تلاحق اتهامات الفساد رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف المرشح الأبرز لخلافة حسن روحاني في رئاسة إيران خلال انتخابات يونيو المقبل.وتستخدم السلطات كل أساليب القمع والعنف لمواجهة منتقدي قاليباف الذي يحظى بدعم المرشد الأعلى علي خامنئي، حيث أصدر القضاء الإيراني أمس حكما بالسجن 13 شهرا ضد الصحفي ياشار سلطاني، بتهمة «نشر أكاذيب»، بعد أن نشر أدلة تكشف وجود فساد في مجلس مدينة طهران، أثناء ولاية محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الحالي، وعمدة العاصمة السابق. ورفض نظام الملالي تعرية أحد من رجاله، ولم تنظر المحكمة إلى ملفات فساد بملايين الدولارات حصل عليها قاليباف أثناء توليه مجلس العاصمة، ولم تلتفت لما نشره عام 2017 من وثائق وأدلة تشير إلى منح عقارات كبيرة للعديد من الأفراد والمنظمات بشكل غير قانوني.قريب المرشدوأكد رئيس مجلس طهران السابق محمد علي نجفي، في تصريحات سابقة أن مليارات الدولارات من أموال البلدية اختفت خلال فترة قاليباف التي استمرت 12 عاما، وجدد سلطاني وصحفيان آخران وعضو البرلمان في طهران مصطفى مير سليم نفس الاتهامات ضد قاليباف في الصيف الماضي، وفقا لقناة (العربية).وتضمنت إحدى التهم الاحتيال على بلدية طهران بقيمة 26 مليون دولار في عمليات نقل ملكية غير قانونية، حيث قرر البرلمان الجديد الذي انتخب قاليباف في يونيو الماضي رئيسا له، مقاضاة المتهمين.وفي حين اعترف القضاء الإيراني في أغسطس الماضي بأنه تم اعتقال نائب سابق على صلة بالقضية، إلا أن قاليباف الذي تربطه صلات عائلية بالمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، لم توجه له أي اتهامات كما لم يستجوب في القضية، على الرغم من استدعاء نائبه السابق للمحكمة.أحكام سابقةوحكم على سلطاني رئيس تحرير موقع «معماري نيوز» سابقا بالسجن لمدة خمس سنوات لفضحه الفساد المستشري داخل مؤسسات بلدية طهران، كما منع مغادرة إيران أو المشاركة في الأنشطة السياسية والإعلامية لمدة عامين، كما أعلن محاميه.وفي سبتمبر 2020، نشر وثيقة تفيد بأن علي رضا بناهيان، رجل الدين المقرب من المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، قد اشترى أرضا باهظة الثمن بسعر منخفض جدا من إيراني بالخارج وبنى فوقها مجمعا سكنيا، وجاء ذلك ردا على تصريح لبناهيان، وهو في مقر «عمار» الاستراتيجي للحرب الناعمة، التابع للحرس الثوري الإيراني، ادعى فيه أنه يعيش حياة «زهد وتقشف»، وأنه لا يمتلك سوى شقة واحدة فقط، وهي «هدية من الأصدقاء».العقارات الفلكيةوتورط قاليباف ضمن عدد من المسؤولين الإيرانيين الآخرين في قضية فساد كبيرة عرفت باسم «العقارات الفلكية»، وعاد الجدل إلى الشارع الإيراني بعد تولي الجنرال السابق في الحرس الثوري منصف رئاسة المجلس النيابي داخل البلاد قبل عام كامل.وكشف محمود ميرلوحي، رئيس اللجنة الاقتصادية والتنظيمية بمجلس مدينة طهران، في مقابلة مع صحيفة «اعتماد» المحلية الإصلاحية، عن ظهور حالات جديدة تتعلق ببيع قاليباف عقارات وأبنية تصل قيمتها لنصف مليار دولار أمريكي نظير أثمان زهيدة لمقربين منه في السنوات الماضية. وأوضح «ميرلوحي» أن قضية مبيعات الأملاك غير القانونية التي تورطت بها بلدية طهران تحت رئاسة محمد باقر قاليباف بين أعوام 2005 إلى 2017 قد أعيد التحقيق بها بعد تعليقها منذ عامين، حسب قوله.اتهامات باهظةوذكر عضو مجلس العاصمة الإيرانية طهران ضمنيا أن عمدة طهران السابق قد باع بشكل غير قانوني قرابة 2000 عقار، وأشار المسؤول الإيراني إلى أن مديرين سابقين في بلدية طهران وبعض الأعضاء السابقين في مجلس المدينة لعبوا أدوارا في عمليات البيع غير المشروع لهذه الأملاك في شمال إيران، ورغم ذلك لم يعد ملف قضية فساد «العقارات الفلكية» في بلدية طهران متداولا في القضاء الإيراني منذ عام 2017.ولم يوجه القضاء الإيراني اتهامات رسمية لقاليباف في تلك القضية التي كشفها منذ عامين الصحفي ياشار سلطاني مدير موقع «معماري نيوز» المحلي، ونشر الأخير، عبر الموقع المذكور رسالة من ديوان المحاسبة العامة (هيئة رقابة مالية رسمية) يستفسر فيها الأخير من مديري بلدية طهران عن عشرات الحالات من الأراضي والممتلكات التي يتم نقلها بخصومات خاصة لبعض الأفراد. وغرد سلطاني أن عمدة طهران السابق محمد باقر قاليباف لم يتم استدعاؤه إلى مكتب المدعي العام على الرغم من الاتهامات المالية الباهظة.تدخل خامنئيفي المقابل، احتجزت السلطات الإيرانية مدير موقع «معماري نيوز» لبعض الوقت على خلفية الرسالة المسربة، قبل أن يتم الحكم عليه بـ13 شهرا أمس. واتهم منتقدون لمحمد باقر قاليباف، عمدة طهران السابق الأخير في السنوات الماضية بالتسبب في ديون ثقيلة للبلدية، والتوظيف الضخم للقوى العاملة، وإهدار أصول مالية. وكشف موقع «إيران واير» في تقرير استند لوثائق مسربة، أن خامنئي تدخل بصفة شخصية لإغلاق قضايا فساد متورط بها قضاة كبار بالسلطة القضائية، وذكر التقرير أن المحاكم الإيرانية سجلت نحو 10 آلاف قضية فساد مالي متهم فيها مسؤولون قضائيون.ويرى مراقبون أن دعوات المرشد الإيراني عبر وسائل الإعلام المقربة منه لمكافحة الفساد ليست هادفة إلى الإصلاح الجذري بل مجرد شعارات انتخابية ودعايات على سبيل الترويج في مناسبات بعينها.قائمة تجاوزات محمد باقر قاليباف: اشتهر بأنه الجنرال العسكري المسؤول الذي سحق الاحتجاجات شارك شخصيا في ضرب المتظاهرين في 1999 لعب دورا نشطا في قمع الاضطرابات في 2003 كان قاليباف ضمن مجموعة من قادة الحرس الثوري هددت الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي أخمد المظاهرات الدموية عام 2009 عندما كان رئيسا لبلدية طهران ساهم في تزوير الانتخابات التي جاءت بمحمود أحمدي نجاد للسلطة المتهم الرئيس في قضية العقارات الفلكية يملك مجموعة من ملفات الفساد التي ترفض السلطات النظر فيها
مشاركة :