«أنا أرييل شارون».. رواية للكنديَّة يارا الغضبان عن منشورات المتوسط

  • 2/18/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

صدرت عن منشورات المتوسط -إيطاليا، رواية "أنا أرييل شارون" للباحثة الأنثروبولوجيَّة والروائيَّة الكنديَّة، فلسطينيَّة الأصل، يارا الغضبان، ترجمها عن الفرنسية المترجم السوري عصام الشحادات.هي روايةٌ تتأسَّس على سؤالِ راودَ الكاتبة أثناءَ إحدى زياراتها إلى فلسطين: ما الذي يحدثُ في رأس أرييل شارون؟ ومنهُ بدأت رحلةُ هذا الكتاب، الذي كُتبَ بـ "قلمٍ يجمعُ بين المشاعرِ والتاريخ والمهارة"، حسب الكاتبة والناقدة كامييه ل في جورنال ألترناتيف، حيثُ تقول: "كتابٌ يُقرأ دون تأخير". فيما يذهب بول كوتشاك في مجلة رسائل كيبيك إلى القول أنَّ "الذكاء العظيم ليارا الغضبان في هذه الرواية، يؤكد لنا مجدَّداَ أنَّ الأدب يمكن أن يَضحك ويَبكي ويَكره ويَفهم أيضًا".سؤال يارا الغضبان يخصُّ مباشرة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، الذي ظلَّ فاقدًا للوعي لثماني سنواتٍ قبل وفاتهِ عام 2014، وبينما كانَ غارقًا في غيبوبتِهِ الطويلةِ تلك، استطاعت الكاتبةُ أن تمنحَ لخيالِها، أجسادَ وأصوات أربع نساءٍ يضعنَ هذه الشخصيةٍ الإسرائيليَّة المُعقَّدَة، في مواجهةٍ صريحةٍ وقاسيَّة مع أهوالها وإنسانيتِها في أضعف اللَّحظات. بين هدوءٍ ظاهريِّ للمُستشفى، وما يقابلهُ في مكانٍ ما من التاريخ، مِن صخبِ حربٍ لا تتوقّف انفجاراتُها عن الحدوث؛ تضعُ الكاتبةُ، بدورِها، القارئ في عينِ العاصفة، وهو يقفُ على حقيقةِ أنَّ وراء كلِّ إنسانٍ، سواءَ كان بطلًا أو جلَّادًا، نسمعُ أصوات الآخرين يتردَّدُ صداها في حقائبهم التي تتزاحمُ في ذاكرتنا.وتقول يارا الغضبان في أحد حواراتها عن الرواية: "لا حدودَ للأدب، يُمكنني أن أقرِّر الدخولَ في رأس أرييل شارون دونَ أن يمنعني أحد، لأننا في الرواية نحنُ مُتساوون، إنَّه شكل من أشكال المقاومة. وطريقة لإعادة اختراع التاريخ، وجعلهِ أقلَّ عنفًا وأكثر مساواةً ... للأدب مهمَّة أخرى غير إطلاق الأحكام". وعليه فإنَّ الرواية ليست كما يُفسرها العنوان، بل هي استنطاق لذاكرة شارون من وجهة نظر الأدب، ومحاولة للتحَكّم في هواجسه وإعادة طرح الأسئلة المتعلقة بالهويَّة الفلسطينية التي يعملُ الاحتلال الاسرائيليّ على طمسها بشتى الطّرق.هكذا تُملي رواية "أنا أرييل شارون" شروطَها السرديَّة على الجميع، بمن فيهم الوحشَ النائم في حالةِ نصفِ موت، وليعلو هنا، صوتُ امرأةٍ فلسطينيَّةٍ تمتلكُ قوَّة الخيال ومهارة الكتابة.أخيرًا جاء الكتاب في 176 صفحة من القطع الوسط. وكان قد حصل على دعم الترجمة من المعهد الكندي للفنون (The Canada Council for the Arts).يارا الغضبان، روائيَّة فلسطينيَّة، مُقيمة في كندا. نشأت بين دبي، بيروت، دمشق وصنعاء. وصلت إلى مونتريال في سن الثالثة عشر مع أسرتها في عام 1989. يارا الغضبان هي مؤلفة ثلاث روايات، كُتبت بالفرنسية: "في ظل الزيتونة" (2011)، "عطر نور" (2015)، و"أنا أرييل شارون" (2018)، (التي تصدر مع المتوسّط لأوَّل مرَّة في العربية). فازت الرواية بجائزة في مهرجان "بلو متروبوليس" (2019). وتُرجمت إلى الإنجليزية (2020). تُركّز روايات المؤلِّفة المتوَّجَة أيضًا بجائزة "فيكتور مارتين لينش ستونتون" لإنجازاتها في عالم الأدب الكندي؛ على حياة الفلسطينيِّين، وخاصة آمال وأحلام المرأة الفلسطينيَّة. تشغل الكاتبة منصب رئيسة مؤسسة Espace de la Diversité، وهي مُنظمة تسعى إلى مكافحة العنصرية من خلال الكتب والأدب.أما عصام الشحادات، كاتب ومترجم سوري، وأمين المكتبة في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى. من أهم ما قدمه من ترجمات: "المعجم الجغرافي للإمبراطورية العثمانية" لـ موستراس. "أكاديمية الجهاد" لـ نيكولا هينان. "المسالك والبلدان في بلاد الشام في العصور القديمة والوسطى" لـ رينيه دوسو، (وصل إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب سنة 2014). وفي الرواية: "جريمة في باريس" لـ صوفي إيناف. كما ترجم العديد من الكتب البحثية الفكرية، والأعمال الأدبية التي هي قيد النشر.

مشاركة :