أصبحت ألمانيا بطلة العالم على بعد نقطة من بلوغ نهائيات كأس أمم أوروبا (يورو 2016) للمرة الثانية عشرة على التوالي، وذلك بعد عودتها من غلاسجو بفوز ثمين على اسكوتلندا 3 - 2 في الجولة الثامنة من منافسات المجموعة الرابعة التي شهدت انتصارا كاسحا لبولندا على جبل طارق 8 - 1، وآخر ثمينًا لآيرلندا على ضيفتها جورجيا 1 / صفر. وتدين ألمانيا بفوزها الخامس على التوالي في التصفيات إلى مهاجمها المتألق توماس مولر الذي سجل هدفين ومرر كرة الهدف الثالث الذي كان من نصيب إيلكاي غوندوغان. وجددت ألمانيا تفوقها على اسكوتلندا التي خسرت ذهابا 1 - 2، رافعة رصيدها إلى 19 نقطة في الصدارة بفارق نقطتين عن بولندا الثانية التي اكتسحت جبل طارق 8 - 1، و4 نقاط عن آيرلندا الثالثة، فيما تجمد رصيد اسكوتلندا عند 11 نقطة في المركز الرابع. وجاء هدفا مولر في شباك المنتخب الاسكوتلندي للتأكيد على المستوى الرائع الذي يتمتع به مهاجم بايرن ميونيخ في الوقت الحالي. ويشتهر مولر دائما بقدرته على ترك بصمة واضحة في المباريات ولم يكن لقاء اسكوتلندا استثناء من ذلك، وقال مولر: «كان هذا نتيجة الكثير من التدريب الجاد». ورفع مولر رصيده إلى ثمانية أهداف في ثماني مباريات خاضها مع المانشافت في التصفيات الحالية ليحتل المركز الثاني في قائمة هدافي التصفيات بفارق هدفين فقط خلف البولندي روبرت ليفاندوفسكي زميله في بايرن ميونيخ الألماني. كما رفع مولر رصيده إلى 25 هدفا في 65 مباراة دولية خاضها مع المنتخب الألماني علما بأنه سجل أيضًا هدفي فريق بلاده في المباراة التي فاز فيها على المنتخب الاسكوتلندي ذهابا في التصفيات الحالية 2 / 1 العام الماضي. ووصفت صحيفة «ذي هيرالد» التي تصدر في غلاسجو مولر بأنه «ساحر ينوم متابعيه مغناطيسيا» فيما وصفته صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية» بأنه «اللص الكبير». وفي ألمانيا، علقت صحيفة «سودويتشه تسايتونغ» قائلة: «من الجيد أن يكون لديك لاعب لا يمكن التنبؤ بما يقدم عليه مما يجعل السيطرة عليه أمرا صعبا حتى على الدفاع المتماسك». ومع ما يقدمه مولر من أداء غير تقليدي يصاحب الأداء الخططي المنظم والصارم في كل من بايرن ومنتخب ألمانيا، أصبح لدى الفريقين عنصر المفاجأة الذي يمكنه صنع الفارق. كما حظي اللاعب وأسلوبه بإشادة كل من يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب والإسباني جوسيب غوارديولا المدير الفني لبايرن ميونيخ. وقال لوف: «توماس مولر لديه إدراك رائع بكيفية التمركز واستغلال المساحات. يتسلل إلى المناطق التي لا يوجد بها لاعب من الفريق المنافس. هذه هي أكبر نقاط قوته وتميزه. هو شيء لا يمكن تعلمه، مولر يمتلك هذه الموهبة في دمه. إنه يعرف أين تسقط الكرة. إنه أمر ثمين بالنسبة لنا». وعلق مولر، الذي سجل خمسة أهداف أيضًا في أول ثلاث مباريات خاضها مع بايرن في الدوري الألماني (بوندسليغا) هذا الموسم: «سجلت الأهداف بشكل جيد في المباريات الأخيرة. من الرائع أن تأتيني الكرة عبر تمريرات جيدة لأتخذ القرارات المناسبة». وأصبحت ألمانيا، بطلة 1972 و1980 وو1996، بحاجة إلى نقطة من مباراتها المقبلة مع آيرلندا في دبلن يوم الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من أجل ضمان مقعدها في النهائيات، وذلك قبل أن تختتم مشوارها على أرضها أمام جورجيا بعدها بثلاثة أيام. وعلى ملعب «نارودوفي» في وارسو، لم تجد بولندا صعوبة على الإطلاق في تخطي عقبة جبل طارق واكتساحها 8 / 1 بعد أن سبق لها الفوز ذهابا بنتيجة كاسحة أيضًا 7 / صفر. وحسمت بولندا فوزها الخامس بعد أقل من نصف ساعة على البداية وذلك بتقدمها برباعية نظيفة تقاسمها كاميل غروزيسكي في الدقيقتين (8 و15) وروبرت ليفاندوفسكي (19 و29)، قبل أن تضيف أربعة أهداف أخرى في الشوط الثاني عبر أركاديوس ميليك في الدقيقتين (56 و72) وياكوب بلاشيكوفسكي في الدقيقة 59 من ركلة جزاء، وبارتوس كاوبستكا (74). وهذا ليس الفوز الأكبر لبولندا، إذ سبق لها أن تغلبت في الأول من أبريل (نيسان) 2009 على سان مارينو 10 - صفر في تصفيات مونديال جنوب أفريقيا 2010، وعلى النرويج 9 / صفر في الرابع من سبتمبر (أيلول) 1963 في لقاء ودي، فيما فازت 8 - صفر على تركيا في 24 أبريل 1968 في لقاء ودي أيضًا. وتلتقي بولندا في الجولة المقبلة مع مضيفتها اسكوتلندا في مباراة مصيرية للطرفين، على أن تختتم مشوارها على أرضها ضد آيرلندا. وقال ميليك لاعب بولندا عن آخر مباراتين أمام اسكوتلندا وآيرلندا: «الأمر كله يتوقف علينا وإذا لعبنا بنفس الطريقة التي لعبنا بها حتى الآن فلا ينبغي أن نشعر بالخوف، المركز الثاني جيد ونحن في حاجة لبذل كل مجهود ممكن من أجل التأهل وعدم إهدار هذه الفرصة». في المقابل، قال جيف وود مدرب جبل طارق: «نحن نشعر بإحباط كبير جدا بكل تأكيد. لا أريد التقدم بأي اعتذار لكن تقريبا لم يشارك أي لاعب من الفريق في مباراة تنافسية منذ مايو (أيار) ولم نكن مستعدين جيدا». وضمن نفس المجموعة حققت آيرلندا انتصارا ثمينا على ضيفتها جورجيا 1 / صفر لتوسع الفارق مع اسكوتلندا إلى أربع نقاط في المعركة على المركز الثالث الذي يسمح لصاحبه بخوض ملحق التصفيات. وكانت جورجيا قد حققت فوزا مفاجئا على اسكوتلندا 1 - صفر يوم الجمعة لتعزز من فرص آيرلندا التي عانت حتى سجل جوناثان ولترز هدف الفوز في الشوط الثاني. وفي المجموعة السادسة أجل المنتخب المجري التأهل التاريخي لمضيفه الآيرلندي الشمالي إلى النهائيات بإرغامه على التعادل الإيجابي 1 - 1 في بلفاست. وكانت المجر في طريقها إلى انتزاع فوز غالٍ عندما تقدمت بهدف لريتشارد غوزميتش في الدقيقة 74 بتسديدة بيمناه من مسافة قريبة، لكن كيلي لافيرتي أدرك التعادل في الدقيقة الثالثة الأخيرة من الوقت بدل الضائع بتسديدة بيسراه من مسافة قريبة مستغلا كرة مرتدة من الحارس غابور كيرالي بعد تسديدة قوية لنيال ماكجين. وكانت آيرلندا الشمالية بحاجة إلى النقاط الثلاث لبلوغ العرس القاري للمرة الأولى في تاريخها وحجز بطاقتها إلى ثاني بطولة كبيرة بعد الأولى في مونديال 1986 في المكسيك، لكنها فشلت في استغلال عاملي الأرض والجمهور وأنقذت الموقف بانتزاعها التعادل في الثواني الأخيرة القاتلة. وعززت آيرلندا موقعها في صدارة المجموعة برصيد 17 نقطة بفارق نقطة واحدة أمام رومانيا التي سقطت في فخ التعادل السلبي أمام ضيفتها اليونان، وبفارق 4 نقاط أمام المجر الثالثة. وتبقى مباراتان لآيرلندا الشمالية لتحقيق حلمها، وهي تملك فرصتين لحسم التأهل الأولى في الجولة التاسعة في 8 أكتوبر المقبل في حال فوزها على اليونان بطلة عام 2004 والتي فقدت كل الآمال في التأهل، حيث تحتل المركز السادس الأخير برصيد 3 نقاط فقط، والثانية أمام مضيفتها فنلندا في 11 منه. ولم تكن حال رومانيا أفضل من آيرلندا الشمالية وفشلت بدورها في استغلال عاملي الأرض والجمهور للفوز على ضيفتها اليونان واكتفت بالتعادل، الثالث على التوالي بعد الأول مع آيرلندا الشمالية والثاني مع المجر. وتملك رومانيا بدورها فرصة حسم التأهل في حال فوزها على ضيفتها فنلندا في 8 المقبل قبل أن تحل ضيفة على جزر فارو في 11 منه. أما المجر فتلعب مع ضيفتها جزر فارو ومضيفتها اليونان. وفي المجموعة ذاتها، عززت فنلندا حظوظها في المنافسة على المركز الثالث بفوزها الصعب على ضيفها منتخب جزر فارو بهدف وحيد سجله جويل بوهيانبالو هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 23. وفي المجموعة التاسعة ثأر منتخب البرتغال من مضيفه الألباني عندما هزمه 1 - صفر في تيرانا في الجولة الثامنة من التصفيات. وعانت البرتغال طويلا من أجل الثأر لهزيمتها الوحيدة على أرضها أمام ألبانيا وبالنتيجة ذاتها في الجولة الأولى. وتعطلت مواهب نجم ريال مدريد الإسباني كريستيانو رونالدو أمام الدفاع الألباني الصلب الذي صمد أكثر من 90 دقيقة. وحاول رونالدو ومعه لويس ناني وداني وبديله إيدر أكثر من مرة لكنهم فشلوا في الوصول للشبكة الألبانية إلى أن نجح المدافع ميغل فيلوزو في هزها من متابعة رأسية لكرة عرضية وصلته من ريكاردو كواريسما من الجهة اليسرى في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع (90+2). والفوز هو الخامس على التوالي للبرتغال فرفعت رصيدها إلى 15 نقطة من 6 مباريات واقتربت من حجز بطاقة التأهل المباشر، مقابل 11 من 6 أيضًا لألبانيا و12 للدنمارك (من 7 مباريات) التي تعادلت مع أرمينيا متذيلة ترتيب المجموعة صفر - صفر.
مشاركة :