ما حكم التلفظ بالنيه قبل الصلاة و الصوم ؟ خاصة وأن بعض العلماء افتوا بأنها بدعة ؟ سؤال ورد الى دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية وأجاب الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء خلال البث المباشر للرد على أسئلة المتابعين، قائلا: النية هي أساس العبادة فقد لا تستطيع فعل خيرا ما لسبب خارج عن ارادتك فتثاب على نيتك وتحصل على الأجر كاملا .وأضاف وسام أن التلفظ بالنية لاستحضارها ومن أجل الشعور بقيمة الصوم أو الصلاة فيجوز بل ومستحب ، ولا تلتفت لمن أفتى ببدعة ذلك.وأشار وسام إلى أن النية في الأصل محلها القلب فإذا كنت لا تستطيع استحضارها إلا بالتلفظ بها فلا حرج ان تتلفظ بها وهو ما عليه بعض المذاهب الفقهية .هل يجب التلفظ بالنية قبل العبادات؟ ورد سؤال إلى الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية عبر صفحته الرسمية يقول صاحبه:" هل لا بد من التلفظ بالنية عند الشروع في العبادات كالصلاة "؟. رد مستشار المفتي قائلا: النية هي القصد ، وعرَّفها الفقهاء : بأنها قصد الشيء في حالة الاقتران بفعله ، ومحلها القلب في جميع العبادات ، فلو تكلم المسلم بلسانه بخلاف ما نوى في قلبه ، كان الاعتبار بما نوى بقلبه، لا بلسانه، لما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ؛ فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ". وأضاف عاشور خلال البرنامج الإذاعي " دقيقة فقهية " اختلف الفقهاء حول المفاضلة بين التلفظ بالنية وترك التلفظ بها ، فذهب الجمهور من الحنفيَّة والشافعية والحنابلة إلى أفضلية التلفظ بها ؛ باعتباره قد أتى بها في القلب وهو محلها ، ثم زاد فنطق بها .وتابع: ذهب المالكيَّة إلى مشروعية التلفظ بها ، وقالوا بأن الأَوْلَى ترك التلفظ ، إلا في حالة المُوَسْوِس فإنه يستحب له ذلك حتى يذهب عنه اللبس. ودليل الجمهور أنه قد ثبت تلفظ النبي صلى الله عليه وسلم بالنية في عدة مواقف عند إنشاء العبادة ، ومنها ما روته السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، قالت : دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: " هل عندكم شيء ؟ " فقلنا : لا، قال : " فإني إذن صائم. والخلاصة : أنه لا يجب على المصلي التلفظ بالنية، وإنما يستحب له ذلك عند جمهور الفقهاء ؛ لأنه قد أتى بها في محلها وهو القلب ، ثم أتى بها باللسان زيادةً في الكمال وجمعًا للهمَّة في الصلاة وقطعًا للوسواس ، ولكن لا ينبغي الجهر بالنية إلا بمقدار ما يُسمِع الإنسانُ نفسَه حتى لا يُشوِّش على غيره .
مشاركة :