في منتصف الأسبوع الماضي، تعرضت البلاد لمنخفض جوي بارد، عُرف بـ «المنخفض القبرصي»، أفضى إلى هطول الأمطار والثلوج، وحلول رياح مثيرة للأتربة والرمال على صعيد مصر. وعانى المواطنون، خلال هذه الفترة، من حالة عدم استقرار على مستوى الطقس، فكان الخروج إلى الشارع بحساب، والعودة إلى المنزل مهمة شاقة وسط أجواء غير مستقرة. وما أن تحسنت الظروف المناخية نسبيًا في اليومين الماضيين، صرحت الدكتورة إيمان شاكر، وكيل مركز الاستشعار عن بُعد بهيئة الأرصاد الجوية، أن مصر على مشارف التعرض لمنخفض جوي جديد، وهذا خلال الأسبوع الجاري. وكشفت «إيمان»، في مداخلة هاتفية، عبر برنامج «الحياة اليوم» المذاع بفضائية «الحياة»، أن المنخفض الجوي المقبل سيكون تأثيره ضعيفًا، مقارنة بالمنخفض القبرصي، فستكون الأمطار متوسطة على السواحل الشمالية. وأوضحت وكيل مركز الاستشعار عن بُعد، أن المنخفض الجديد سيتسبب في هطول الأمطار بدءًا من الاثنين وحتى الثلاثاء، متوقعة أن تشهد مصر منخفضات أخرى على مدار فصل الشتاء الممتد حتى 20 مارس. المؤشرات السابقة، تدفع المواطن البسيط إلى القلق مما هو قادم فيما يخص حالة الطقس، فبعدما ظنت الغالبية أن الأجواء ستتحسن، طبقًا لدفء الجو خلال يناير الماضي، أصبح هناك توجس من فكرة تتابع المنخفضات الجوية تواليًا، حتى أصبح السؤال: متى تستقر درجات الحرارة؟ للإجابة على السؤال الأخير، يقول وحيد سعودي، المتحدث الرسمي باسم هيئة الأرصاد الجوية سابقًا، إن الشتاء لم ينته جغرافيًا، فموعده النهائي هو 21 مارس، وعليه مازلنا عرضة لمثل هذه المنخفضات الجوية، المصحوبة بتقلبات وحالات عدم الاستقرار، مع تفاوت نسبها من حالة إلى أخرى. وأضاف «سعودي»، لـ «المصري لايت»، أن حالة ونسبة عدم الاستقرار تتوقف على التوزيعات الضبطية على سطح الأرض وطبقات الجو العليا، وهو ما ينطبق على المنخفض القبرصي الأخير، الذي يتكون في شرق حوض البحر المتوسط. ورغم انتهاء الشتاء جغرافيًا في 21 مارس، نوه «سعودي» إلى أن حالة عدم الاستقرار قد تمتد إلى ما بعد هذا التاريخ، موضحًا: «هناك ما يُسمى ببداية ونهاية الجغرافية لأي فصل من الفصول، وبداية ونهاية مناخية، والاثنين يصل الفرق بينهما إلى أسبوع أو 12 يومًا، مثلًا لاحظنا أن يناير الماضي الجو فيه كان دافئ، عكس العام الماضي، وهنا نقول إن الشتاء بدأ جغرافيًا لكن لم يبدأ مناخيًا». وعن عوامل زيادة مدة فصل الشتاء مناخيًا، يرجعها «سعودي» إلى التوزيعات الضبطية: «أي دولة اليوم يصدر عنها ما يقرب من 6 نشرات جوية، حتى تتابع التغيرات التي تحدث في خرائط توزيعات الضغط، سواءً على سطح الأرض أأو طبقات الجو العليا، وبحثًا عن مصادر الكتل الهوائية المصاحبة لهذه التوزيعات، إضافةً إلى تخلخل الضغط الجوي على سطح الأرض، ووجود عدة منخفضات في طبقات الجو العليا». يشير «سعودي» إلى أنه طالما توافرت الظروف سالفة الذكر، ستتعرض البلاد لأمطار، وتتكون السحب وتنشط الرياح بقوة: «إذا ظلت التوزيعات الضبطية على هذه الحالة (الجو البارد) سيستمر هذا الوضع». بسؤاله عن موعد استقرار درجات الحرار، أوقع «سعودي» بان تعود ارتفاعها مجددًا في النصف الثاني من شهر مارس، وهو ما يصاحبه هدوء سرعة الرياح، وهذا رغم دخولنا في فصل «التقلبات الجوية» حسب تعبيره: «الربيع يتميز بالتقلبات الجوية الحادة والسريعة، والموجات الخماسينية المثيرة للرمال والأتربة».
مشاركة :