بعد ان احتفلت ملكة بريطانيا الملكة اليزابيث الثانية عام 2012 باليوبيل الماسي الذي صادف الذكرى الستين لاعتلائها العرش ستكون الملكة البالغة من العمر 89 عاما على موعد متجدد مع صناعة الحدث في بلادها لتتويجها بلقب ملكي جديد. فبحلول يوم غد وتحديدا العاشر من سبتمبر ستصبح اليزابيث الثانية الأطول جلوسا على العرش بين جميع ملوك وملكات انجلترا واسكتلندا والمملكة المتحدة التي قامت بموجب عقد الاتحاد عام 1707 تحت حكم الملكة آن. وستتفوق اليزابيث الثانية في ذلك على قريبتها الملكة فيكتوريا التي كانت حتى هذه الايام الأطول حكما بفترة امتدت بين 20 يونيو 1837 و 22 يناير 1901 وتحديدا لمدة 63 عاما و 216 يوما. اما فترة حكم اليزابيث الثانية فبدأت منذ السادس من فبراير عام 1952 وستبلغ فترة حكمها مساء اليوم 63 عاما و 216 يوما شكلت فيها 15 حكومة وعاصرت خلالها 13 رئيسا للوزراء. ووفق ما أكده قصر (باكينغهام) فإن الملكة اليزابيث الثانية لا تعتزم الاحتفال بالمناسبة بأي فعالية خاصة او مكلفة بل ستلتزم أداء مهامها وارتباطاتها حسب جدول اعمالها العادي الذي سيتزامن مع وجودها في اسكتلندا. ويختلف الكثير من المؤرخين البريطانيين حول نقاط ومحاور عدة عند مقارنة فترتي حكم آخر ملكتين لبريطانيا فيكتوريا واليزابيث الثانية سواء من حيث طبيعة الحكم او من حيث الظروف السياسية الداخلية والعالمية التي ميزت كل فترة. بيد ان المؤرخين يجمعون على ان فترتي حكم الملكتين الأطول جلوسا على العرش تتناقضان عند نقطة حجم المملكة المتحدة ونفوذها فالملكة فيكتوريا حكمت امبراطورية توسعت في مشارق الارض ومغاربها حتى عرفت بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس. اما الملكة اليزابيث الثانية فورثت الحكم بعد الحرب العالمية الثانية التي شهدت حركات تحرر عالمية أنهت الاستعمار والحكم الأجنبي المباشر على الدول وخاصة في آسيا وإفريقيا. وأصبحت ملكة بريطانيا حاليا تؤدي دورا معظمه شرفي وبروتوكولي حفاظا على التقاليد الملكية لا غير فبجانب اعتلائها سدة الحكم الشرفي لدول المملكة المتحدة الاربع هي ايضا تعتبر رمزا ل15 دولة اخرى أعضاء في منظمة (الكومنولث).
مشاركة :