في يوم حزين ألقى بظلاله على طلاب ومعلمي مدرسة الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد الابتدائية فُجع منسوبو المدرسة بوفاة معلمهم وزميلهم الأستاذ زياد عثمان الجربوع والذي ألمّت به أزمة قلبية أثناء أدائه لمهمته التربوية والتعليمية داخل الفصل حيث كان منهمكاً في الشرح لأطفاله الصغار، وشعر بألم حاد في القلب أسقطه أمام صغاره الطلاب، وعلى الفور تجمع زملاؤه في الفصل ونقلوه فوراً بواسطة سيارة الهلال الأحمر إلى المستشفى، إلا أن القدر لم يمهله كثيرًا على السرير الأبيض حيث أعلن منسوبو المستشفى وفاته وسط حزن كبير بين زملائه وطلابه، الذين بدت ملامح الأسى ولوعة الفراق تكلأ وجوههم، وكأن لسان حالهم يقول ترجّل فارس من فوارس التربية عن فرسه، وودّعنا صاحب الابتسامة التي لا تفارق محياه. الكثير من زملائه المعلمين بكوا وتأثروا وأجمعوا أن زميلهم الفقيد كان أباً حانياً على طلابه وصديقاً مخلصاً لزملائه، وقالوا رحل من كان مساهماً وواضعاً بصمته في كل أنشطة المدرسة، ذهب المبادر وصانع الأجيال لعقدين من الزمن كان متفانياً في عمله مبادراً في عمله وأنشطته ترك خلفه بصمة وأثراً لن يمحى بإذن الله، كما بدى التأثر أكبر من خلال الزملاء المقربين منه فقد ذكروه بحسن الخلق والأدب الجمّ والتعامل الراقي الذي جعله قدوة لزملائه في كل شؤونه داخل المدرسة. أحد زملائه قال: رحل وترك مكانه فارغاً في غرفة المعلمين التي كانت محطّة لشحن الهمة والانطلاق مرّة أخرى في الجزء الثاني من اليوم الدراسي كانت الهمة ترافقه طوال فترة عمله، خرّج طلاباً أفذاذا ساهموا في خدمة دينهم ووطنهم وتفانى في غرس القيم والمبادئ الإسلامية في نفوسهم ثم رحل المربيّ والمعلم الوالد وبقي الأثر شاهداً على الإنجاز، رحمك الله أبا محمد سيذكرك زملاؤك دهراً وسينعاك فصلك وسيحزن طلابك على فراقك وسيشهد لك الميدان بمنجزاتك ومخرجاتك وستكون فخراً وذخراً لمدرستك.
مشاركة :