تؤكد د. لمياء محمود رئيسة شبكة صوت العرب بالتلفزيون المصري على أهمية دور الإعلام في دعم القضايا العربية، خاصة في الوقت الراهن الذي تعيشه الأمة العربية، مشيرة إلى أن إذاعة صوت العرب جاءت فكرتها لدعم العروبة والعمل على تعزيز ودعم العلاقات العربية بالشكل الذي يحمي الأمن القومي العربي، كما أكدت أن الإذاعات الخليجية وتحديداً الإذاعات السعودية والكويتية شهدت تطوراً ملحوظاً وكبيراً وأصبحت تعمل باحترافية كبيرة. * بداية حدثينا عن نشأة صوت العرب والهدف من تأسيسها؟ جاءت فكرة إنشاء إذاعة صوت العرب في ظروف حرجة في عمر الأمة العربية وفي زمن استعمار عدد من الدول العربية، وكانت الفكرة من قبل د. محمد عبدالقادر حاتم وزير الثقافة والإرشاد القومي آنذاك، وتم تأسيس الإذاعة عام 1953م وتم اختيار الإذاعي الكبير أحمد سعيد رئيساً لها حتى إقالته عقب نكسة 67، وكان الهدف منها دعم مختلف القضايا العربية ومساندة الشعوب العربية التي تواجه الاستعمار مثل الجزائر وغيرها من الدول العربية آنذاك. * كيف تواجه الإذاعات العربية بشكل عام الإرهاب في العالم العربي؟ دعنا نؤكد أن الإرهاب آفة تهدد العالم أجمع ولكن نظراً للظروف التي تمر بها الأمة العربية بعد الثورات أصبح هناك دول عربية مثل ليبيا والعراق مرتعاً للبؤر الإرهابية التي تعبث بأمن الأمة العربية، وأنا أرى أن مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف يمكن أن يتم من خلال الإذاعات في سياق مواجهة الفكر بالفكر أيضاً، أي أن الفكر الضال يحارب بالفكر الصحيح، ولابد من خلق برامج إذاعية موحدة لمواجهة الإرهاب فكرياً من خلال برنامج عربي موحد يذاع في وقت واحد في مختلف الإذاعات العربية لمواجهة الإرهاب من خلال بث التوعية والفكر الإسلامي الصحيح البعيد عن التطرف والغلو. * كيف تواجه إذاعة صوت العرب المد التكنولوجي الحالي الذي أثر في كل مناحي الحياة؟ دعنا نقول إن التكنولوجيا الحديثة في وسائل الاتصالات أثرت على الإذاعات بشكل عام ولكن مازال هناك جمهور كبير للإذاعات خاصة إذاعة صوت العرب لأن البرامج والرسالة الإعلامية الصادقة هي ما يجذب إليك الجمهور والمستمعين، والدليل أن إذاعة صوت العرب مازالت صامدة منذ أكثر من 60 عاماً، ودائماً ما تحصل على أكثر الإذاعات استماعاً، وهذا أمر يشكل بالنسبة لنا نوعا من التحدي ونحن قادرون عليه من خلال برامج جادة تناقش القضايا العربية بشكل حيادي تماماً. * وكيف تتعاملون مع الدول التي بينها وبين مصر خلافات؟ الحقيقة نتعامل مع هذه الدول بمنتهى الحيادية، فالقضية الفلسطينية -مثلاً- هي القضية المحورية لنا باعتبارها القضية المحورية للعالم العربي أيضاً، ولدينا إذاعة فلسطين التي تتبع شبكة صوت العرب وتم تأسيسها منذ أكثر من 55 سنة وليس لها من عمل سوى متابعة تطورات القضية الفلسطينية ورغم أن حركة حماس قد أضرت بالقضية الفلسطينية وعملت على تشتيتها إلا أننا نتعامل بحيادية معها مع تذكيرها بضرورة العودة إلى الصف الفلسطيني حتى لا تستغل إسرائيل مثل هذه الخلافات لإضعاف القضية. * وماذا عن تعاونكم مع الإذاعات العربية؟ لدينا تعاون كبير وغير مسبوق خاصة مع إذاعة الرياض التي تهدينا كل عام مسلسلاً لصوت العرب، فقد أهدتنا في رمضان الماضي مسلسلاً من إنتاج سعودي بالكامل وهو مسلسل "نوادر جحا" ورمضان قبل الماضي أهدتنا المسلسل الإذاعي الكوميدي "أحلام طائشة" هذا إلى جانب تعاوننا معها لتعميم اللغة العربية الفصحى بمبادرة مشتركة، والحقيقة أن هناك تطورا كبيرا في إذاعة الرياض وعندما حدثت عاصفة الحزم كنا مع المملكة شعباً وحكومة في الدفاع عن حقوقهم المشروعة وفي الدفاع عن أمنهم القومي وتأمين حدودهم، وأنا أرى أن المملكة اتخذت القرار المناسب في الوقت المناسب، وإن كان الحوثيون يهددون اليمن منذ عقود من الزمن، وراحوا يهددون أمن المملكة التي ردت بقوة ب"عاصفة الحزم" التي كان لها أكبر الأثر في صد مخطط كاد يربك المنطقة بأسرها، وقد تفاعلنا في "صوت العرب" بشكل كبير مع الحدث حيث قمنا باستضافة خبراء مصريين وسعوديين للحديث عن "عاصفة الحزم" بالتعاون مع إذاعة الرياض وظللنا طوال "عاصفة الحزم" في بث آخر التطورات وكانت تغطيات ناجحة بشهادة المستمعين العرب، وفي الحقيقة هناك تطور كبير جداً شهدته الإذاعات الخليجية خلال السنوات القليلة الماضية.
مشاركة :