عملاق النفط العالمي يستحوذ على نصيب الأسد في التعافيالتوزيعات النقدية تؤثر إيجابيا على ارتفاع الأسهمالنتائج المالية تدعم المسار التصحيحي للمؤشرتحسن أسعار النفط يعزز مكاسب الشركاتموجة تفاؤل وأداء جيد خلال الربع الأولتوقع محللون ماليون تعافي قطاع الطاقة في سوق المال السعودي خلال العام الحالي، وسط موجة من التفاؤل بصعود أسعار الشركات بالقطاع، بعد أن شهد عام 2020 أوضاعًا صعبة للكثير من الشركات؛ نتيجة تراجع حاد لأسعار النفط متأثرة بتفشي وباء كورونا.وقال المحللون إن شركة أرامكو «عملاق النفط العالمي» سيكون لها نصيب الأسد في التعافي خلال العام الحالي، لا سيما بعد ارتفاع سعر برميل النفط إلى 60 دولارًا، مما أدى إلى موجة تفاؤل يعيشها القطاع خلال الفترة الحالية، إضافة إلى أن المملكة نجحت في إحداث أثر إيجابي في أسواق الطاقة خلال الفترة التي تعرضت لها الأسواق العالمية لتهاوٍ مريع في أسعار النفط تزامنا مع الجائحة.وأشاروا إلى أن المملكة حققت مساهمة فاعلة في توسيع خيارات السياسات أمام التداعيات التي تتعرض لها مبادرات تحالف «أوبك بلس» في قراراتها منذ أبريل من العام الماضي.وقال المحلل المالي عبدالله الجبلي، إن قطاع الطاقة بعد الأداء المميز في السوق المالية خلال النصف الثاني من العام المنصرم، بدأت الإشارات الفنية على الرسم البياني للقطاع تعطي إشارات واضحة على أن الحركة السعرية بدأت بالفعل في التصحيح، لذلك فمن المهم مراقبة الدعم الأول عند مستوى 5.000 نقطة، وهل سيتم احترامه بعدها أم لا، ويبدو أن هذا الأمر سيتزامن مع إعلانات نهاية النتائج المالية للعام 2020، الذي كان عامًا صعبًا على الكثير من الشركات.وأضاف الجبلي إنه عند الحديث عن النتائج المالية، فمن المهم الإشارة إلى نتائج شركة أرامكو للربع الثاني من العام الماضي، الذي تراجعت فيه الأرباح أكثر من 73% بسبب وصول أسعار النفط إلى السعر السالب، الذي شكّل صدمة للعالم بأسره، لكن اليوم نتحدث عن متوسط أسعار فوق 55 دولارًا، وهذا بالتأكيد سيكون له انعكاس إيجابي على النتائج، لذا من المتوقع أن تكون نتائج أرامكو ضمن التوقعات.وأوضح الجبلي أنه بالنسبة لشركة البحري فأداؤها خلال العام الماضي كان جيدًا؛ لذلك أعتقد أن المؤثر الحقيقي على السهم لن يكون النتائج؛ بل ستكون التوزيعات النقدية، التي أتوقع أن تكون جيدة، وستلقي بظلال إيجابية على السهم، لكن يبقى ذلك رهن الإعلان.وأشار الجبلي إلى أن ما عانته أرامكو خلال مجريات العام الماضي ينطبق فعليًا على «بترورابغ»، هذا بالإضافة إلى ترسبات الماضي، التي دفعت بالسهم إلى مستويات دون 20 ريالاً، لكن التوقعات بأداء تشغيلي أفضل في ظل إدارة تنفيذية جديدة قد يكون هو الفيصل في تحركات السهم لهذا العام.وأضاف إن أسهم المصافي فهو قريب جدًا في أدائه المالي من شركة أرامكو وبترورابغ، لكن الأداء المضاربي الكبير على السهم جعله يصل إلى أعلى مستوياته منذ العام 2006.من جهته، قال المحلل المالي محمد الشميمري، إن قطاع الطاقة في السوق المال السعودي من المتوقع أن يشهد موجة من التفاؤل، لا سيما أن القطاع تقوده أكبر شركات الطاقة في العالم؛ وهي شركة أرامكو السعودية التي حافظت على أسعارها رغم تراجع النفط في العام الماضي 2020.وتوقع الشميمري أن يكون هناك تحسّن في النفط خلال العام الجاري، وخلال الأيام الماضية تجاوزت الأسعار الـ60 دولارًا، إذ صدرت عدة توقعات من «بيوت الخبرة» بأن يصل سعر النفط إلى 65 دولارًا.وأوضح الشميمري أن توفير اللقاحات ساعد على ارتفاع أسعار النفط، فضلاً عن أن الطلب سيترفع وبالتالي ستكون تلك العوامل في صالح أرامكو السعودية، إضافة إلى أن الشركة لم تعلن حتى الآن عن نتائج الربع الرابع، التي من المتوقع أن تصل أرباحها إلى 55.250 مليار ريال، وستكون أفضل من السابق رغم تراجع النفط، لذلك نجد أن أرامكو سيكون أداؤها أساسيًا وممتازًا، وكذلك استمرارها بالتوزيعات.وأوضح أنه بالإضافة إلى العوامل السابقة، فإن أرامكو السعودية لديها مشاريع كبيرة وقوية، مشيرًا إلى أن باقي الشركات المدرجة في قطاع الطاقة وعلى رأسها شركة النقل البحري، سيكون لديها ضغط في النتائج، فيما أن شركة بترورابغ ستستفيد من أسعار النفط، مما يتوقع معه أن يكون الأداء جيدًا في الربع الأول، بينما شركة الأدريس المتخصصة في تزويد الوقود أو المصافي تعتبر أسعارها الحالية مرتفعة مقارنه بأساسيات الشركة.وفي السياق نفسه، قال المحلل المالي محمد العمران إنه رغم قلة عدد الشركات في قطاع الطاقة مقارنة ببقية القطاعات، فإن هناك ثلاث شركات تؤثر فيه، وهي: أرامكو السعودية والنقل البحري وبترورابغ، وتحديدًا أرامكو السعودية؛ بسبب ضخامة أرباحها وقيمتها السوقية.وأضاف العمران إنه منذ بداية العام ٢٠٢١ كان أداء أسهم القطاع سلبيًا مقارنة بأداء المؤشر العام؛ إذ خسر القطاع نحو 2.5% من قيمته بضغط رئيسي من أرامكو السعودية والنقل البحري، بينما حقق سهم المصافي ارتفاعات قوية بأكثر من 30 %خلال الفترة نفسها.وأشار المحلل المالي إلى أن سهم أرامكو السعودية لم يتفاعل إيجابًا مع الارتفاع القوي، الذي شهدته أسعار النفط العالمية منذ بداية العام، وفي الوقت نفسه أيضًا حافظ سهم النقل البحري على هبوط محدود، بينما تشهد الأسعار العالمية للنقل البحري أرقامًا بالسالب، وبشكل عام نأمل أن يكون الأسوأ قد تجاوزناه الآن في ظل تحسن أسعار أسهم القطاع عمومًا مع بداية شهر فبراير الحالي، بسبب التفاؤل الذي تشهده حاليًا.
مشاركة :