاد المجهولة في عام 2004 التي كانت انطلاقتي الحقيقية للشهرة.- بالتأكيد هناك العديد من القامات الأدبية التي تأثرت بها في كتاباتك، فمن هي أبرز تلك الأسماء؟تأسست على مؤلفات نخبة من الروائيين العرب أمثال نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق ورؤوف وصفي، أما على المستوى العالمي فتأثرت بالكاتب ادغار آلان بو وهربرت جورج ويلز، وهذا الأخير لم تكن بصمته على كتاباتي فقط بل أثر على حياتي الشخصية وكان قدوتي الأولى، لأنه حياته كانت قاسية وواجه العديد من المصاعب حتى أصبح رمزًا تفتخر به بريطانيا، وهذا هو الشعور الذي أطمح له عن طريق تطوير الذات بالرغم من العوائق، أما من الناحية الأدبية فقد تعلمت منه الخيال الواسع وكيفية دمجه بالعلم.- بالحديث عن الخيال العلمي، نلاحظ بأن أغلب أعمالك تدور في عالم الغموض وأسرار ما وراء الطبيعة، ما سر اهتمامك بهذا المجال؟تولعت بالخيال العلمي وأدب الرعب في فترة مراهقتي، فأغلب قراءاتي كانت في هذا المجال سواء في الروايات العربية أو الأجنبية، مما ترك تأثيرًا واضحًا على ذائقتي الأدبية، كما اعتقد أن هذا النوع من الأدب يجذب الجمهور ويمتاز بسعة الأفكار وإثراء خيال القارئ وتزويده بالمعلومات، على عكس الروايات الاجتماعية التي تتسم بالرتابة والتكرار بسبب محدودية المواضيع.- إلى ماذا تهدف من خلال كتاباتك الروائية؟ وكيف ترى أثرها على جمهورك المستهدف؟هدفي الأول هو محاولة جذب الشباب للقراءة كوني أكتب في مجال يجذب هذه الفئة، كما أحاول صنع القدوة للشباب من خلال أبطال قصصي، واعتقد أن اختياري للشخصيات الشبابية والأفكار الغريبة للقصص ذات النهايات غير المتوقعة يساهم في تحبيب الشباب في القراءة من خلال الحث على الخيال والتفكير خارج الصندوق.- هناك بعض الروايات والشخصيات التي ترتبط ارتباطا عاطفيا بشكل أو بآخر مع حياة الكاتب، هل تجد هذا الشعور في كتاباتك؟ بعد مروري بطفولة صعبة ومراهقة قاسية استعملت الحزن كدافع للإبداع والخروج من القاع، فكانت رواية المعقد هي أقرب الإصدارات لقلبي لما تضمنته من نقاط رمزية مرتبطة بحياتي الخاصة بشكل كبير، أما بالنسبة للشخصيات التي رسمتها فإن شخصية خالد سليمان في رواية الأبعاد المجهولة بأجزائها الثلاثة ما هي إلا صورة محسنة لي في فترة مراهقتي، وقد أبرزت مشاعري وأحاسيسي تجاه الحياة التي تمنيتها. - خلال مسيرتك أنجزت العديد من الروايات والمجموعات القصصية وهما لونان أدبيان مختلفان، أين وجدت نفسك بشكل أكثر؟بصراحة لم أجد نفسي في شكل أكثر من الآخر، فأنا أكتب الفكرة دون أن أخطط إلى ما ستؤول إليه، ومع دخولي في مرحلة الكتابة تتضح الصورة بالنسبة لي بخصوص النص إذا ما سيكون رواية أو مجموعة قصصية، ولكن في الغالب تتحول أفكاري مجموعات قصصية.- في عام 2011 أسست دار نوفا بلس للنشر والتوزيع، كيف تقيم هذه التجربة؟ نوفا بلس أعطتني الكثير وأخذت مني الكثير أيضا، فهي قدمت لي انتشار على مستوى دول مجلس التعاون لأنها سمحت لي بالمشاركة في مختلف المعارض الخليجية، وكسبت منها الجمهور الذي عوضني عن غيابي في السنوات السابقة عندما كانت كتبي مقتصرة على التداول في بلدي الكويت فقط، ولكن على الجانب الآخر فإنني للأسف خسرت علاقات زمالة بسبب رفض أعمال معينة أو عدم نجاح بعض الكتب، بالإضافة إلى الخلافات مع دور النشر المنافسة على بعض الأعمال والمواهب، فهذه المنافسة الشريفة تسببت أحيانا في بعض المشاكل.- حظيت بعض إصداراتك بانتشار على نطاق أكبر من مجال القراءة فقط، هل يمكن أن توضح لنا ذلك؟بالفعل فلدي عدد من الروايات التي تم إخراجها وتحويلها إلى أفلام بواسطة شباب خليجي متميز وقد نشرت على موقع يوتيوب، كما أن هناك بعض الإصدارات التي استعملت كمرجع في كتابة رسائل ماجستير في الهند وفي ايران أيضا، وإنه لشعور مفرح وشرف كبير أن تصل إصدارات كاتب خليجي لهذا المستوى.- من خلال تجربتك واطلاعك الشخصي على ما يطرح من أعمال مختلفة في المنطقة، ما هو تقييمك للراوية العربية؟اعتقد أن الرواية العربية هي رواية مميزة، وهناك العديد من الأعمال التي تتفوق على الأعمال الأجنبية، ولكن مع ذلك فإن الانتشار الأجنبي أكبر بسبب افتقاد الرواية العربية للترجمة الأجنبية والتسويق المثالي رغم كثرة دور النشر في مختلف الدول العربية.- ماهي ابرز المعوقات التي تواجه الكتابة والكتاب العرب اليوم؟لا توجد أي معوقات للكتابة في هذه الأيام في ظل سهولة النشر، ولكن هناك مشكلة في المؤلفين الجدد لأن أغلبهم -ومع الأسف- يبحثون عن الشهرة بالكتابات السطحية، فيلجؤون لكتابة الخواطر والنصوص التي لا تملك عددا كبيرا من الجمهور مما يسبب في عدم رواج الكتب وهبوط المحتوى العربي.- بعيدًا عن الكتابة، ما هي اهتمامات عبدالوهاب الرفاعي؟أقضي معظم حياتي في عزلة، وأعشق السينما والقراءة وسماع الأغاني، كما أهوى مشاهدة مباريات كرة القدم وبالتحديد منتخب هولندا، وقد اخترت اللون البرتقالي لشعار دار نوفا بلس للنشر والتوزيع بسبب عشقي لهذا المنتخب.- هل هناك قرارات على المستوى المهني والأدبي تمنيت لو أنك غيرتها؟لو عاد الزمن للوراء لاخترت دراسة علم النفس أو الطب النفسي بدلا من الهندسة الكيميائية، ولبدأت الكتابة في وقت أبكر من السن الذي بدأت فيه، ولكن في النهاية الانسان هو عبارة عن حصيلة قرارات سابقة، فبالتالي لا يستطيع تغيير ما هو عليه ولكن مع كل قرار جديد يغير ما سيكون عليه في المستقبل.- في ظل هذه الأزمة الصحية التي يعيشها العالم بأسره منذ بداية العام الماضي، كيث أثرت جائحة كورونا على حياتك شخصيا؟بالرغم من صعوبة الظروف والأوضاع الصحية في العالم، إلا هذه الجائحة أعطتني فرصة للاسترخاء والراحة، فأنا لم أتوقف عن الكتابة منذ عام 2010، لذا كان العام الماضي بالنسبة لي محطة استراحة.-بالتأكيد جمهورك يتطلع للمزيد من الإصدارات المميزة، فما هو جديدك القادم؟سوف يصدر لي بإذن الله في هذا العام الجزء السادس من المجموعة القصصية «حالات نادرة»، بالإضافة إلى «نهايات غير متوقعة» الذي يحتوي على قصص بوليسية بنهايات صادمة، والأبعاد المجهولة 4، كما أن هناك كتابين لم أحدد اسمهما حتى الآن ومن المفترض أن ينشرا في شهر نوفمبر، وأتمنى أن تنال هذه الإصدارات على إعجاب القراء وأن أكون عند حسن ظنهم دائما.
مشاركة :