* "سوف يتطلب الأمر انضباط أكثر من المنتجين الأمريكيين حتى تحصل السوق على الثقة اللازمة.". ريتشارد مونكريف - الرئيس التنفيذي لشركة ديفون. * "لا تزال الاستثمارات المخططة في قطاع النفط الصخري أقل من مستويات ما قبل الوباء". يعتبر الارتفاع الأخير للنفط فوق مستوى الـ 60 دولارًا للبرميل بمثابة اختبار لقوة إرادة شركات النفط الصخري، التي تعهدت بإبطاء الحفر وإصلاح الميزانيات العمومية التي تضررت من الوباء.ومنحت الأسعار الحالية التي تعتبر الأعلى منذ يناير 2020 المنقبين الأمريكيين فرصة غير متوقعة للاستثمار في بقع النفط التي كانت تعتبر غير قابلة للعمل عليها قبل بضعة أشهر فقط. وبدأت بعض شركات التنقيب، مثل ديفون إنرجي، في تخفيف القيود المالية مع تحسن السوق.ولكن على الرغم من ذلك، ففي الوقت الحالي لا يستطيع العديد من شركات التنقيب الاستفادة من الارتفاع، حيث يعملون على استعادة ما يقرب من ثلث إنتاج النفط في البلاد. وقال المتداولون إن العاصفة الشتوية في الولايات المتحدة، والتي تركت الملايين بدون كهرباء هذا الأسبوع، تسببت في توقف إنتاج ما يصل إلى 2.5 مليون برميل يوميًا في حوض بيرميان وإيجل فورد في تكساس، ومليون برميل إضافية في الولايات الأخرى الغنية بالنفط.على الجانب الآخر، منعت الطرق الجليدية طواقم شركات خدمات الحقول من الوصول إلى الآبار، ويقدر المحللون أن الاضطرابات قد تؤثر على الإنتاج حتى شهر مارس. وقال ريتشارد مونكريف الرئيس التنفيذي لشركة ديفون إن الأمر سيستغرق أسابيع لتحديد عدد البراميل التي تم خسارتها بسبب العاصفة.وخلال إعلانهم عن أرباح شركاتهم هذا الأسبوع، قال المسؤولون التنفيذيون لشركات النفط الصخري إنهم ملتزمون بالانضباط الرأس مالي، والذي أصبح توجهًا عامًا في القطاع بعد تشجيع المستثمرين عليه لعدة سنوات.وقال البعض إنهم يخططون لكبح النمو في الإنفاق والحفر والإنتاج هذا العام، ويتوقعون أنهم سيعيدون استثمار ما يقرب من 70 ٪ من تدفقاتهم النقدية من العودة لعمليات الحفر، مع توجيه باقي الميزانية لسداد الديون وأرباح المساهمين. ولعدة سنوات ماضية، تراكمت الديون على شركات النفط الصخري الأمريكية بسبب زياد الإنفاق على المشاريع الرأسمالية بما يفوق الأرباح التي تحققها من بيع النفط والغاز.وقالت ديفون أيضًا إنها ستدفع أرباحًا متغيرة قدرها 19 سنتًا للسهم، أو ما يعادل إجمالًا 128 مليون دولار، في نهاية الربع الأول من العام الحالي، حيث تتغير توزيعات الأرباح عادة حسب مستويات النقد المتاح.وفي مقابلة صحفية، قال منكريف إن ارتفاع أسعار النفط لـ60 دولارًا للبرميل سيؤدي فقط إلى زيادة مقدار الأموال التي تعيدها الشركة للمساهمين.وأضاف منكريف: «هذا ما سيحتاجه سوق النفط العالمي حتى يستقر». وأضاف: «سوف يتطلب الأمر انضباطا أكثر من المنتجين الأمريكيين حتى تحصل السوق على الثقة اللازمة.»ومع ذلك، بدأت ديفون وبعض شركات التنقيب الأخرى في رفع الإنفاق من مستويات العام الماضي، والمغامرة بدخول مناطق جديدة. وقالت ديفون، التي استحوذت على منافستها دابليو بي أكس إنرجي الشهر الماضي، إن إنفاقها الرأسمالي قد يصل إلى 1.8 مليار دولار هذا العام، بزيادة حوالي 56 ٪ عن الميزانية التي أنفقتها ديفون وحدها في عام 2020، وهو رقم قريب من ميزانية الـ 1.9 مليار دولار التي استثمرتها الشركة في عام 2019.