صناعة الفخار في غزة.... مهنة تقاوم الاندثار

  • 2/21/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على بعد عشرات الأمتار من السياج الفاصل شرق دير البلح، في منطقة يطلقون عليها منطقة الصمود والتحدي والشموخ، يتخذ المواطن سيد عطاالله مكاناً له لصناعة الفخار التي تعتبر من الآثار الفلسطينية، لمواجهة التغول الإسرائيلي على الآثار الفلسطينية على بعد أمتار من أماكن تواجدهم. المكان يخلو من البشر والحركة، ولا أحد يتجه إلى هذه الأماكن، لكن يوجد هناك فقط عطاالله برفقة أبنائه ليصنع الفخار محاولاً إحياء هذه المهنة خوفاً من اندثارها كلياً، بعد انقراض عدد المصانع العاملة في هذا المجال، ليسجل نفسه ضمن المصانع القليلة جداً المهتمة في استمرار إحياء هذه المهنة في قطاع غزة. مهنة صناعة الفخار توارثها عطاالله من والده، ووالده توارثها من جده، وينوي توريثها لابنه، وهكذا تسير الحياة في هذا المجال، رغم حصوله على شهادة جامعية، لكنه آثر العمل في هذه المهنة ليستمر في الحفاظ عليها بعدما تعلمها على يد والده، ليكون حاضراً في إحيائها في قطاع غزة. بداية تعلم عطاالله لهذه المهنة، كانت منذ طفولته عندما كان ينتهي من الدراسة في طفولته، يتجه إلى مصنع والده الذي كان يتواجد بجانب بيتهم في مدينة غزة، وكانت البداية من باب اللعب على طفل صغير، ثم تعمق فيها أكثر وأكثر، وأصبح ممارساً ومتقناً لهذه المهنة، حتى هذه اللحظة. وتعلم عطاالله تشكيل كافة أشكال الفخار، واصفاً نفسه بـالطفل المعجزة آنذاك، بتمكن طفل من إتقان هذه المهنة الصعبة، واستمر فيها رغم تفوقه في الدراسة الجامعية. ويقول عطاالله عن هذه المهنة: «المهنة هذه شبه انقرضت في قطاع غزة، فوالدي كان له مصنعان بجانب بيتنا لصناعة الفخار ليتمكن من تشغيل الجميع، وكان سابقاً في قطاع غزة أكثر من 45 مصنعاً لصناعة الفخار، وغالبية العمال يعملون في هذه المصانع، ولكنها الآن انقرضت كلياً لعدم وجود فنيين يعملون في هذا المجال، ولا يوجد تقدير واهتمام من المسؤولين تجاه هذه المهنة». لقمة العيش واعتبر عطاالله هذه المهنة بالمكافحة والشاقة من أجل لقمة العيش، لكنه أكد أنه يفكر بترك هذه المهنة والاتجاه إلى مجال آخر، ليس كرهاً فيها، ولكن لعدم وجود عمال يساعدونه في هذه المهنة، فجميع العمال الذين يأتون إلى المصنع يغادرونه فوراً بعدما يشاهدون المشقة في العمل. وأضاف: «هذا جيل سرعة وجيل إنترنت، والشباب يتركون العمل نتيجة المشقة فيه، أو يغادرون يوم العمل الشاق، ويعملون يوم العمل السهل». وأكد عدم وجود اهتمام بهذه المهنة من الجهات المسؤولة، لكن الجميع يحب هذه المهنة، ومن يصمد معه في العمل حتى الآن الأقربون مثل ابنه وابن شقيقه، لأنهم مجبرون على العمل بجانبه، لكن الكثير من الآخرين من جيل الشباب يترك العمل ولا يصمد طويلاً بسبب مشقته ومراحله المتعبة. مراحل وتمر صناعة الفخار في قطاع غزة بعدة مراحل تبدأ بتنشيف الطين، وبعدها يتم تحريكه في الشمس، وإدخاله في بركة مياه، ثم يتم تنخيله لإخراج الشوائب من الطين، ثم إدخاله في العجانة ليتم بعد ذلك تشكيله، وبعد الانتهاء من صناعته يتم إدخاله إلى الفرن لحرقه، وجميعها مراحل شاقة قد تستغرق ما يقارب من شهر لتكون جاهزة للبيع «حسب قوله». وأوضح أن تسويق منتجاته يكون محلياً فقط، وجميع المصانع التي تعمل في صناعة الفخار حالياً تعمل بقدرة مصنع واحد سابقاً، وفي كل مصنع يعمل أربعة عمال فقط، بخلاف الأيام السابقة التي كان يعمل في المصنع الواحد أكثر من 40 عاملاً. ويتقن عطاالله تشكيل كافة أشكال الأواني الفخارية، والتسويق جميل لكن الأسعار قليلة جداً، ولا تكفي العائد اليومي للعامل الواحد، ويضيف خلال حديثه لـ«البيان»: «المستفيد الوحيد من صناعة الفخار هو التاجر، وما نحصل عليه القليل جداً من العائد المادي، ولذلك المهنة اندثرت، والآن يعمل في هذا المجال فقط مصنعان». وبين أن أهم الصعوبات التي تواجههم هي عدم توفر الكهرباء على مدار الساعة، وعدم وجود تصدير للمنتجات، وصعوبة توفير الجفت والنجارة لاستخدامها في الحرق.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :