هكذا هي مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، تبدو دائما متميزة، وهي وجهة سياحية مختلفة عن كل مدن العالم، فهي ليست بحاجة إلى دعاية أو إعلان، إذ تهفو إليها النفوس المؤمنة بالبعثة النبوية من كل أصقاع الأرض حباً واشتياقا، فكيف لو ترافق ذلك مع أجمل فنون الاحتفال وأحر أنواع الاستقبال. دموع الزوار لهذه المدينة العتيقة تسبق كلماتهم وردود أفعالهم على مرأى الورود المتناثرة وأناشيد الاستقبال الصادقة تبدو واضحة حتى أمام أطفال تطوعوا لمهمة الاستقبال التي ينظمها فرع وزارة الحج في المدينة المنورة بشراكة مع إدارة تعليم المدينة المنورة للعام الثالث على التوالي، انضمت إليها في موسم حج هذا العام شركة تحالف طيبة المشغلة لمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة. كلمات الحجاج القادمين من دول عربية وإسلامية تتلخص في الشكر الجزيل لهذا المنظر الذي يبعث على البهجة المضاعفة التي يكفي منها شعور السعادة الذي يملأ الزائر لمدينةٍ طالما تاق لتنسم هوائها، وهو يضيف إلى ذلك الحبور الذي يجده من أبناء هذه البلدة الطاهرة بدفء الاستقبال وعمق الإخاء. ويجري استقبال الحجاج فور وصولهم إلى صالة المطار بـ "مجسات حجازية"، ونشيد "طلع البدر علينا"، وبماء زمزم والعجوة (التمر) وبالنعناع والورد المديني، وذلك بمشاركة عدد من طلاب مدارس المنطقة من المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، ضمن برنامج "نُحبك يا ضيف الرحمن". وأحصى البيان الصادر عن المديرية العامة للجوازات وصول نحو 450 ألف حاج حتى مطلع الأسبوع، وذلك بزيادة 24290 حاجا عن عدد القادمين للفترة ذاتها من العام الماضي بنسبة قدرها 6 في المائة تقريبا. وأكد محمد البيجاوي مدير فرع وزارة الحج في المدينة المنورة أهمية الاستقبال الجيد لضيوف بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي انطلاقا من الواجب الديني أولا وتنفيذا لتوجيهات القيادة الحكيمة بتقديم أفضل الخدمات للحجاج والزوار والعناية بهم، وثانيا تمثيلا لأبناء المدينة الذين عرف عنهم احتفاؤهم بضيوف الرحمن حين يصلون. وكان فرع وزارة الحج في منطقة المدينة المنورة قد فاز أخيرا بجائزة الأداء الحكومي المتميز في محور أنظمة الجودة وتطبيق التحسين المستمر للخدمات التي يسلمها سنويا أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان سعيا لإيجاد بيئة عمل حكومية تنافسية متميزة في الأداء.