نعى الكاتب عمارة إبراهيم، الشاعر الكبير فتحي عبد الله، الذي وافته المنية فجر اليوم الخميس.وقال إبراهيم، في تصريحات خاصة: كان فتحي عبد الله، شاعرا متمردا على واقعه السياسي والاجتماعي، هو يريده مثلما أراد لنفسه وحقق من ذلك الإنسان الذي لا يملك من كنوز الحياة غير كرامته وفعله الذي يسبق دائما محطات وصوله.وأضاف عمارة: كان عبدالله ينتمي لليسار في فهمه العام وليس الأيديولوجي، فربما تعايش مع الكتابة الشرقية من عالم البشر وتشبع بالفكر الماركسي في صيغته العادلة التي تمنح الإنسان حق العمل والمشاركة في إدارته وغير ذلك لكن الأدب الروسي تحديدا هو من نقل فتحي عبد الله ومنحه التمرد ضد ثقافة الرأسمالية المتوحشة.وأكمل: كان يأتي إلينا في حلوان ونلتقي في صحبة د. محمد بسطاوي أستاذ واستشاري الكبد في طب الأزهر وسامي إدريس الإعلامي بقنوات النيل المتخصصة وحسن فهمي اليساري المتشبع بأيديولوجيته، وربما كانت جلساتهم من غيري ثابتة في وقتها الذي لم يسعفني الوقت المشاركة معهم على المقهى في كل تواجدهم غير أنني شاركتهم القليل وكنا لا نترك شيئا إلا ونتحدث فيه لكن بصيغة التعميم وليس التنظيم؛ كان هذا في السنوات العشر الأخيرة. وواصل إبراهيم: من المواقف التي لن أنساها لفتحي ونحن أبناء الجيل الواحد أن أرسلت إلى إحدى سلاسل النشر بالهيئة العامة للكتاب ديواني الثاني وكان اسمه "براح مشاكس" وتم عرضه على الناقدين د. شاكر عبد الحميد، ود. أحمد درويش للفحص وتمت إجازته من الناقدين وعند عمل إجراءات تنفيذ الطباعة فوجئ فتحي برفع اسم ديواني من قائمة الطبع واستبداله برواية لكاتبة مبتدئة وقتها، كان هذا في أواخر التسعينات، غير أن فتحي رفض هذا الفعل واتصل بي أبلغني بموقف رئيس التحرير وعلمت الصحف بهذا الموقف وتم نشر المشكلة في حريتي وكانت في بداية ولادتها وجريدة الجمهورية والمساء والأخبار وتم إقالة رئيس التحرير والمجلس من د.سمير سرحان وتغير اسم السلسلة بعودة اسمها الذي كانت عليه قبل التغيير وتم نشر الديوان بمسمى آخر هو "نافذة على غناء الريح"، صدر عام 2002.وتابع: توالت مواقف الشهامة من فتحي عبد الله وبعدها اللقاءات التي جمعتنا في حلوان رغم بعد محل إقامته عن حلوان حيث كان يسكن في مدينة العاشر من رمضان، رحم الله فقيد الشعر والثقافة وعوضنا خيرا عن فقده وتظل أعماله الشعرية ومحطات تعدد فعله في الخير هي الباقية.
مشاركة :