قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم الجمعة إن بلاده «ستتراجع على الفور» عن الإجراءات المتعلقة ببرنامجها النووي بمجرد رفع العقوبات الأمريكية، في تأكيد لموقف طهران من عرض واشنطن إحياء المحادثات.وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الخميس إنها مستعدة لإحياء اتفاق 2015 بين إيران والقوى العالمية، الذي تخلى عنه الرئيس السابق دونالد ترامب في 2018 وأعاد فرض العقوبات على طهران.وكتب ظريف على تويتر إنه عند رفع العقوبات «سنرجع على الفور عن كل الخطوات التي اتخذناها. الأمر بسيط».وفيما يبرز أهمية إيجاد مخرج دبلوماسي للمواجهة قال مسؤول إيراني كبير لرويترز إن طهران تدرس عرض واشنطن إجراء محادثات لإحياء الاتفاق.لكنه أضاف أن على الولايات المتحدة «العودة أولا للاتفاق. حينئذ وفي إطار اتفاق 2015 يمكن مناقشة آلية تسلسل زمني أساسي بالخطوات».وأبدت واشنطن أمس الخميس استعدادها للمحادثات مع طهران حول إحياء الاتفاق الذي يهدف إلى منعها من حيازة أسلحة نووية.وقال المسؤول «لم نسعَ قط لحيازة أسلحة نووية. إنها لا تمثل جزءا من عقيدتنا الدفاعية.. رسالتنا واضحة للغاية. ارفعوا العقوبات وافتحوا الطريق للدبلوماسية».وحددت طهران لبايدن مهلة حتى 23 فبراير شباط للبدء في رفع العقوبات التي فرضها ترامب، وإلا ستتخذ أكبر خطواتها حتى الآن في انتهاك الاتفاق بحظر عمليات التفتيش المفاجئة التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب بروتوكول إضافي.وحثت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة طهران على الإحجام عن هذه الخطوة وأعربت مجددا عن مخاوفها من الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها طهران لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20 بالمئة ومعدن اليورانيوم.* عمليات تفتيش بعد إخطار قصير مسبققال المسؤول «علينا أن نطبق القانون.. على الطرف الآخر أن يتحرك بسرعة لرفع العقوبات الجائرة التي لا تستند إلى أساس قانوني إذا كان يريد من طهران الالتزام بالاتفاق».يأتي التفويض الخاص بعمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد إخطار قصير مسبق في إطار «البروتوكول الإضافي» للوكالة الذي وافقت إيران على الالتزام به بموجب الاتفاق النووي. ووقعت طهران على البروتوكول في 2003 لكنها لم تصادق عليه. ويمكن لعمليات التفتيش بإشعار قصير مسبق أن تمتد إلى أي مكان خارج المواقع النووية الإيرانية المعلنة.وفي وقت سابق، قال ظريف في مقابلة نُشرت على موقع حكومي، إن الولايات المتحدة لم تتقاعس فحسب عن الوفاء بالتزاماتها، لكنها ما زالت تمارس نفس سياسة «الضغوط القصوى الفاشلة» التي اتبعها ترامب رغم مزاعم استعدادها لإحياء الاتفاق النووي.وقال ظريف «لذلك على الأوروبيين أن يلاحظوا أنه لا جدوى من الضغط على إيران، ولا فائدة من التصريحات التي لا قيمة لها» مضيفا «بمجرد أن نرى خطوات من جانب الولايات المتحدة وأوروبا صوب الوفاء بالتزاماتهم، سنرد على الفور ونعود إلى التزاماتنا».وفي لندن أعاد وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية جيمس كليفرلي التشديد على ضرورة عودة إيران إلى الالتزام بالاتفاق النووي، مضيفا أن على الغرب أن يكف عن إرسال إشارات عن استعداده للتغاضي عن انتهاكات طهران.ويقول بايدن إنه سيستخدم خطوة إحياء الاتفاق النووي كبداية ونقطة انطلاق لاتفاق أوسع نطاقا قد يضع قيودا على أنشطة إيران في تطوير الصواريخ الباليستية وعلى أنشطتها الإقليمية. وتستبعد طهران أي مفاوضات حول قضايا أمنية إضافية مثل برنامجها للصواريخ الباليستية.
مشاركة :