أصدر أستاذ الجغرافيا والباحث الكويتي الدكتور عبد الله الغنيم، عن منشورات «مركز البحوث الكويتية» مؤخراً كتاباً بعنوان «ما لم ينشر من تراث الملاّح العربي أحمد بن ماجد»، قدّم من خلاله إضافة جديدة في توثيق تاريخ الملاحة في منطقة الخليج العربي والمحيط الهندي والبحر الأحمر، وكشف جانباً مهماً من تراث الملاّح الإماراتي الكبير، ابن رأس الخيمة، أحمد بن ماجد (1418-1501م)، الذي لم يكن معروفاً قبل عثوره عليه في مكتبة «بودليان» في أكسفورد في العام 2002، عندما كان أستاذاً زائراً لمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية. ولعل أهم إضافة قدّمها الغنيم في كتابه فصل بعنوان «مرشدات بحرية»، وهي مجموعة تتألف من ثلاثة أجزاء: كتاب الفوائد في أصول علم البحر والقواعد، وكتاب أرجوزة حاوية الاختصار في أصول علم البحار، والثالث عبارة عن أراجيز وقصائد، وهي لم تنشر من قبل، كما خصص في منجزه الأدبي فصلاً تحدث فيه عن «الملاحق» وجاءت في ثلاثة أقسام. ويلفت الغنيم في كتابه إلى ما ذكره ابن ماجد، الذي تشير دراسات إلى اطلاعه الواسع على علوم الفلك والجغرافيا والتاريخ، في أرجوزته السبعية، المكونة من 75 بيتاً، من وصف دقيق للبحر الأحمر، وجزره وموانئه وشعابه وطرق الملاحة فيه، ثم وصف الطريق من عدن إلى جدّة، كما أورد معلومات عن حركة الرياح وقياسات تعزز أهمية وقيمة ابن ماجد وإضافته فيما يتصل بالملاحة في المنطقة. ويؤكد هذا الكتاب الذي يعد مرجعاً استثنائياً للدارسين والباحثين في علوم الملاحة البحرية، أن ابن ماجد لا يزال موضع اهتمام عالمي من أصحاب الاختصاص، فهو رجل خبير بطرق البحر وعلوم البحار، وله في ذلك كتب مهمة، منها «الفوائد في أصول علم البحر والقواعد»، وكان يلقب بـ«أسد البحار» و«الشهاب»، وتحدث اللغتين المليبارية والفارسية ما سهل مهمته، ويعد «الفوائد» موسوعة في الملاحة البحرية تصف تاريخ هذا العلم وقواعده الأساسية، ومنازل القمر، وخط الاتجاه الثابت، والفرق بين اجتياز البحار ذات السواحل والبحار المفتوحة، ومواقع الموانئ من شرق أفريقيا إلى إندونيسيا، ومواقع النجوم، وشَرَح مختلف أنواع الرياح الموسمية، والأعاصير وغيرها من المواضيع التي تهم البحارة.