وزير الخارجية الصيني يدعو إلى عودة السياسة الأمريكية تجاه الصين إلى العقلانية

  • 2/22/2021
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

دعا عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم الاثنين، صناع السياسة الأمريكيين إلى نبذ التحيز والتخلي عن الشكوك غير المبررة والتحرك لإعادة السياسة الأمريكية تجاه الصين إلى العقلانية لضمان التنمية الصحية والمطردة للعلاقات الصينية الأمريكية. وصرح وانغ بذلك خلال إلقاء خطاب رئيسي في مراسم افتتاح منتدى لانتينغ فى بكين، والذي أقيم تحت عنوان "تعزيز الحوار والتعاون وإدارة الخلافات: إعادة العلاقات الصينية الأمريكية إلى المسار الصحيح". وأشار وانغ إلى أنه منذ خمسين عاما قام الدكتور هنرى كيسنجر بزيارة كسر الجليد إلى الصين، وبعزم سياسي غير عادي أعاد قادة الصين والولايات المتحدة بشكل مشترك فتح باب التفاعل الذي ظل مغلقا لعقود. ولفت وانغ إلى أنه مع ذلك، وفي السنوات القليلة الماضية، فإن العلاقات الصينية الأمريكية انحرفت عن مسارها الطبيعي وواجهت أكبر الصعوبات منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، والسبب الأساسي هو أن الإدارة الأمريكية السابقة، انطلاقا من احتياجاتها السياسية الخاصة، شوهت بشكل شديد مسار الصين وسياساتها المستقبلية واعتمدت تدابير مختلفة لقمع الصين واحتوائها على هذا الأساس، مما تسبب في أضرار جسيمة للعلاقات بين البلدين. وقال وانغ "واليوم، بعد 50 عاما، يجب أن نتخذ قرارا حكيما وصحيحا مرة أخرى مع الإحساس بالمسؤولية تجاه البلدين والعالم". وفي إشارة إلى أن رئيسي البلدين أجريا أول مكالمة هاتفية بينهما عشية رأس العام الصيني التقليدي الجديد، قال وانغ إن المكالمة الهاتفية المهمة للغاية وجهت العلاقات الصينية الأمريكية، التي كانت تكافح من أجل التأكد من اتجاهاتها عند مفترق طرق، وأرسلت أول خبر مشجع في هذا الربيع للبلدين والعالم بأسره. وقال إن الإدارة الأمريكية الجديدة تقوم بمراجعة وتقييم سياستها الخارجية، ودعا الجانب الأمريكي إلى نبذ التحيز والتخلي عن الشكوك غير المبررة والتحرك لإعادة السياسة الأمريكية تجاه الصين إلى العقلانية لضمان التنمية الصحية والمطردة للعلاقات الصينية الأمريكية. وقال "إنه من المهم احترام بعضنا البعض وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخر"، مضيفا أن هذا هو المعيار الأساسي الذي يحكم العلاقات الدولية. وفي إشارة إلى أن الصين احترمت دائما خيارات الشعب الأمريكي، قال وانغ إن الصين لا ترغب في تحدي الولايات المتحدة أو أن تحل محلها، وإنها على استعداد للتعايش السلمي والسعي نحو التنمية المشتركة مع الولايات المتحدة. وقال "إننا نأمل في أن تحترم الولايات المتحدة المصالح الجوهرية والكرامة الوطنية للصين وحقوقها في التنمية. ونحث الولايات المتحدة على الكف عن تشويه الحزب الشيوعي الصيني والنظام السياسي الصيني، والتوقف عن التواطؤ مع أو حتى دعم الأقوال والأفعال الخاطئة للقوى الانفصالية التي تسعي إلى ’استقلال تايوان‘، والتوقف عن تقويض سيادة الصين وأمنها من خلال الشؤون الداخلية المتعلقة بهونغ كونغ وشينجيانغ والتبت". وأكد على أهمية تعزيز الحوار وإدارة الخلافات بشكل صحيح، قائلا إنه في الوقت الراهن، يتعين على الجانبين تنفيذ ما جاء في المكالمة الهاتفية بين الرئيسين عشية رأس العام الصيني التقليدي الجديد والعمل من أجل المصالح الأساسية للشعبين واتخاذ موقف استشرافي ومنفتح وشامل وإعادة تنشيط أو إنشاء آليات الحوار في مختلف المجالات وعلى مختلف المستويات. وقال وانغ ان "الصين، كعادتها، منفتحة على الحوار. وإننا على استعداد لإجراء اتصالات صريحة مع الجانب الأمريكي والاشتراك في حوار يهدف إلى حل المشاكل". ودعا الى بذل جهود للتحرك في الاتجاه نفسه لاستئناف التعاون متبادل المنفعة، قائلا إنه مع ظهور قضايا إقليمية ساخنة وتحديات عالمية واحدة تلو الأخرى، فإن مجالات التعاون بين الصين والولايات المتحدة تتوسع بدلا من أن تتقلص وآفاق التفاعل تتسع بدلا من أن تضيق. وقال "إننا نأمل في أن يعدل الجانب الأمريكي سياساته في أقرب وقت ممكن، بما في ذلك إلغاء التعريفات الجمركية غير المعقولة على السلع الصينية، ورفع العقوبات أحادية الجانب المفروضة على الشركات الصينية ومعاهد الأبحاث والتعليم، والتخلي عن القمع غير العقلاني للتقدم التكنولوجي الصيني، من أجل خلق الظروف اللازمة للتعاون الصيني- الأمريكي"، مضيفا أن الصين على استعداد لتنسيق السياسات والعمل مع الولايات المتحدة في ثلاثة مجالات تتمثل في كوفيد-19 وتغير المناخ والتعافي الاقتصادي العالمي. وأشار وانغ إلى أن من المهم تمهيد الطريق لاستئناف التبادلات الثنائية في جميع المجالات، مشيرا إلى أن الصين تأمل في أن يعمل الجانب الأمريكي في أقرب وقت ممكن لرفع القيود التي يفرضها على المجموعات التعليمية والثقافية ووسائل الإعلام الصينية والمؤسسات المعنية بشؤون الصينيين المغتربين في الولايات المتحدة، وإزالة الحواجز التي يضعها أمام الحكومات المحلية الأمريكية والقطاعات الاجتماعية بشأن التعامل مع الصين، وتشجيع ودعم استئناف برامج التبادل الطبيعي بين الجامعات ومؤسسات البحوث. وقال إن "الصين على استعداد للعمل مع الولايات المتحدة بعقل منفتح لبناء بيئة جيدة للتبادلات بين الشعبين".

مشاركة :