يعتقد مراقبون أن الخطر الأكبر الذي يمكن أن يعترض تطوير السيارات ذاتية القيادة هو إمكانية تعرضها للقرصنة عن طريق "هاكرز" محترفين، إلا أن الباحثين اكتشفوا مصدرا آخراً للقلق، وذلك بحسب ما نقل موقع قناة "روسيا اليوم" الإخبارية. ينطوي مشروع السيارة ذاتية القيادة التي تقوم به "غوغل" على تطوير تكنولوجيا السيارات ذاتية التحكم، وبشكل خاص السيارات الكهربائية، ويجري حالياً تنفيذ المشروع بقيادة المدير السابق لمختبر الذكاء الاصطناعي في ستانفورد ومخترع خدمة "غوغل ستريت فيو"، سيباستيان ثرون. وواجهت سيارة "غوغل" ذاتية القيادة مشاكل عديدة خلال فترة التجربة، ليس بسبب أخطاء في برمجتها، بل بسبب الأخطاء التي يرتكبها الناس الذين يقودون السيارات يدوية القيادة في الطرقات نفسها، التي تقوم فيها سيارة "غوغل" بالتجربة. ويقول الباحثون في هذا المجال الجديد إن واحدة من أكبر المشاكل التي تواجهها السيارات ذاتية القيادة هي التزامها الحرفي بالقانون، خلال اختلاطها بسيارات يقودها البشر، الذين لا يلتزمون حرفياً بالقانون. إلا أن البحوث التي أجراها أخيراً خبراء "غوغل" وجدوا أن هناك مصدر آخر لخطر كبير، قد يأتي من أشخاص قريبة من السيارة، لديها مجموعة من الالكترونيات رخيصة الثمن. وحدد الباحث الأمني جوناثان بيتي إنه يمكن خداع هذا النوع من السيارات عن طريق إرسال "أصداء" لسيارات وهمية وغيرها من الأشياء الأخرى من خلال نبضات الليزر، وكل ما سيحتاجه المخادع فقط جهاز الليزر منخفض الطاقة، وجهاز حوسبة أساسية والتوقيت المناسب لتنفيذ الخدعة، وقد تمكن بيتي من عمل محاكاة للخدعة في تجربة أمام المراقبين من على بُعد 100 متر من السيارة، استطاع من خلالها جعل السيارة تنحرف عن مسارها بطريقة مفاجأة أو تتوقف نهائياً عن الحركة بسبب أهداف وهمية غير موجودة على أرض الواقع. وقال الباحث الأمني إن السبيل الوحيد لمجابهة مخاطر هذا النوع من الخدع، هو تشفير وحدات "LIDAR"، التي تستقبل موجات الليزر في السيارات ذاتية القيادة. ويأتي هذا التحذير من بيتي بمثابة تذكير لصانعي هذا النوع من السيارات، بأنه لا يزال أمامهم الكثير من العمل للقيام به، قبل أن تبدأ السيارات ذاتية القيادة في الحركة بحرية بين السيارات التقليدية في الشوارع العامة. يذكر أن الإداريين في "غوغل" أعلنوا عن قُرب دخول السيارة الشوارع العامة، وحسب تقارير الحوادث التي نشرتها "غوغل" في يونيو/حزيران الماضي، فإن السيارات تعرضت لـ 12 حادث فقط خلال قطعها مسافة تدريبية تصل إلى 1.8 مليون ميل، وهي إحصائية مطمئنة جداً، يضاف إليها حقيقة أن الحوادث كانت خفيفة ولم يكن أي من الحوادث بسبب سيارات "غوغل"، بل نتيجة عوامل خارجية يصعب تلافيها.
مشاركة :