طرابلس - غادر رئيس الحكومة الليبية المكلف عبدالحميد دبيبة الجمعة، مدينة طبرق (شرق) متجها نحو العاصمة طرابلس (غرب)، دون لقاء قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، فيما يواصل دبيبة لقاءاته بعدة أطراف سياسية ضمن مشاورات تشكيل الحكومة الليبية. وقد يصعب عدم لقاء قائد الجيش الوطني الليبي مهمة دبيبة في إحداث توافق لتشكيل الحكومة الليبية قبل أسبوع من نهاية المهلة، باعتبار أن حفتر يعد أحد أبرز الشخصيات الهامة في المشهد السياسي الليبي. وقال بيان مقتضب نشره المكتب الإعلامي لدبيبة على فيسبوك "رئيس حكومة الوحدة الوطنية المهندس دبيبة يغادر طبرق متجها إلى طرابلس". فيما غرد دبيبة عبر 'تويتر'، قائلا "حظيت اليوم بلقاءات مثمرة بكل من المستشار عقيلة صالح (رئيس مجلس نواب طبرق)، والسادة أعضاء المجلس"، وأضاف: "تشاورنا حول الاستحقاقات السياسية القادمة وعملية تشكيل الحكومة". وأردف "سنسعى للتواصل بشكل دائم مع أهلنا في كل ربوع ليبيا، وتأكيدا على ذلك لن أقبل أي مرشح للحكومة لا يستطيع العمل في جميع أنحاء البلاد". وغادر دبيبة طبرق التي وصلها في وقت سابق الجمعة عائدا إلى طرابلس دون أن يتوجه إلى مدينة بنغازي (شرق) للقاء حفتر، بخلاف توقعات سابقة لوسائل إعلام محلية. وربط مراقبون عدم لقاء دبيبة وحفتر بالانتقادات التي طالت رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد يونس المنفي، بعد لقائه حفتر في بنغازي، قبل أيام. وتعد هذه أول زيارة يجريها دبيبة منذ انتخابه قبل أسبوعين، لطبرق الواقعة تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي، وهي مقر انعقاد مجلس النواب الذي يرأسه صالح. وتشهد ليبيا هذه الأيام انفراجة في أزمتها بعد انتخاب ملتقى الحوار في 5 فبراير/شباط الجاري سلطة تنفيذية موحدة، على رأسها دبيبة لرئاسة الحكومة، والمنفي لرئاسة المجلس الرئاسي، مهمتها الأساسية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021. ووفق مخرجات حوار جنيف، ما زال أمام دبيبة، نحو أسبوع لتقديم تشكيلة حكومته إلى مجلس النواب من أجل منحها الثقة، وفي حالة تعذر ذلك يتم تقديمها لملتقى الحوار السياسي. وعلى صعيد الأزمة الليبية المستمرة منذ سنوات اتفق المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش مع حفتر، على أهمية التزام كافة الأطراف الليبية بإجراء الانتخابات المقررة أواخر العام الجاري. جاء ذلك خلال لقاء كوبيش وحفتر بمدينة بنغازي (شرق)، الجمعة، وفق بيان صادر عن البعثة الأممية. وأفاد البيان بأن الجانبين اتفقا "على أهمية التزام جميع الأطراف في ليبيا بإجراء الانتخابات الوطنية في ديسمبر 2021، وتسهيل إجرائها". وأضاف أن اللقاء ناقش أيضا "سبل الإسراع في التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، الموقع في 23 أكتوبر (تشرين أول) 2020، وأيضا انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية ومناقشة سبل تسريع فتح الطريق الساحلي". وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، توصل طرفي النزاع في ليبيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ضمن مباحثات اللجنة العسكرية (5+5) في جنيف، برعاية أممية. وفي إطار الأزمة الليبية وصل نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية أحمد معيتيق ووزير المالية فرج بومطاري السبت، إلى مطار الأبرق (شرق) للمشاركة في إقرار ميزانية موحدة. وقال معيتيق عبر صفحته بفيسبوك "وصلت منذ قليل رفقة وزير المالية فرج بومطاري إلى مطار الأبرق للمشاركة في إقرار ميزانية موحدة، ومن ثم سنلتقي رئيس مجلس نواب (طبرق) عقيلة صالح". ولم يوضح معيتيق أية تفاصيل حول الميزانية المقرر اعتمادها اليوم. وهذه أول زيارة لوفد يمثل الحكومة الليبية نحو الشرق الذي يسيطر عليه الانقلابي خليفة حفتر ومعسكره السياسي ممثلا بمجلس نواب طبرق برئاسة عقيلة صالح. وفي 8 فبراير/شباط الجاري اتفقت الأطراف الليبية (حكومتا الوفاق وطبرق) على ميزانية موحدة للبلاد لمدة شهرين، حسبما أعلنت بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا. وقالت البعثة الأممية في بيانها آنذاك أن "هذه هي المرة الأولى منذ 2014 التي يكون لدى ليبيا ميزانية وطنية موحدة واحدة". ولم تذكر البعثة أرقاما للإيرادات والنفقات في الميزانية المؤقتة. وأضافت البعثة الأممية "الأطراف اتفقت على ميزانية شهرين بدلا من سنة كاملة، لإتاحة المجال للسلطة التنفيذية الموحدة المشكلة حديثا لاتخاذ قرار بشأن الميزانية الكاملة لعام 2021".
مشاركة :