فرضت بريطانيا عقوبات على ثلاثة من جنرالات ميانمار، واتهمتهم بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بعد الانقلاب العسكري في البلاد. واعتقل الجيش في ميانمار القادة المدنيين، وبينهم الزعيمة المنتخبة أونج سان سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام، وأعلن حالة الطوارئ لمدة عام، مؤكداً حدوث تزوير في انتخابات الثامن من نوفمبر الماضي. ورفضت مفوضية الانتخابات مزاعم الجيش. ووعد الحكام العسكريون، الذين لم يعلقوا بعد على قرار بريطانيا، بإجراء انتخابات جديدة، ودافعوا عن قرارهم بالاستيلاء على السلطة في الأول من فبراير، ورفضوا وصف ما حدث بالانقلاب. ولم يحدد هؤلاء القادة موعداً لانتخابات جديدة. وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب: «نحن، مع حلفائنا الدوليين، سنحاسب جيش ميانمار على انتهاكاته لحقوق الإنسان، ونواصل السعي لتحقيق العدالة لشعب ميانمار». وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات على جيش ميانمار، الأسبوع الماضي، وحثت أعضاء الأمم المتحدة الآخرين على اتخاذ خطوات مماثلة. وفي هذه الأثناء، استهدف قراصنة إلكترونيون مواقع حكومة ميانمار، في إطار الاحتجاجات على انقلاب الجيش، الذي كثّف بدوره الضغط على المعارضة عبر حجب خدمة الإنترنت ونشر الجنود في أنحاء البلاد. وتأتي الهجمات الإلكترونية بعد يوم من تظاهر عشرات الآلاف في أنحاء البلاد ضد قادة الجيش، الذين أطاحوا حكومة أونج سان سو تشي المدنية في وقت سابق هذا الشهر. وعطّلت مجموعة أطلقت على نفسها «قراصنة بورما» مواقع على الإنترنت، بما فيها موقع المصرف المركزي، والصفحة الدعائية التابعة للجيش، وشبكة «إم آر تي في» الرسمية للبث وسلطة الموانئ، وهيئة الغذاء والدواء. وأفادت المجموعة على صفحتها في فيسبوك: «نقاتل من أجل العدالة، الأمر أشبه بتظاهرة شعبية حاشدة أمام المواقع الإلكترونية التابعة للحكومة». وأكدت صحيفة «نيو لايت أوف ميانمار»، المملوكة للدولة أن المواقع الالكترونية العسكرية،«تتعرض لهجمات». ورأى خبير الأمن الإلكتروني مات وارن من جامعة «آر إم آي تي» أن الهدف على الأرجح هو لفت الأنظار إلى الحراك. وقال: «إن نوع الهجمات التي يقومون بها هو الحرمان من الوصول إلى الخدمة، أو تشويه المواقع الإلكترونية، في إطار ما يطلق عليه القرصنة الحقوقية». وأضاف: «سيكون تأثيره محدوداً في النهاية، لكن ما يقومون به هو التوعية». وفرضت السلطات قيوداً شديدة على القدرة إلى الوصول إلى الإنترنت لليلة الرابعة، حسبما أفادت مجموعة «نتبلوكس» البريطانية لمراقبة انقطاع الإنترنت في العالم.
مشاركة :