قبل 3 أيام، نوهت هيئة الأرصاد الجوية إلى حلول منخفض جوي قبرصي كفيل بتهديد استقرار الطقس في مصر، ومن هذه اللحظة، لم تتوقف البيانات والتحذيرات والإرشادات، حتى شهدت المناطق الشمالية هطولًا للأمطار والثلوج أمس وأمس الأول، وحلت الرياح المثيرة للأتربة والرمال على الصعيد. وسط هذه الظروف، عاش المصريون يومين من عدم الاستقرار على مستوى الطقس، فكان الذهاب والعودة من العمل مهمة صعبة، كما حاول كثيرون تدفئة أنفسهم بشتى الطرق، من مشروبات ساخنة وارتداء أثقل الملابس، وهي الأجواء التي كُسرت حدتها بدءًا من اليوم. في ظل هذه الحالة الصعبة التي حلت خلال اليومين الماضيين، دائمًا ما يربط المصريون ما بين شدة البرودة وحرارة الصيف، فمن الدارج أن يقول البعض إن «الشتاء قارس البرودة يتبعه صيف شديد الحرارة والعكس صحيح»، وهي العبارة التي حاول «المصري لايت» معرفة حقيقتها، كيف لا والأمطار والثلوج هطلت مؤخرًا. وعن هذا الشأن، يقول وحيد سعودي، المتحدث الرسمي باسم هيئة الأرصاد الجوية سابقًا، إن هذه العبارة «عارية من الصحة تمامًا»، فلا ارتباط بين المواسم وبعضها: «مكانتش الدول كلها عملت نشرات أكتر من 6 أو 7 مرات في اليوم». ويوضح «سعودي»، لـ «المصري لايت»، أن هناك تغير كبير في التوزيعات الضغطية، التي تشهد تغيرات سريعة في اليوم الواحد، منوهًا إلى أن هناك ما يُسمى بـ «التنبؤات الموسمية»، ودقتها على مستوى «أعتى دول العالم» لا تتجاوز الـ 27 %، وعليه تساءل: «كيف نحكم إذًا على فصل كامل قبل بدئه؟». ما سبق، اتفق عليه الدكتور ماهر عزيز، استشاري الطاقة والبيئة وتغير المناخ، إذ ينوه إلى أن هذه الأقاويل ما هي إلا «ملاحظات بشرية إذا صدقت مرة لن تصدق مرة أخرى»، فهي عبارات غير علمية على حد وصفه. ويشير «عزيز» لـ «المصري لايت» إلى أن وسط الأيام الحارة قد تأتي موجات باردة، كما أن الأيام الباردة قد يأتي بينها موجات حارة، نتيجة التغيرات المناخية التي شهدتها الكرة الأرضية في السنوات الأخيرة. وبسؤاله عن سبب شدة البرودة مؤخرًا، يردف «سعودي» حديثه باعتبار أن هذه الظروف الجوية طبيعية بالنسبة للفترة الزمنية، وهو ما يتحدد وفقًا للتوزيعات الضبطية سواءً على سطح الأرض أو طبقات الجو العليا، واتجاهات الرياح المصاحبة لهذه التوزيعات الضبطية. وعن احتمالية تسبب ظاهرة الاحتباس الحرارة في هذا الطقس، يذكر «سعودي» أن نسبة هذا العامل «ضئيلة ولا تُذكر» مقارنةً بالتوزيعات الضبطية شبه الثابتة في المواسم على جمهورية مصر العربية: «في الشتاء في توزيعات خاصة تؤدي إلى هذه البرودة، فالهواء معظمه يأتي من وسط وجنوب أوروبا، أما في الصيف هناك ما يُسمى بـ (منخفض الهند الموسمي)، وعليه ترتفع نسبة الرطوبة والحرارة، وفي الخريف تتأثر مصر منخفض السودان الموسمي، وفي الربيع نتأثر بمنخفضات حرارية صحراوية تتسبب في العواصف الرملية والارتفاع في الحرارة، وسقوط الأمطار بعدها». أما الدكتور ماهر عزيز، فيرى أن الاحتباس الحراري هو سبب في التغيرات التي حدث على الطقس مؤخرًا، نتيجة تراكم تركيزات غازاتها في جو الأرض، حتى اختلف نظام درجات الحرارة عما كانت قبل سنوات: «لاحظنا الصيف الماضي كانت حرارته أشد مما قبله».
مشاركة :