في هذا الحوار الخاص بمناسبة الحدث العالمي الكبير المتمثّل في صعود جو بايدن إلى رئاسة الولايات المتّحدة أوضح الدكتور إدموند غريب الخبير في العلاقات الدوليّة والأستاذ في هذه العلاقات بالجامعات الأمريكيّة لـ «اليمامة « أنّه لن تتغيّر أشياء كثيرة في أمريكا مع الرّئيس الجديد لأنّ المؤسّسات هي التي تحكم وتضع السّياسات الدّاخلية والخارجيّة. وأكدّ أنّ العلاقات السّعودية الأمريكية تبقى دائما متميّزة مع كلّ الرّؤساء المتعاقبين منذ حياة الملك عبد العزيز آل سعود إلى اليوم لأنّ « بين المملكة تحالف تاريخي وشراكة إستراتيجيّة قويّة ومصالح مشتركة متبادلة في جميع الميادين مع كلّ الإدارات الأمريكيّة «. وقال الدكتور إدموند غريب إنّ جو بايدن مع حلّ الدّولتين في فلسطين ، وسيكون أكثر صرامة وتشدّدا مع إيران وتركيا من ترامب. وفي ما يلي هذا الحوار : لن تتغيّر أشياء كثيرة *ما الذي سيتغيّر في أمريكا ي عهد الإدارة الأمريكيّة الجديدة بعد صعود جو بايدن ؟ *لن تتغيّر أشياء كثيرة لأنّ المؤسّسات في الولايات المتّحدة هي التي تحكم وليس الأفراد أو الرّؤساء ، وهي التي تصنع السّياسات والخطط والبرامج ، يذهب رئيس ويأتي رئيس وتبقى المؤّسسات الثابتة. ويلزمنا وقت لتتوضّح أمامنا الرّؤية لمعرفة السّياسات الأمريكية القادمة مع أنّها تتحكّم فيها المؤسّسات كما قلنا. تحديّات وقضايا *ما هي أبرز التحديّات والقضايا التي سيواجهها الرّئيس الأمريكي الجديد جو بايدن ؟ *ستكون أمامه تحديّات وقضايا كثيرة وكبيرة. قبل كلّ شيء سيكون أمامه عمل كبير لإعادة توحيد الأمريكييّن الذين عاشوا انقساما وفوضى في السّنوات الماضية. لكن أمام بايدن أوضاع ملحّة وعاجلة سيمنحها الأولوية. من ذلك ، كما قال هو أنّه سيضع خطّة عمل مع فريق لمواجهة فيروس كورونا والقضاء عليه وتوفير الرّعاية الصحيّة للأمريكييّن وحماية أرواحهم. السّياسة الخارجيّة *وكيف ستكون السّياسة الخارجيّة الأمريكية ؟ *أتوقّع أنّ السّياسة الخارجية الأمريكية مع جو بايدن لن تتبلور إلّا بعد عدّة شهور من الآن بعدما تتّضح الأوضاع الدّاخليّة في أمريكا. هناك من ينتظر تغييرات في السّياسة الخارجيّة الأمريكيّة وهناك من لا ينتظر تغييرات عميقة وجذريّة لانّ هناك ثوابت وآليات معيّنة ومعروفة في السّياسة الخارجيّة الأمريكية لن يستطيع أيّ رئيس أمريكي الخروج عنها.. لكن أتوقّع أن تعود أمريكا بقوّة إلى دورها التّقليدي في قضايا العالم وفي مقدّمتها قضيّة الشّرق الأوسط .. كما أتوقّع أن يكون جو بايدن أشدّ صرامة من ترامب تجاه إيران وتركيا ، ولن يكرّر الأخطاء التي ارتكبها أوباما ، أي سيكون متشدّدا مع إيران وخاصّة في موضوع الملّف النّووي وموضوع التّهديدات الإيرانيّة ضدّ الخليج العربي. كما أنّه سيكون متشدّدا مع جماعات «الإخوان المسلمين» والإرهاب الدّولي .. سيواصل بايدن التّصدّي لإيران بحزم ضدّ مخطّطاتها التّوسعيّة وتهديداتها ضدّ دول الخليج ولن يقوم بإعادة التّفاوض معها حول الملّف النّووي. العلاقات العربيّة الأمريكيّة *كيف ستكون العلاقات العربيّة الأمريكية بعد ترامب ومع جو بايدن ؟ *هذا متوقّف على العرب لدعم علاقاتهم مع الولايات المتّحدة وخدمة مصالحهم ، لأنّ أمريكا دولة عظمى زعيمة في العالم ودولة رئيسيّة فاعلة في المنطقة العربية وخاصّة في الشّرق الأوسط. علاقات متميّزة دائما *وكيف ستكون العلاقات السّعودية الأمريكية ؟ *بين المملكة وأمريكا علاقات متميّزة دائما وتحالف تاريخي وشراكة إستراتيجية قويّة ومصالح مشتركة متبادلة في جميع الميادين منذ حياة المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود إلى اليوم. وستستمرّ العلاقات السعوديّة الأمريكية مثلما هي عليه ومثلما كانت على مدى عقود مع كلّ الإدارات الأمريكيّة. حلّ الدّولتين *وهل ستتحرّك قضيّة الشرق الأوسط بعد الجمود الذي تمرّ به ؟ *أتوقّع أن تعود الحركيّة الدبلوماسيّة إلى منطقة الشرق الأوسط وستعود مفاوضات السّلام بين الفلسطينييّن والإسرائيلييّن ، خاصّة وأنّ جو بايدن صرّح مرارا في حملته الانتخابيّة أنّه مع حلّ الدّولتين في فلسطين. كامالا هاريس *ما هو رأيك في اختيار السّيدة كامالا هاريس نائبة للرّئيس جو بايدن ؟ *كامالا هاريس ، امرأة ذكيّة وصاحبة شخصيّة قويّة ولها خبرة سياسيّة طويلة ، ولأوّل مرّة تصعد امرأة من جذور إفريقيّة وهنديّة إلى هذا المنصب الهامّ ، وقد كان لها دور أساسي وكبير في فوز جو بايدن.. وهي أوّل امرأة تصبح أيضا نائبة للرّئيس في تاريخ الولايات المتّحدة. وهذا أمر جديد واستثنائي.
مشاركة :