رحل عن عالمنا سمو الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز – إلى رحمة الله تعالى، والذي وافته المنية في أواخر يناير الماضي. رحل عنا سموه بعد رحلة مملوءة بالعطاء في أهم المجالات في حياة الدول، وهو مجال الدفاع عن الأرض والعرض، مجال الجهاد وبناء القدرات العسكرية والدفاعية للوطن، فهو حاصل على ماجستير في العلوم السياسية، وبكالوريوس في ذات الاختصاص عام 1980 من “كلية الحرب الأميركية”. وشارك في ست دورات للطيران تمت إقامتها في المملكة العربية السعودية.. رحل عنا –يرحمه الله- تاركًا إرثاً كبيرا من السيرة العطرة والتاريخ الإنساني المشرف، فكانت تجمعه علاقة أخوة وصداقة وود دامت عقود طويلة بالكثيرين – بحسب قائد طائرته الخاصة والذي قال عنه : ” عرفته قائدًا عظيمًا في عمله ومثالًا في خلقه وأخلاقه…” كان سمو الأمير تركي بن ناصر – رحمه الله- أحد رجالات الوطن المخلصين الذين عملوا مع المغفور له الأمير سلطان بن عبد العزيز – رحمه الله رحمة واسعة…في تطوير منظومة الدفاع ورفع قدرات القوات السعودية لحماية الوطن لمواجهة تحديات المنطقة الصعبة – منطقة الشرق المتوسط- في زمن الصراعات من أجل الهيمنة .. كما كان لسمو الأمير تركي – برحمه الله- جهوده الناجحة كواحد من رجال الأعمال الناجحين على مستوى المملكة كان لسموه إسهاماته ومناصبه في المجال المدني؛ فقد تقلد سموه منصب الرئيس الفخري لـ”جمعية البيئة السعودية”، ورئيس الجمعية ، والرئيس العام لـ”الأرصاد الجوية وحماية البيئة” بمرتبة وزير بين عامي 2001 و2013، وقد شهدت الأرصاد الجوية في عهده نموا وتطورا كبيرا وجعلها مواكبة للتطور وأمدها بأحدث التقنيات والأجهزة المعاصرة.. وللأمير – يرحمه الله- مساهمات كبيرة في مجال الرياضة وتربية الشباب، فكان سموه الرئيس الفخري لـ”نادي القادسية”، ورئيس هيئة أعضاء شرف “نادي النصر السعودي” بين 2008 و2016، ورئيس المكتب التنفيذي لـ”مجلس الوزراء العرب المسئولين عن شؤون البيئة”، ورئيس مجلس أمناء “مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا”، ورئيس “المكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة”، رئيس مجلس إدارة “الجمعية السعودية الخيرية للتوحد”. ومن أقواله – رحمه الله- عن أهمية التنمية المستدامة للوطن ” التنمية المستدامة من شأنها أن تساعد في إعداد الخطط السنوية أو الخمسية أو العشرية أو العشرينية، ووجود التصنيف ومعرفة القياسات الكاملة للدولة يعطي أسسا أفضل للبناء عليها لإكمال برنامج التنمية المستدامة للدولة”. وعلى الجانب العسكري، الذي شغل فيه – رحمه الله- أغلب حياته تولى العديد من المناصب العسكرية، كمنصب المستشار الخاص لوزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ونائب قائد “القوات الجوية الملكية السعودية” ، ورئيس هيئة عمليات الإعارة في ذات القوة ، ورئيس مشروعي “درع السلام” و”صقر السلام” وضابط “مشروع اليمامة”، وقائد “قاعدة الملك عبد العزيز الجوية في المنطقة الشرقية”، وقائد السرب الثالث عشر في ذات القاعدة ، وضابط طيار بين 1966 و1975. وقد استحق – رحمه الله- العديد من الأوسمة والأنواط، منها “وسام الملك عبد العزيز” من الدرجة الأولى، و”وسام تحرير الكويت”، و”وسام الاستحقاق الوطني”، و”وسام الاستحقاق الأميركي” بدرجة قائد، و”وسام الشرف الفرنسي”، و”وسام التميز العسكري الباكستاني”. ولقد تميزت شخصية الأمير تركي بن ناصر – رحمه الله – بحسن الخلق والتواضع وتعامله الراقي.. مع المحيطين به ومتابعته الدائمة لأحوالهم، وسؤاله عنهم، واستجابته لمتطلباتهم الملحة، ويتابع بجدية شديدة كل ما هو مكلف به.. وما هو مرتاح إليه ضميره.. إنه كان كريما في خصاله، كريماً في عطاياه وفي أخلاقه.. رحم الله سمو الأمير تركي بن ناصر رحمة واسعة.. وأسكنه فسيح جناته
مشاركة :