بيروت رنه جوني: يقول المثل الشعبي، إذا أردت بناء مجتمع قوي علمه ممارسة الرياضة، ويقول منطق الحياة الرياضة صحة الأجسام، وذلك ينطبق على رياضة الكاياك في نهر الليطاني بلبنان، فعند جسر الخردلي يشدك مشهد مغامري الكاياك في النهر، شبان من مختلف الأعمار والبلدات اللبنانية قصدوا المكان، لممارسة أهم الرياضات المائية على الإطلاق، إذ تعلم الفرد التركيز، وتحديد الهدف، والسرعة، واجتياز صعوبات الحياة، رياضة تذكّر العابر بالبحارة الفنيقيين الذين جابوا البحر، بحثاً عن فتح أفق اقتصادية في مجتمعهم. جاد، علي، مارسيل، فيوليت وغيرهم قصدوا الليطاني من العاصمة بيروت ومختلف المحافظات اللبنانية لممارسة رياضة الكاياك النهرية، والاستمتاع بساعات وسط الماء، وحسب رغبة كل إنسان ومن يصمد يكمل المشوار بعناد التحدي. هي في الواقع رياضة، بيد أن التوغل في أبعادها يشبه التمرس بلعبة الحياة، وفق ما يقول يوسف أحد المغامرين، في حين تعتبرها روزي رياضة البحث عن أفق آخر وتغير نمطية الصورة. في عمق النهر يقع نادي تدريب على رياضة الكاياك، تأسس عام 2009، وتوسعت الفكرة وحظيت بانتباه كثر ممن يبحثون عن رياضة المغامرات الممتعة وفق ما يقول أحد المغامرين. ويضيف: التحدي يقابله إصرار على تنفيذ المهمة، تلك قوة اللعبة بتكافؤ عناصرها وممارستها وسط مجموعات متحدة. ركز شاب من بيروت يعشق الرياضات المائية، تعلم رياضة الكاياك قبل مدة، فبات من عشاقها ولا يتوقف عن ممارستها، يقصد روكز نهر الليطاني مع رفاقه، بحثاً عن مغامرة تجدد نمط الحياة، ويعتبر أن الكاياك تشبه التزحلق على المشاكل، تتحداها لتقفز فوقها. ويقول: التركيز ضروري لصناعة التقدم، ممتعة اللحظات التي تمضيها وأنت تجذف في النهر، تسقط أحياناً، ثم تكمل، ثم تصطدم بكاياك آخر، وكأنك في طريق الواقع وأزماته، الفرق في هذه الرياضة إصرار المتنافسين لتحقيق الفوز بعد إزالة كل الحواجز. ترتدي ميرا قبعتها وحزام الأمان المائي، وتحاول أن ترشد زميلها إيلي على الطريق الذي يجب سلكه، وترى ميرا أن الكاياك من أروع الرياضات التي تمارسها، إذ تهذب النفس وتساعد على تحسين التركيز وتصويب التفكير نحو الهدف، والأهم تمضية لحظات من التحدي وسط أجواء الفرح والإثارة. واقع الحال وكما يكشف البعض، باتت الكاياك رياضة الشباب الأولى، وتحولت إلى رقم المغامرة الأول، وتنافس في الرياضات المائية. ويؤكد علي عواضة مدرب الكاياك أنها تساعد على إخراج الشباب من أزماتهم النفسية، وتسهم في تحسين صورة الهدف، لأنها تعتمد على التركيز، التأمل، مواجهة الصعاب، وتتطلب قوة وسواعد تدفع المغامر لإيجاد مخرج له يساعده على التقدم.
مشاركة :