وقالت شركة كونتيننتال ريسورسز، وهي أكبر منتج في منطقة باكن شيل بولاية نورث داكوتا الأمريكية، إنها تخطط لشراء آلاف الأفدنة في حوض نهر بودر في وايومنغ مقابل 215 مليون دولار، كما رفعت ميزانيتها الرأسمالية إلى 1.4 مليار دولار، بزيادة 21 ٪ عن العام الماضي. وتتوقع الشركة تحقيق مليار دولار من التدفق النقدي الحر هذا العام.وفي إطار متصل، قالت شركة كونكو فيليبس، وهي أكبر شركة إنتاج نفط أمريكية مستقلة، إنها تخطط لإنفاق ما يقرب من 5.5 مليار دولار على المشاريع الرأسمالية، أي أكثر بنحو 17 ٪ مما فعلت في عام 2020. ومع ذلك، إذا ظلت أسعار النفط مرتفعة نسبيًا، تتوقع الشركة أن أرباحها وحدها لن تكون كافية لتحقيق هدفها المتمثل في سداد أكثر من 30 ٪ من أموال المستثمرين عبر أرباح العمليات التي تقوم بها. وقال ريان لانس، المدير التنفيذي لشركة كونكو فيليبس: «إذا أعدنا تنشيط عمليات إعادة الشراء كقناة للتمويل فلن يكون ذلك أمرًا مفاجئًا، ونحن نشجع دومًا فكرة تحسين صافي الديون».ولا تزال الاستثمارات المخططة في قطاع النفط الصخري أقل من مستويات ما قبل الوباء. ولكن إذا استقرت أسعار النفط فوق متوسط يبلغ أكثر من 50 دولارًا للبرميل، يتمكن أكبر شركات التنقيب عن النفط الصخري في الولايات المتحدة من جمع أموال كافية لإعادة استثمار 6 مليارات دولار إضافية في عمليات الحفر، بزيادة أكثر من الربع مقارنة بالخطط الموضوعة في شهر نوفمبر الماضي، وفقًا لـ شركة ريستاد إنرجي الاستشارية. ومن شأن هذه الزيادة أن ترفع إجمالي استثمارات تلك الشركات إلى حوالي 28 مليار دولار.وقال جون آبلجاث، المدير التنفيذي السابق في شركة رينج ريسورسز، والذي يعمل الآن كمستشار: «قد تقوم الشركات الكبرى بضبط خطط الإنفاق الخاصة بها، لكني لا أرى أي شركة تضع أفكارا مجنونة». وأضاف: «قد ترى الشركات الأصغر المدعومة من الأسهم الخاصة أن الوضع السوقي الحالي وسيلة حتى تتحرر، كما يمكن لبعضهم حفر ضعف عدد الآبار التي خططوا لها».في الوقت نفسه، وجه انقطاع إنتاج النفط في ولاية تكساس والولايات الأخرى ضربة لعائدات شركات الحفر المستقبلية. وقالت شركة ريستاد إن تلك الانقطاعات تسببت في أكبر تعطيل للإمدادات النفطية الأمريكية على الإطلاق.من جانبها، أوضحت شركة كونتيننتال، التي تعمل أيضًا في أوكلاهوما، إنها تستخرج حاليًا حوالي 50 ٪ من إنتاجها في الغاز، بينما استمرت الشركات الأخرى في ضخ 5 ٪ إلى 25 ٪ من إنتاج الغاز الطبيعي. وقالت الشركة إنها تعمل مع شركات خطوط الأنابيب وشركات الطاقة للحفاظ على تشغيل معدات الضغط وعمل الآبار.وقال ويليام بيري الرئيس التنفيذي لشركة كونتيننتال للمستثمرين يوم الأربعاء الماضي: «إننا نشعر بالتوتر الشديد بسبب الانقطاع في شبكاتنا الكهربائية وأنظمة الطاقة». وأضاف: «نحتاج فقط إلى بذل كل جهد ممكن للتأكد من أننا نقوم بتحميل كل الغاز الذي نستطيع تحميله».
مشاركة :