دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أول من أمس، أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى عزل زعيمهم ميتش ماكونيل بعد الانتقادات الشديدة التي وجّهها السيناتور عن ولاية كنتاكي إلى قطب العقارات السابق إثر المحاكمة البرلمانية الثانية التي خضع لها وانتهت بتبرئته، حيث أعلن ترامب حرباً مفتوحة على ماكونيل الذي يتهم الرئيس السابق بأنه «مسؤول» عن اقتحام مبنى الكونغرس (الكابيتول)، في انفصال مدوٍّ يشكل رمزاً للانقسامات التي تمزق الجمهوريين. وأصدر الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الذي بقي متحفظاً جداً منذ مغادرته البيت الأبيض، بياناً نادراً يتضمن انتقادات حادة، معلناً قطيعة مع هذا الوضع. وكتب الرئيس السابق أن «ميتش سياسي متجهم لا يبتسم أبداً، وإذا بقي الأعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ معه فلن يفوزوا بعد الآن». ولا يستبعد ترامب ترشيح نفسه في 2024. وكان ترامب عمل يداً بيد مع ماكونيل السيناتور عن ولاية كنتاكي المعروف بحنكته لأربع سنوات من تعيين مجلس الشيوخ لـ200 قاضٍ محافظ بينهم ثلاثة في المحكمة العليا، إلى إصلاح نظام الضرائب الذي شكل نجاحاً تشريعياً نادراً للملياردير. وحمل ترامب ماكونيل مسؤولية فقدان الأغلبية في مجلس الشيوخ الذي شكل صدمة في يناير. لكن مسؤولين جمهوريين آخرين يرون أنه على العكس، ترامب هو الذي قوض مشاركة ناخبيه في عمليتي اقتراع حاسمتين في أوائل يناير، عندما دان لأشهر ومن دون تقديم أي دليل «التزوير الواسع» في الانتخابات الرئاسية. وكانت أغلبية من أعضاء مجلس الشيوخ، 57 من أصل 100، السبت الماضي، تؤيد إدانته، بينهم سبعة جمهوريين، وهو أمر غير مسبوق، لكن التوصل إلى حكم بإدانته يحتاج إلى تأييد ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، أي 67 صوتاً. وفي مجلس النواب صوّت 10 جمهوريين مع الديمقراطيين مع عزله، وقد واجهوا جميعاً منذ ذلك الحين ردود فعل قاسية في حزبهم، وفي بعض الأحيان داخل أسرهم. ذلك لأن دونالد ترامب مازال يتمتع بشعبية كبيرة في معسكره، فثلاثة أرباع الناخبين الجمهوريين يريدون منه الاستمرار في لعب «دور قيادي» في الحزب، وفقاً لاستطلاع للرأي أجرته «كوينيبياك» نُشر يوم الاثنين. ولم يكتفِ ترامب في بيانه بمهاجمة ماكونيل، بل وسّع نطاق هجومه ليشمل زوجة السيناتور وزيرة النقل السابقة إيلين تشاو. وتشاو مولودة في تايوان وقد عيّنها ترامب وزيرة للنقل في منصب استمرّت فيه ما يقرب من سنوات عهده الأربع. وصوت ميتش ماكونيل من جهته مع تبرئة ترامب، لأنه اعتبر أن مجلس الشيوخ ليس مخولاً الحكم على رئيس سابق، لكنه قال في الوقت نفسه إن دونالد ترامب «مسؤول» عن اقتحام الكابيتول. وصرح ماكونيل بأن مثيري الشغب تحركوا بهذه الطريقة «لأن أقوى رجل في العالم غذاهم بالأكاذيب»، مؤكداً أن «الرئيس ترامب وحده» كان بإمكانه وقف الحشد. وأضاف «بدلاً من ذلك كان يشاهد التلفزيون سعيداً أثناء الفوضى». ثم حرص على التأكيد مرة أخرى على أنه يمكن مقاضاة رجل الأعمال الذي أصبح من جديد «مواطناً بسيطاً». وأضاف: «لم يفلت من شيء بعد». وقال ميتش ماكونيل إن إتاحة المجال لترامب في الانتخابات المقبلة غير وارد، مؤكداً أنه هو الذي سيؤثر على اختيار المرشحين الجمهوريين. وبين محو عهد ترامب أو الولاء للملياردير للفوز، يبدو الانقسام حاداً داخل الحزب الجمهوري منذ السادس من يناير. وبينما يعلن عضو مجلس الشيوخ المخضرم عن قطيعة، يقدم آخرون الولاء لترامب في مقر إقامته الفخم في ولاية فلوريدا. فقد سمح زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي، بتصويره مبتسماً في صالونات مارالاغو الذهبية في نهاية يناير. • ترامب مازال يتمتع بشعبية كبيرة في معسكره، فثلاثة أرباع الناخبين الجمهوريين يريدون منه لعب «دور قيادي» في الحزب. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :