قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن تعظيم حرمة الأشهر الحرم واغتنام فاضل الأوقات باعث على الشعور بمراقبة الله، وتجديد العهد والمراجعة ومحاسبة النفس وضبطهااقرأ أيضًا..يفعله الكثيرون.. خطيب المسجد النبوي يحذر من داء خطير وشر مستطيروأوضح «البعيجان» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، قائلًا: فاحرصوا على هذه الأوقات وسارعوا قبل الفوات، وجددوا العهد مع الله وإياكم والتسويف فإنه ضياع وتفويت، وبادروا الحياة قبل الموت والفراغ قبل الشغل والغنى قبل الفقر والشباب قبل الهرم والصحة قبل السقم.واستشهد بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه : « اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك » ، منوهًا بأن العاقل لا يرضى أن يضيع لحظات أنفاسه وهي تنقص من عمره وتضيع سبهللا، لا في أمر الدنيا ولا في أمر الآخرة سدى وهملا وإن الفرغ نعمة إذا حسن استغلاله ونقمة إذا ساء استعماله.وأشار إلى أن للأشهر الحرم مزية على ما عداها فناسب أن يبدأ بها العام وأن تتوسطه وأن يختم بها والشهور كلها مواسم عبادة وإن تفاوتت واختلفت في الفضل والوظائف والعمر كله فرصة عمل وطاعة، وإن من تعظيم الأشهر الحرم اتقاء المحرمات والكف عن الشبهات والبدع التي لم يأذن الله بها وليست على أثارة من علم.وأفاد أنه قد تركنا رسولنا صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، لافتًا إلى أن الدنيا هي ميدان الاختبار، والآخرة هي دار القرار، فقال تعالى: « مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا»، والجزاء من جنس العمل فالكيس من دان نفسها وحاسبها وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.وأضاف أن الله لم يخلقكم إلا لطاعته فاحرصوا على طاعته تظفروا بمرضاته وتفوزوا بجناته، واغتنموا فرصة فاضل الأوقات وكفوا عن المحظورات واستعدوا للقاء الله فخيركم من طال عمره وحسن عمله، أقرضوا الله قرضا حسنا وقدموا لأنفسكم نفعا، فقال تعالى: « وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ».
مشاركة :