توفي عرّاب ورائد موسيقى السالسا في الولايات المتحدة والعالم الموسيقي الأمريكي من أصول دومينكانية جوني باتشيكو في نيويورك عن عمر 85 عاماً. وأعلنت كوكي باتشيكو،زوجة الموسيقى الراحل ببيان رسمي حزين وفاته لجميع محبيه وعشاق موسيقاه وعزفه،قالت فيه:" ببالغ الألم في النفس،وفراغ كبير في القلب،أعلن لكم أن المايسترو جوني باتشيكو توفي بسلام،ألف شكر لصلواتكم ،وكل الحب الذي قدمتوه ". وكان سبب وفاته المفاجئة،إصابته فجأة قبل يومين بالتهاب رئوي حاد استدعى دخوله فوراً إلى المستشفى للعلاج منه،وطلبت أسرته عبر وسائل التواصل الإجتماعي من محبيه الدعاء والصلاة له بأمل أن يشفيه الله قريباً،وبعد ساعات قليلة تم الإعلان عن وفاته يوم الإثنين 15 فبراير- شباط الجاري في وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام العالمية. تعود أصول أسطورة موسيقى السالسا الأمريكي جوني باتشيكو إلى الدومنيكان التي ولد فيها،فهو من مواليد 25 مارس-آذار 1935 سانتياغو دي لوس كاباليروس التابعة لجمهورية الدومنيكان ،عشق الموسيقى والغناء،وبعد سنوات قصيرة على انطلاقه اشتهر كمغني وكمؤلف وكعازف وكمنتج موسيقي متفرد بأسلوبه وأعماله. لكن شهرته الأكبر كانت بتأليفه وإطلاقه موسيقى السالسا في أرجاء أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة والعالم ،وتمتاز موسيقى السالسا ذات الأصل الكاريبي بأن ألحانها الموسيقية مزيج رائع وخالص بين موسيقى الجاز والموسيقى الكوبية والتراث الموسيقي اللاتيني ،وقد نجح جوني باتشيكو بالإرتقاء بهذا النوع الغني الفريد من الموسيقى بألحانه وأغانيه الغزيرة،فأشهر الموسيقى الكوبية واللاتينية بألحانه عبر تطويرها والإرتقاء بها ونشرها في أرجاء العالم. وبحسب شبكة "سي إن إن " الأمريكية،كان لجوني باتشيكو الفضل الأكبر في إطلاق وترويج موسيقى السالسا في أمريكا اللاتينية فحصل عن جدارة على لقب "عراب موسيقى السالسا" في العالم. وكان جوني باتشيكو قبل اشتهاره بموسيقى السالسا ،والذي يجيد العزف على عدة آلات موسيقية،قد جرب أنماطاً موسيقية مختلفة في أمريكا اللاتينية ،وكان مغرماً ومولعاً بشكل خاص بالموسيقى الإفرو- كوبية مثل: "تشارانغا " و"باتشانغا". قام جوني باتشيكو بتلحين أكثر من "150" أغنية ،تحول الكثير منها إلى أجمل كلاسيكيات الموسيقى في العالم ،وأسس شركة تسجيلات موسيقية رائدة باسم " فانيا ريكوردز" وكان رئيساً لها،وقائد ومايسترو فرقة موسيقية، وقامت شركته "فانيا ريكوردز" بإطلاق رموز وأساطير موسيقى السالسا الحديثة الجدد بعده، وبالأخص: سيليا كروز . وأسس جوني باتشيكو بأواخر الستينيات فرقة " فانيا أول ستارز" ،وتغير أعضائها بمرور الزمن، وساهمت هذه الفرقة بنشر موسيقى السالسا بعروضها الجماهيرية،كما أطلقت أساطير السالسا باختيارهم أعضاء فيها خاصةً: سيليا كروز،ومغني السالسا البورتريكي المحبوب هيكتور لافو،ورائد موسيقى الجاز راي باريتو،الذين حظيوا بدعم جوني باتشيكو اللامحدود لهم فأنتج أجمل ألبوماتهم بنفسه. كان جوني باتشيكو إبن أبيه فعلاً،حيث كان والده رافائيل قائد ومايسترو فرقة موسيقية في الدومينيكان ،وهكذا نشأ جوني باتشيكو في بيئة موسيقية خصبة وغنية،فاكتشف موهبته الموسيقية مبكراً وبدأ بالعزف على الإيقاع،وطور ذائقته الموسيقية بالإستماع لبرامج الراديو الموسيقية،وهاجر وعائلته من الدومينيكان إلى برونكس في الولايات المتحدة في أربعينيات القرن العشرين الماضي،وتعلم جوني باتشيكو مبكراً العزف على العديد من الآلات الموسيقية خاصةً: " الأكورديون، و"الكمان" و"الناي" و"الساكسفون" و " الكلارينت" التي كانت الآلة الموسيقية الأساسية لوالده رافائيل. حظي جوني باتشيكو بتقدير وتكريم عالمي،كان أبرز تكريم عالمي له جراء إنجازاته الموسيقية العريقة في حقبة التسعينيات من القرن الماضي،حصوله على وسام الشرف الرئاسي في جمهورية الدومينيكان،وجائزة حاكم الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم عام 1996. وتم إدخاله في صالة مشاهير الموسيقى اللاتينية الدولية في عام 1998. ووصفته شركة تسجيلاته الرائدة في مجال موسيقى السالسا مؤسسها الراحل جوني باتشيكو قائلة: " كان أكثر بكثير من مجرد موسيقي ومايسترو وكاتب وملحن ومؤلف موسيقي ومنتج،كان صاحب رؤية ،ستعيش موسيقاه للأبد ،ونحن ممتنون إلى الأبد لإننا كنا جزءًا من رحلته الرائعة". لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
مشاركة :